تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وحدّث عن : عمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرّحمن بن عوف ، والعبّاس بن عبد المطّلب.

روى عنه : محمّد بن جبير بن مطعم ، والزهري ، وأبو الزبير ، ومحمّد بن المنكدر ، ومحمّد بن عمرو بن عطاء ، وعمران (١) بن أبي أنس ، وعكرمة بن خالد ، وعروة بن الزّبير ، وأبو عمرو بن حماس ، وصدقة بن يسار ، ومحمّد بن عمرو (٢) بن حلحلة ، وسلمة بن وردان ، وإبراهيم بن عبيد بن رفاعة.

وشهد مع عمر بن الخطّاب فتح بيت المقدس والجابية من أعمال دمشق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا الحسن بن علي ـ هو أبو علي الحافظ ـ نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا حسين بن عيسى البسطامي ، عن أبي ضمرة أنس بن عياض ، عن سلمة بن وردان ، عن مالك بن أوس أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وجبت» [١١٨٥٧].

قال ابن مندة : وهذا وهم ، والصواب عن أنس بن مالك (٣).

أخبرتنا أم المجتبى بنت نصر قالت : قرأ علي إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا سريج (٤) بن يونس ، نا ابن أبي فديك ، عن سلمة بن وردان ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال عمر : أنا ، قال : «من تصدّق منكم اليوم؟» قال عمر : أنا ، قال : «فمن شهد منكم جنازة؟» قال عمر : أنا ، قال : «فمن عاد مريضا؟» قال عمر : أنا ، قال : «وجبت لك ، وجبت لك ، وجبت لك» [١١٨٥٨].

وقد رواه أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ، عن سلمة بن وردان ، ولسلمة عن مالك حديث آخر مسند.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي

__________________

في عامود نسبه ، ولا في نسب أبيه ، في مصادر ترجمة أبيه أوس ، إن في الاستيعاب أو الإصابة أو أسد الغابة ، وليس في ترجمته في تهذيب الكمال.

(١) بالأصل : عمر ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام ، وبالأصل : عمر.

(٣) أسد الغابة ٤ / ٢٣٥.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : شريح.

٣٦١

الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، نا الأحوص بن المفضّل الغلّابي ، حدّثني أبي ..... (١) سلمة بن وردان قال : قال أنس بن مالك ومالك بن أوس بن الحدثان إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج يتبرّز فلم يجد أحدا يتبعه ، فمرّ عمر فتبعه بفخارة أو مطهرة ، فوجده ساجدا في سربه (٢) ، فجلس وراءه حتى رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «قد أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحّيت عني ، إنّ جبريل جاءني فقال : من صلّى عليك واحدة صلّى الله عليه عشرا ، ورفعه عشر درجات» [١١٨٥٩].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو ، محمّد بن أحمد بن حمدان.

وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى أحمد بن علي ، نا سويد ، عن مالك (٣) ـ وفي حديث حمدان : نا ـ سويد بن سعيد ، نا مالك ، عن ابن شهاب ، عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه أخبره.

[أنه التمس](٤) صرفا بمائة دينار قال : فدعاني طلحة بن عبيد الله فتراضينا (٥) في الصرف حتى اصطرف مني وأخذ الذهب يقلّبها في يده ، فقال : حتى يجيء خازني من الغابة (٦) ، وعمر بن الخطّاب يسمع ، فقال عمر : لا والله لا تفارقه حتى تأخذ منه ، ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الذهب بالذهب ربا إلّا هاء وهاء (٧) ، ـ زاد ابن حمدان : والتمر بالتمر ربا إلّا هاء وهاء قالا : ـ والشعير بالشعير ربا إلّا هاء وهاء». [١١٨٦٠].

وأخبرناه أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو (٨) يعلى.

وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا علي بن معروف بن محمّد ، نا عبد الله البغوي ، نا مصعب بن عبد الله ، حدّثني مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال :

__________________

(١) كلام ممحو بالأصل.

(٢) أي طريقه.

(٣) رواه مالك في الموطّأ ص ٤٣٩ رقم ١٣٢٧ في : ما جاء في الصرف.

(٤) الزيادة استدركت على هامش الأصل ، وبعدها صح.

(٥) كذا بالأصل ، وفي الموطأ : «فتراوضنا».

(٦) الغابة : موضع قرب المدينة ، به أموال أهل المدينة.

(٧) يعني : أن يقول الأول : خذ هذا ، ويقول الآخر : مثل ذلك ، وأصلها : هاك ، أبدلت الكاف مدّة.

(٨) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

٣٦٢

جئت بدنانير لي ، فأردت أن أصرفها ، فلقيت طلحة بن عبيد الله ، فاصطرفها وأخذها ، وقال : حتى يجيء خازني من الغابة ، وقال فيها كلها : هاء وهاء ، فسألت عمر بن الخطّاب عن ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الذهب بالورق ربا إلّا هاء وهاء ، والبر بالبر ربا إلّا هاء وهاء ، والشعير بالشعير ربا إلّا هاء وهاء ، والتمر بالتمر [ربا] إلّا هاء وهاء» (١) [١١٨٦١].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ابن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري (٢) قال : أخبرني مالك بن الحدثان النّصري.

أن عمر بن الخطّاب دعاه بعد أن ارتفع النهار ، قال : فدخلت عليه ، فإذا هو جالس على رمال (٣) سرير له ، ليس بينه وبين الرمال فراش ، متكئا على وسادة من أدم ، فقال : يا مالك ، إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة ، وقد أمرت لهم برضخ (٤) فاقبضه فاقسمه بينهم ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، لو أمرت بذلك غيري ، قال : اقسمه أيها المرء ، فبينا أنا عنده إذا جاء حاجبه يرفأ (٥) فقال : هل لك في عثمان ، وعبد الرّحمن ، والزبير ، وسعد يستأذنون ، قال : فأدخلهم ، فلبث قليلا ثم جاءه فقال : هل لك في علي ، وعبّاس يستأذنان؟ قال : فأذن لهما فدخلا ، فقال العبّاس : يا أمير المؤمنين اقض بيننا ـ وهما يختصمان في الصوافي التي أفاء الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أموال بني النضير ـ فاستبّا عند عمر ، فقال الرهط الذين عنده : يا أمير المؤمنين اقض بينهما ، وأرح أحدهما من الآخر ، قال عمر : اتئدوا (٦) أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، هل تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا نورث ، ما تركناه صدقة» يريد بذلك نفسه ، فقالوا : قد قال ذلك.

فأقبل عمر على علي وعلى العبّاس : أنشدكما الله ، أتعلمان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ذلك؟

__________________

(١) هذه رواية الموطّأ للحديث ـ راجع رقم ١٣٢٧.

(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٢ مختصرا ، وبطوله في صحيح مسلم (٣٢) كتاب الجهاد ، (١٥) ، باب حكم الفيء ، رقم ٣١٧٥٧ / ١٣٧٧ وما بعدها.

(٣) الرمال : بضم الراء وكسرها. وهو ما ينسج من سعف النخل وغيره ، ليضطجع عليه.

(٤) الرضخ : العطية القليلة.

(٥) بالأصل : يرقا ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ويرفا منهم من همزه «يرفأ» ومنهم من لم يهمزه.

(٦) أي اصبروا وأمهلوا.

٣٦٣

قالا : نعم ، قال : فإنّي أحدثكم عن هذا الأمر ، إنّ الله كان خصّ رسوله في هذا الفيء بشيء [لم](١) يعطه أحدا غيره ، فقال الله عزوجل : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ، فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ، وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٢) ، فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم ، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ، ثم يأخذ ما بقي فيجعل مجعل مال الله ، فعمل بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حياته ثم توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال أبو بكر : أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقبضه ، فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنتما حينئذ ، ـ وأقبل على عليّ وعبّاس يذكر أن أبا بكر كما يقولان ـ والله يعلم أنه فيهما لصادق برّ راشد ، تابع للحق ، ثم توفّى الله أبا بكر ، فقلت : أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بمثل ما عمل به فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما عمل فيه أبو بكر ، وأنتما حينئذ ، وأقبل على عليّ وعباس يذكران أنّي فيه كما يقولان ، والله أعلم أني فيه لصادق برّ راشد ، تابع للحق ، ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع ، فجئتني ـ يعني عباسا ـ فقلت لكما إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا نورث ما تركناه صدقة» فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت : إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر وما عملت به منذ وليته وإلّا فلا تكلماني ، فقلتما : ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك ، فو الله الذي لا إله إلّا هو ، الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة ، فإن عجزتما فادفعاه إليّ فأنا أكفيكماه.

أخرجه البخاري (٣) عن أبي اليمان. ذكره محمّد بن عمر الواقدي عن أبي بكر بن أبي ..... (٤) ، عن عبد الواحد بن أبي عوف ، عن عمران بن أبي أنس ، عن مالك بن أوس ابن الحدثان قال :

قدمنا مع عمر بيت المقدس ، فدخل المسجد فتقدم الصخرة ، فجعلها خلف ظهره وقال : هذه القبلة ، ثم قال : عليّ بعبد الله بن سلّام ، فأتي به ، فأقبل يمشي وعليه نعلان مخصوفتان ، حتى وقف ، وعمر يصلّي ، فلما فرغ عمر أقبل على بن سلام فقال : يا ابن

__________________

(١) زيادة لازمة عن المختصر.

(٢) سورة الحشر ، الآية : ٦.

(٣) صحيح البخاري ، باب فرض الخمس ٤ / ٤٢.

(٤) كلمة مطموسة بالأصل.

٣٦٤

سلّام ، أين ترى أن نجعل قبلتنا؟ قال : حيث أنت ، واجعل الصخرة خلف ظهري ، وخالف يهود ، هذه القبلة الأولى ، ولكن يهود غيّرت (١) ذلك وجعلته إلى الصخرة ، فقال عمر : لم لبست نعليك؟ فقال : إنّما هو شيء صنعته يهود ، خلع نعلها ، قال : أنت أصدق من كعب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة (٢) ، قال :

في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة : مالك بن أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة ابن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (٣) بن قيس بن عيلان ، توفي سنة اثنتين وتسعين ، يكنى أبا سعيد (٤).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٦) قال في الطبقة الثامنة من الصحابة ممن أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا : مالك بن أوس بن الحدثان ، أحد بني نصر بن معاوية ، يقولون إنه ركب الخيل في الجاهلية ، ومات بالمدينة سنة اثنين وتسعين ، وروى عن عمر (٧) ، وعثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد ، نا الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حدثت مالك بن أوس بن الحدثان : كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله ، لم يرو عن أحد غير مالك بن أوس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) بالأصل : غير.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤١٢ رقم ٢٠٢٠ في الطبقة الأولى من أخلاط القبائل.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : حفصة ، والمثبت عن طبقات خليفة.

(٤) في طبقات خليفة : أبا سعد.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : اللبناني.

(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. ونقله المزي في تهذيب الكمال عن ابن سعد بهذه الرواية ١٧ / ٣٩٠.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : نصر ، ولعل الصواب ما أثبت.

٣٦٥

أحمد بن معروف ، نا الحسين (١) بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) قال : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة : مالك بن أوس بن الحدثان ، أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة (٣) بن قيس بن عيلان بن مضر. يقولون : إنه ركب الخيل في الجاهلية ، وكان قديما ، ولكنه تأخر إسلامه ، ولم يبلغنا أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا روى عنه شيئا ، وقد روى عن (٤) عمر بن الخطّاب ، وعثمان بن عفّان ، ومات بالمدينة سنة اثنين وسبعين (٥).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال :

أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر ابن معاوية النّصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن مصعب أو غيره قال :

مالك بن أوس بن الحدثان النّصري أحد بني نصر بن معاوية ، يقولون إنه ركب الخيل في الجاهلية ، وهو الذي روى عنه الزهري ، وروى عن عمر بن الخطّاب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ، ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) :

مالك بن أوس بن الحدثان النّصري (٧) ، سمع عمر ، وعثمان ، وعليا (٨) ، روى عنه

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحسن.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٥٦ ـ ٥٧.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : حفصة ، والتصويب عن ابن سعد.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : عنه. والتصويب عن ابن سعد.

(٥) كذا بالأصل وابن سعد ، هنا ، وقد مرّ : اثنتين وتسعين.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٠٥.

(٧) زيد بعدها في التاريخ الكبير ـ واستدركت عن إحدى النسخ ـ المدني.

(٨) قوله : «وعليا» ليس في التاريخ الكبير.

٣٦٦

محمّد بن جبير بن مطعم ، ومحمّد بن عمرو (١) بن عطاء ، وعكرمة بن خالد ، والزهري ، وقال بعضهم : له صحبة ، ولا يصح.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني ، ولا يصح له صحبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزّبير ، وسعد ، وعبد الرّحمن [بن عوف](٣) ، والعبّاس بن عبد المطّلب ، روى عنه الزهري ، ومحمّد بن عمرو بن عطاء ، ومحمّد بن جبير بن مطعم (٤) ، ومحمّد بن المنكدر ، وعكرمة بن خالد ، والضحّاك المشرقي (٥) ، وسلمة بن وردان ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : مالك بن أوس بن الحدثان النصري يقول أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو سعد مالك بن أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة النصري ، المديني ، أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (٦) بن قيس عيلان ، قال بعضهم : وله صحبة ، وقال آخرون : إنه ركب الخيل في الجاهلية ، لكنه سمع أبا بكر الصّدّيق ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، روى عنه أبو سعيد محمّد بن جبير بن مطعم ، ومحمّد بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل : «عمر» والتصويب عن التاريخ الكبير.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٠٣.

(٣) زيادة للإيضاح عن الجرح والتعديل.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : «ومحمد بن عمرو بن عطاء».

(٥) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن الجرح والتعديل وتهذيب الكمال.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : «حفصة» والتصويب مما تقدم.

٣٦٧

عمرو بن عطاء ، وعكرمة بن خالد ، ومحمّد بن المنكدر ، وعروة بن الزبير ، وابن شهاب ، وأبو عمرو بن حماس ، وأبو الزبير بن تدرس (١) ، وعمران (٢) بن أبي أنس ، وصدقة بن يسار الجروي ، ومحمّد بن عمرو بن حلحلة ، وسلمة بن وردان ، وإبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، وكان عريف قومه في زمان عمر بن الخطّاب ، مات بالمدينة سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :

مالك بن أوس بن الحدثان. ذكره محمّد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة ، ولا يثبت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك ابن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

مالك بن أوس بن الحدثان النصري من بني نصر بن معاوية ، أخو جشم بن معاوية ، وهو المديني ، أدرك الجاهلية ، ويقال : إنّ له صحبة ، ولا يصح ، سمع عمر بن الخطّاب ، وطلحة بن عبيد الله ، روى عنه الزهري في الزكاة والخمس ، والتفسير.

قال الذهلي : قال يحيى : مات سنة إحدى وتسعين ، وقال يحيى بن حمزة : أخبرني سنة ثنتين وتسعين ، وقال عمرو بن علي : سنة اثنتين وتسعين ، وقال الواقدي مثل عمرو بن علي ، وقال ابن نمير مثله (٣).

أخبرنا أبو علي الحدّاد قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ : مالك بن أوس بن علي (٤) ، ذكره محمّد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة فيما حكاه عنه بعض المتأخرين (٥).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو الحسن النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثني عبد الرّحمن بن شيبة ، حدّثني يونس بن يحيى بن نباتة ، عن سلمة بن وردان قال :

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، وهو محمّد بن مسلم بن تدرس القرشي المكي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٨٠.

(٢) بالأصل : عمر.

(٣) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٩١.

(٤) كذا ، وليس في عامود نسبه «بن علي» في أيّ من مصادر ترجمته التي ذكرناها.

(٥) أسد الغابة ٤ / ٢٣٥.

٣٦٨

رأيت مالك بن أوس بن الحدثان وكانت له صحبة ، وهو النصري ، المديني ، روى عنه محمّد بن جبير بن مطعم ، وأبو الزبير ، ومحمّد بن عمرو بن عطاء ، وعكرمة بن خالد ، ومحمّد بن المنكدر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : وأخبرني رجل من أصحاب الحديث حافظ أن مالك بن أوس قد رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن الغلّابي ، نا ..... (١) قال : سمعت إبراهيم بن محمّد بن وثيمة بن مالك قال : ركب مالك بن أوس بن الحدثان الخيل في الجاهلية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أيضا ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضل ، أنا أبي المفضل بن غسّان الغلابي.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري.

قال : وأنا أبو محمّد (٢) ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر قالا : نا المفضل بن غسّان الغلابي ، نا الواقدي ، حدّثني ـ وقال الأحوص : نا ـ سعيد بن عبد الله بن الأبيض ، عن عبد الله بن مقسم قال :

سألت مالك بن أوس بن الحدثان عن النفل (٣) فقال : لقد ركبت الخيل في الجاهلية ، وما أدركت الناس ينفلون إلّا الخمس.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي قال : وما سمعت أبي ولا أشياخنا يثبتون لمالك بن أوس بن الحدثان صحبة ، ولو كان ذلك ما خفي عنهم ، ولا اعتدوا به ممن صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني نصر بن معاوية ، ولكن الثبت أن أباه أوس بن الحدثان قد صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٣) النفل : الغنيمة.

٣٦٩

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا عبّاس قال : سمعت يحيى يقول : مالك بن أوس بن الحدثان ليست له صحبة (١) ، أو قال : لم يسمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا ابن الأعرابي قال : سمعت عباس الدوري.

وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقاء ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال :

سمعت يحيى يقول : مالك بن أوس بن الحدثان ليست له صحبة ، قلت له : إنه يروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا (٢) ، فقال : قد سمعناه من حديث محمّد بن سابق الذي يروي عن إبراهيم ابن طهمان ، عن أبي الزبير قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أوس بن الحدثان.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني عبيد الله بن سعد الزهري ، حدّثني عمر ، نا أبي ، عن ابن إسحاق ، عن محمّد بن عمرو بن عطاء بن عيّاش (٣) ، عن مالك بن أوس بن الحدثان البصريّ قال : كنت عريفا في زمن عمر بن الخطّاب (٤).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، نا عبد الله بن صالح ، نا الليث ، حدّثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، ـ وكان محمّد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك ، فانطلقت إلى مالك حتى دخلت عليه ، فسألته عن ذلك الحديث فأخبرنا الحكم بن نافع ، نا شعيب ، عن الزهري قال : فحدّثت هذا الحديث عروة بن الزبير فقال : صدق مالك.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن الحسن بن علي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٩٠.

(٢) بالأصل : شيء.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «عباس» راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١١١.

(٤) سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٢.

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤١٤ ـ ٤١٥.

٣٧٠

داود ، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ، نا ابن عزيز ، حدّثني سلامة ، عن عقيل ، عن الزهري قال : ذكرت لعروة حديث مالك بن أوس فقال : صدق مالك (١).

قال : وأنا عبد الرّحمن بن يوسف قال : مالك بن أوس بن الحدثان ثقة (٢).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر ، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان التميمي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد المقابري ، نا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري ، نا محمّد بن عبد الله بن نمير قال : مات مالك بن أوس بن الحدثان سنة ثلاث وتسعين.

أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن سميع (٣) ، ومات مالك بن أوس بن الحدثان ، وهو رجل من بني نصر بن معاوية أخو جشم (٤) بن معاوية ـ حي من قيس ، وهو من أفصح العرب ـ سنة اثنين وتسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة اثنين وتسعين مات مالك بن أوس بن الحدثان النصري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا محمّد بن عبيد الله ، أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي قال : مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، هلك بالمدينة سنة اثنين وتسعين.

٧١٦٢ ـ مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة (٥) بن عدي بن زهير

ابن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة

ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي (٦)

خال يزيد بن معاوية ، وأخو حريث بن بحدل.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٩٠.

(٢) سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٢ وتهذيب الكمال ١٧ / ٣٩٠ ط دار الفكر.

(٣) كذا.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن جمهرة ابن حزم.

(٥) كذا بالأصل وجمهرة ابن حزم ص ٤٥٧ وفي المقتضب : قنانة.

(٦) انظر أخباره في الإمامة والسياسة (بتحقيقنا) ، الفهارس.

٣٧١

كان من وجوه أهل الشام ، وغزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية سنة خمسين ، وسعى في البيعة ليزيد كما ذكر الواقدي في كتاب : «الصوائف».

٧١٦٣ ـ مالك بن البرصاء

وفد على معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثنا عنه أبو البركات الحارثي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضرّاب ، نا عثمان بن محمّد ، نا الحارث بن أبي أسامة ، حدّثني محمّد بن حسين ، عن أبي مسهر ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن رجل قال :

اجتمع عند معاوية الوليد بن عقبة ، والمغيرة ، وصعصعة بن صوحان ، ومالك بن البرصاء ، ويزيد بن معاوية وغيرهم فقال : ألا تخبرني ما المروءة يا مغيرة؟ قال : سخاوة النفس ، وحسن الخلق ، قال : بخ ، بخ ، وما هي في نفسي بتلك ، ألا تخبرني يا وليد ما المروءة؟ قال : العف والحرفة ، قال : وكيف؟ قال : أن تعفّ عما حرّم الله عليك ، وتحترف فيما أحل الله ، قال : بخ ، وما هي في نفسي بتلك ، ألا تخبرني يا فلان ما المروءة؟ قال : المال والولد ، قال : وكيف ذاك؟ قال : لا يكون المال إلّا نوال ولا نوال إلّا بمال ، قال : بخ ، وما هي في نفسي ، حتى انتهى إلى يزيد ، فقال : يا يزيد ، ألا تخبرني ما المروءة؟ قال : بلى ، قال : وما هي؟ قال : إذا أعطيت شكرت ، وإذا ابتليت صبرت ، وإذا قدرت غفرت ، وإذا وعدت أنجزت ، قال : صدقت ، أنت مني وأنا منك.

٧١٦٤ ـ مالك بن بسطام العبسي الحرستانيّ (١)

روى عن : واثلة بن الأسقع.

روى عنه : ابنه حمّاد بن مالك بن بسطام ، إن صحت الرواية.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أبي الرضا ، أنا تمام ابن محمّد ، أنا محمّد بن حميد بن سليمان ، نا أحمد بن محمّد بن نصر الأنطاكي ، نا صالح ابن قطن أبو عبد الله البخاري ، حدّثني محمّد بن أبي مكرم الدمشقي ، حدّثني حمّاد بن مالك ابن بسطام العبسي ، أو العنسي ، حدّثني أبي عن وائلة بن الأسقع قال :

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٤٢٥ ولسان الميزان ٥ / ٣ والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٣٧.

٣٧٢

خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى بابه : عثمان بن مظعون ، ومعه ابن له صغير ، فقال : ابنك هذا؟ قال : نعم ، قال : «تحبه؟» قال : نعم ، قال : «ألا أزيدك له حبا؟» قال : بلى ، بأبي وأمي ، قال : «من ترضى صبيا له صغيرا من نسله ترضّاه الله يوم القيامة حتى يرضى» [١١٨٦٢].

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال ، وحمّاد هو ابن مالك (٢) بن بسطام [الأشجعي](٣) ، عن أبيه ، عن وائلة كذلك.

٧١٦٥ ـ مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث

ابن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع ـ واسمه جسر ـ بن عمرو بن علة

ابن جلد بن مالك ـ وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب الأشتر النخعي (٤)

روى عن عمر ، وعلي ، وخالد بن الوليد ، وأم ذرّ (٥).

روى عنه : أبو حسّان الأعرج ، وعبد الرّحمن بن يزيد ، وعلقمة ، وابنه إبراهيم بن الأشتر.

شهد اليرموك ، ثم سيّره عثمان من الكوفة إلى دمشق ، وكان من أصحاب علي ، وولّاه مصر ، فمات قبل أن يصل إليها.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنا علي بن محمّد بن أحمد المصري ، نا روح بن الفرج ، نا عمرو بن خالد ، نا مجاهد بن سعيد بن أبي زينب أبو حرب الأصبحي ، نا عبد الله بن مالك بن إبراهيم ا [بن] الأشتر النخعيّ ، عن أبيه ، عن جده.

أنه لما قدم عمر بن الخطّاب الشام بعث إلى الناس ، فنودوا : الصلاة جامعة ، عند باب الجابية ، فلمّا صفوا له ، قام فحمد الله وأثنى عليه بما هو ، وذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بما يحقّ عليه

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤١٦.

(٣) استدركت عن هامش الأصل.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٩٢ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٥٤ والجرح والتعديل ٨ / ٢٠٧ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢١٣ والتاريخ الكبير ٧ / ٣١١ ومعجم الشعراء للمرزباني ص ٢٦٢ والإصابة ترجمة ٨٣٤١. وكتاب الفتوح لابن الأعثم (الفهارس) ، وتاريخ الطبري (الفهارس).

(٥) يعني زوج أبي ذر الغفاري.

٣٧٣

ذكره ، ثم قال لهم [إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال :](١) «إن يد الله على الجماعة ، والفذّ مع الشيطان ، وإنّ الحق أصل في الجنّة ، وإن الباطل أصل في النار ، ألا وإنّ أصحابي خياركم فأكرموهم ، ثم القرن الذين يلونهم ، ثم القرن الذين يلونهم ، ثم القرن الذين يلونهم (٢) ، ثم يظهر الكذب والهرج» [١١٨٦٣].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد ، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد عنه ، أنا أبو بكر الحيري.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا أبو القاسم بن أبي حرب ، أنا أبو الحسن بن السقا ، قالا : أنا أبو العباس الأصم ، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي ، نا عمرو ابن خالد ، نا مجاهد بن سعيد بن أبي زينب الأصبحي أبو حرب ، حدّثني عبد الله بن مالك ابن الأشتر النخعيّ ، عن أبيه ، عن جده قال :

لما قدم عمر بن الخطّاب بعث إلى الناس ، فنودوا : إن الصلاة جامعة ـ عند باب الجابية ـ فلما صفّوا قام ، فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله ، وذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بما يحقّ عليه ذكره ، ثم قال لهم : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ يد الله على الجماعة ، والفذّ من الشيطان ، وإنّ الحق أصل في الجنّة ، وإنّ الباطل أصل في النار ، وإنّ أصحابي خياركم فأكرموهم ، ثم القرن الذين يلونهم ، ثم القرن الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب والهرج» [١١٨٦٤].

[قال ابن عساكر :] كذا فيه ، وهو عبد الله بن مالك بن إبراهيم بن الأشتر.

وذكر أحمد بن يحيى البلاذري قال : قالوا :

ولما خرج المسيّرون من قراء أهل الكوفة اجتمعوا بدمشق ، نزلوا مع عمر بن زرارة فبرّهم معاوية وأكرمهم ، ثم إنه جرى بينه وبين الأشتر قول حتى تغالظا ، فحبسه معاوية ، وذكر حكاية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح وأخبرنا أبو العزّ بن منصور ، أنا أبو طاهر.

قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.

(٢) لم تذكر في المختصر إلّا مرتين.

٣٧٤

أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (١) :

الأشتر ، اسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة (٢) بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن قيس (٣) بن سعد بن مالك بن النخع ، مات بعد سنة سبع وثلاثين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) قال :

في الطبقة الأولى من أهل الكوفة : الأشتر ، واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة (٥) بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج ، روى عن خالد بن الوليد أنه كان يضرب الناس على الصّلاة بعد العصر ، وكان الأشتر من أصحاب علي ابن أبي طالب ، وشهد معه الجمل ، وصفّين ، ومشاهده كلها ، وولّاه عليّ مصر فخرج إليها ، فلما كان بالعريش (٦) شرب شربة عسل فمات.

قال الصوري : الصواب بالقلزم (٧).

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ قراءة ـ ح وعن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : سمعت أبي يقول : الأشتر مالك بن الحارث.

أنبأنا أبو الحسين (٨) الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، نا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٩) :

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٤٩ رقم ١٠٥٧.

(٢) في طبقات خليفة : سلمة.

(٣) في طبقات خليفة : جذيمة بن سعد بن قيس.

(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٣.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : خزيمة.

(٦) العريش : مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم (معجم البلدان).

(٧) القلزم : بلدة على ساحل البحر قرب أيلة (معجم البلدان).

(٨) تحرفت بالأصل إلى : الحسن.

(٩) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

٣٧٥

مالك بن الحارث بن الأشتر النخعيّ ، روى عن علي ، روى عنه أبو حسّان ، وعلقمة ، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب [إلي](١) أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني (٢) عنهما ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو سعيد بن يونس قال :

الأشتر ، مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النّخع بن عمرو بن علقمة بن جلد بن مذحج النخعيّ ، ولّاه علي بن أبي طالب مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة ، فسار حتى بلغ القلزم ، فمات بها ، يقال : مسموما ، في شهر رجب سنة سبع وثلاثين ، قيل : وكان قد ثقل أمره على علي بن أبي طالب ، فلما بلغه موته قال لليدين والفم. وقيل إنه بلغ أهل الشام مسيره إلى مصر ، فكرهوا ذلك.

وقيل : إنه كتب إلى بعض ملوك النصارى (٣) [من](٤) أهل القلزم ، ووعده (٥) بمال وأن يحسن إليه وإلى أهل ملّته إن هو احتال في اغتياله وقتله وإلّا خربت كنائسهم ، فمشى إليهم ، ..... (٦) له سقاه شربة من عسل قد سمّت فقتله.

قيل : وخطب معاوية الناس ، وذكر توجيه الأشتر إلى مصر وأنه ..... (٧) الطريق فقال : يا أهل الشام ، إنكم منصورون ومستجاب لكم الدعاء ، فادعوا الله على عدوكم ، فرفع أهل الشام أيديهم يدعون (٨) عليه ، فلما كانت الجمعة الأخرى خطب فقال : يا أهل الشام ، إنّ الله قد استجاب لكم ، وقتل عدوكم ، وإنّ لله جنودا في العسل ، فرفع أهل الشام أيديهم حامدين الله على كفايتهم إيّاه.

وله أخبار تركت ذكرها كراهية الإطالة بها.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ قراءة ـ عن أبي الحسن الدارقطني.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : «اللفتاوني».

(٣) كلمة قسم منها ممحو ، والموجود : «النصا» ولعل ما أثبت الصواب ، باعتبار السياق.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) بالأصل : ووعد.

(٦) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٧) رسمها بالأصل : لعكث.

(٨) بالأصل : يدعو.

٣٧٦

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن عبد الكريم بن محمّد بن أحمد ، أنا الدارقطني قال :

مالك بن الحارث الأشتر ، روى عن علي ، وخالد بن الوليد ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد ، وأبو حسّان الأعرج.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (١) :

وأمّا أشتر بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها :

الأشتر مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة (٢) النخعيّ ، فارس ، شاعر ، صحب عليا ، وروى عنه ، وعن خالد بن الوليد ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد ، وأبو حسّان الأعرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو نصر محمّد بن الحسين ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح ، حدّثني أبي (٣) قال : مالك الأشتر النّخعي (٤) ، كوفي ، تابعي ، ثقة.

أخبرنا أبو الحسن (٥) علي بن أحمد بن منصور ، نا ـ وأبو منصور محمّد بن عبد الملك قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، وعلي بن محمد (٧) بن عبد الله المعدّل ، قالا : أنا محمّد بن أحمد (٨) بن الحسن الصوّاف ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي ـ في حديث يزيد بن زريع عن شعبة ـ قال : أنبأني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال : دخلنا على عمر معاشر وفد مذحج ، وكنت من أقربهم منه مجلسا ، فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره ، فقال لي : أمنكم هذا؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : [ما له قاتله الله](٩) ، كفى الله أمة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم شرّه ، والله إنّي لأحسب أنّ للمسلمين منه يوما عصيبا.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٨٠.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : خزيمة.

(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤١٧.

(٤) زيادة عن تاريخ الثقات.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : الحسين.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ١١٩ ـ ١٢٠ ضمن ترجمة بشار بن موسى الخفاف.

(٧) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : أحمد.

(٨) بالأصل : «أحمد بن محمد بن الحسن الصواف» والمثبت عن تاريخ بغداد راجع ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل في تهذيب الكمال ١٠ / ١١ وأسماء الرواة عنه.

(٩) كلمة بالأصل غير مقروءة ، والزيادة المثبتة عن تاريخ بغداد.

٣٧٧

قال عبد الله : والحديث حدّثناه بشّار الخفّاف ، نا يزيد (١) بن زريع ، حدّثني شعبة ، حدّثني عمرو بن مرة. وقال فيه كلاما كثيرا أكثر من هذا ، قال عبد الله : قال أبي : قرأته في كتاب عمي صالح بن حنبل ، عن الهيثم بن عدي ، عن عبد الله بن عمرو بن مرة ، عن أبيه ـ يعني هذا الحديث ـ.

قال (٢) : وأنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أنا محمّد بن الحسين (٣) أبو الفتح الأزدي ، حدّثني محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري ، أنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال : مضيت إلى بشّار بن موسى الخفّاف ، فحدّثنا عن يزيد بن زريع عن شعبة ، عن عمرو (٤) ابن مرة ، عن عبد الله بن سلمة قال :

دخلنا على عمر بن الخطّاب في وفد مذحج ، ومعنا الأشتر ، فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره عنه ، فقال : ويل لهذه الأمة منك ومن ولدك ، إنّ للمؤمنين منك يوما عصيبا ، قال عبد الله : فأتيت منزلنا (٥) فإذا فيه يحيى بن معين وخلف بن سالم ، فناداني يحيى بن معين : يا عبد الله ، أين كنت؟ قلت : كنت في ذاك الجانب (٦) عند بشّار بن موسى ، قال يحيى : وأيش حدّثكم؟ قلت : حدّثنا عن يزيد بن زريع ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة (٧) ، وذكرت له الحديث. فقال له يحيى : ما له فعل الله به وفعل ، والله ما حدّث بهذا يزيد بن زريع قط ، ولا سمعه شعبة من عمرو بن مرة ، قال له خلف بن سالم : يا أبا زكريا ، فأيش الحجّة عندك؟ قال : سرقوه من حديث الهيثم بن عدي ، عن ابن عمرو بن مرة ، عن أبيه.

قال الخطيب : قد رواه العبّاس بن [أبي](٨) طالب البصري ـ نزيل مصر ـ أيضا عن يزيد ابن زريع نحو رواية بشار :

__________________

(١) رسمها بالأصل : «بيع؟؟؟» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٧ / ١٢٠.

(٣) أقحم بعدها بالأصل : «أنا» والمثبت يوافق ما جاء في تاريخ بغداد راجع ترجمة : محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله ، أبو الفتح الأزدي الموصلي في سير الأعلام ١٦ / ٣٤٧.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : «عمر» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل : «منزله» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : الحديث ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : مسلمة.

(٨) زيادة عن تاريخ بغداد.

٣٧٨

أخبرناه (١) أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثني العبّاس بن [أبي] طالب ، نا يزيد بن زريع ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، نا عبد الله بن سلمة أن عمر بن الخطّاب نظر إلى الأشتر فصعّد فيه النظر ، ثم صوّبه ثم قال : إنّ للمسلمين من هذا يوما عصيبا (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد البزار ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، نا السري بن يحيى (٣) ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر التميمي عن المستنير بن يزيد بن (٤) أرطأة بن جهيش قال :

كان الأشتر قد شهد اليرموك ولم يشهد القادسية ، فخرج يومئذ رجل من الروم ، فقال : من يبارز؟ فخرج إليه الأشتر ، فاختلفا ضربتين ، فقال للرومي : خذها وأنا الغلام الإيادي (٥) ، فقال الرومي : أكثر الله في قومك ، أما والله لو (٦) أنك من قومي لأزرت (٧) الروم ، فأما الآن فلا أعينهم في نسخة : في قومي مثلك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن عمر ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل ابن عيسى ، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال :

ومضى خالد يطلب عظم الناس حتى أدركهم بثنية العقاب (٨) وهي تهبط الهابط المغرّب منها إلى غوطة [دمشق] يدرك عظم الناس حتى أدركهم بغوطة دمشق ، فلما انتهوا إلى تلك الجماعة من الروم ، وأقبلوا يرمونهم بالحجارة من فوقهم ، فتقدم إليهم الأشتر وهو في رجال من المسلمين ، فإذا أمامهم رجل من الروم ، جسيم عظيم ، فمضى إليه حتى وقف عليه ، فاستوى هو والرومي على صخرة مستوية ، فاضطربا بسيفيهما ، فأطرّ الأشتر كفّ الرومي ، وضرب الرومي الأشتر بسيفه فلم يضرّه ، واعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فوقعا على

__________________

(١) بالأصل : أخبرنا ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) تقرأ بالأصل : «غضيضا» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) رواه الطبري في تاريخه حوادث سنة ١٣ (٣ / ٤٠١).

(٤) تحرفت بالأصل إلى : عن ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

(٥) كذا بالأصل وتاريخ الطبري : «الإيادي» والمعروف أن الأشتر نخعي من مذحج.

(٦) بالأصل : «لو لا» ولا تصح.

(٧) بالأصل : لزرت ، والمثبت عن الطبري.

(٨) ثنية العقاب : فرجة في الجبل الذي يطل على غوطة دمشق من ناحية حمص (معجم البلدان).

٣٧٩

الصخرة ، ثم انحدرا ، وأخذ الأشتر يقول ـ وهو في ذلك ملازم العلج لا يتركه ـ : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ)(١)(الْمُسْلِمِينَ)(٢) ، قال : فلم يزل يقول ذلك حتى انتهى إلى مستوى الخيل وقرار ، فلما استقرّ وثب على الرومي فقتله وصاح في الناس : أن جوزوا.

قال : فلما رأت الروم أن صاحبهم قد قتل ، خلّوا الثنية وانهزموا ، قالوا : وكان الأشتر الأحسن في اليرموك ، قالوا : لقد قتل ثلاثة عشر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، نا أبو الحسين بن المهتدي لفظا.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى.

قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية العور (٣) : الأشتر النخعيّ ، ذهبت عينه يوم اليرموك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح ، نا محمّد بن سفيان بن موسى ، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال : سمعت ابن المبارك ، عن ابن عون ، عن رجاء بن حيوة قال :

كانوا في جيش ، وأميرهم السمط بن ثابت ، أو ثابت بن السمط ، فكان خوف ، فصلّوا ركبانا ، فالتفت إليهم ، فرأى الأشتر قد نزل ، فقال : ما أنزله؟ قيل : نزل يصلّي ، فقال : ما له خالف ، خولف به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، أنا الوليد ابن مسلم ، عن ابن جابر ، عن مكحول.

أن شرحبيل بن حسنة (٤) أغار على ساسمه (٥) مصبّحا فقال لمن معه من المسلمين :

__________________

(١) بالأصل : من.

(٢) سورة الأنعام ، الآيتان : ١٦٢ و ١٦٣.

(٣) بالأصل : «الأعور» والتصويب عن المختصر.

(٤) كذا بالأصل ، ولعله «شرحبيل بن السمط» كما ورد خبر في تهذيب التهذيب ٥ / ٣٥٥.

(٥) كذا رسمها بالأصل ، ولم أجدها.

٣٨٠