أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد ، أنا سهل بن بشر (١) ، أنا أبو الحسن ابن عبيد الله الهمداني ـ إجازة ـ أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضراب ، أنا أحمد بن مسعود ، نا أبو الفضل إبراهيم بن حميد ، نا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أبو عبد الله الخزاعي ، عن محمّد بن عبادل ، عن محمّد بن واسع قال :
ما أمسي من الدنيا إلّا على ثلاث : صاحب إن تعوّجت قوّمني ، وقوت من الرزق ليس لأحد فيه منّة ، ولا فيه تبعة ، وصلاة في جميع يرفع عني سهوها ويكتب لي فضلها.
أخبرنا (٢) أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفر القشيري ، قالا : أنا محمّد بن علي الصوفي ، أنا محمّد بن عبد الله الجوزقي ، أنا أبو العباس الدغولي ، نا محمّد بن إبراهيم بن سعيد ، نا عيسى بن إبراهيم البركي (٣) ، نا عبد الجبار بن خالد ، عن محمّد بن واسع أنه قال :
لم يبق من العيش إلّا ثلاث : الصلوات الخمس يصليهن في الجميع فيعطى فضلهن ويكفى شرّهن ، وجليس صالح تفيده خيرا ويفيدك خيرا ، وكفاف من العيش ليس لأحد عليك فيه منّة ولا يخاف من الله فيه التبعة.
[قال ابن عساكر :](٤) كذا قال ، والصواب : سهوهن (٥).
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السّيّاري ، قال : قال أحمد بن سيار : نا أحمد بن أيوب أبو جعفر قال : قال محمّد بن واسع :
لم يبق من العيش إلّا ثلاث خصال : مجالسة رجل عاقل تصيب في مجالسته خيرا ، إن زغت عن الطريق قوّمك ، وكفاف من المعيشة ليس لله لك عليك فيه تبعة ، فلا لأحد عليك فيه منة ، وصلاة في جماعة تكفي سهوها وتستوجب فضلها.
قال : ونا أحمد قال : قال محمّد :
إنّ من الناس ناسا غرّهم الستر وفتنهم الثناء ، فإن قدرت أن لا يغلب جهل غيرك بك علمك بنفسك فافعل.
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : بشير.
(٢) كتب فوقها في د : ملحق.
(٣) كذا رسمها بالأصل ود.
(٤) زيادة منا للإيضاح.
(٥) كتب بعدها في د : إلى.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم ، وأبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق ، قالا : أنا أبو محمّد الحسن بن [محمد بن](١) أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (٢) ، نا عبد الله بن محمّد بن (٣) عبيد ، نا محمّد بن يحيى بن أبي حاتم الأزديّ ، نا داود بن المجبر ، نا عبّاد بن كثير ، وحمّاد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة (٤) قال :
كنت مع محمّد بن واسع بمرو فأتاه عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان ؛ قال عطاء لمحمّد : أيّ عمل في الدنيا أفضل؟ قال : صحبة الأصحاب ، ومحادثة الإخوان إذا اصطحبوا على البرّ والتقوى ، فحينئذ يذهب الله بالخلاف من بينهم ، تواصلوا ولا خير في صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان ، إذا كانوا عبيد بطونهم ، لأنهم إذا [كانوا](٥) كذلك ثبّط بعضهم بعضا عن الآخرة.
قال عطاء : يا أبا عبد الله بينا أنا قائم أصلّي وأنا غلام ، إذ أتاني رجل على فرس ، فقال : يا غلام عليك بالبرّ والتقوى ، فإنّ البرّ والتقوى يهديان إلى الإيمان ، وإيّاك والكذب والفجور ، فإن الكذب والفجور يهديان إلى النار ، ثم قال : يا بن أخي اصحب أولياء الله ، فإنّ أولياء الله هم الألبّاء العقلاء الحذرون المسارعون في رضوان الله المراقبون لله ، فإذا رأيت أهل الصفة فاقترب منهم فهم أولياء الله ، فقلت : كيف أعرف أهل النفاق والكذب والفجور؟ فقال : أولئك قوم إذا رأيتهم يأباهم قلبك ، ولا يقبلهم عقلك ، إذا سمعت كلامهم سمعت كلاما حلوا له لذاذة (٦) ، ولا منفعة له ، وإياك أن تصحب أهل الخلاف ، قلت : ومن أهل الخلاف؟ قال : المفارقون لأهل السنّة والكتاب ، أولئك عبيد أهوائهم ، تراهم مصطحبين وقلوبهم تلعن بعضهم بعضا ، فاحذر هؤلاء واجتنبهم ، وعليك بالصلاة ، وانته عن محارم الله ، وتقرّب إلى الله بالنوافل ، فإنك إذا كنت كذلك كنت شاكرا عالما غنيا ، قال : ثم التفتّ فلم أر شيئا.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن
__________________
(١) الزيادة عن هامش الأصل.
(٢) في د : عثمان.
(٣) عن د ، وبالأصل : نا.
(٤) بالأصل : «ابن عتيبة» وفي د : «ابن عيينة» كلاهما تصحيف ، وهو واصل بن عبد الرحمن مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة واسم أبي عيينة عزرة. راجع ترجمة واصل في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٥٩.
(٥) زيادة عن د ، للإيضاح.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي المختصر : كلاما خلو الإرادة.
حيّوية ، أنا أبو الطيّب الكوكبي ، نا ابن أبي خيثمة ، نا غسّان بن المفضل أبو معاوية الغلّابي ، حدّثني رجل قال :
مرّ محمّد بن واسع بعثمان البتّي فقال : إن [هذا يقول](١) [فيه](٢) أهل البصرة منذ أربعين سنة : وإنه خيرهم ، وما وقر في قلبه من ذلك شيء.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو عيّاش القطّان ، حدّثني قاسم الخواص قال : قال محمّد بن واسع لرجل : أبكاك قط سابق علم الله عزوجل فيك؟ (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد أحمد بن أبي عمر ، أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان البردعي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا خالد ابن خداش ، نا حمّاد بن زيد قال :
بلغني أن محمّد بن واسع كان في مجلس ، فتكلم رجل فأكثر الكلام ، فقال محمّد : ما على أحدهم لو يسكت فيقاربونا.
قال : ونا ابن أبي الدنيا.
ح وأخبرنا (٤) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، نا ابن أبي الدنيا.
حدّثني علي بن أبي مريم ، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي ، نا جعفر الحرار (٥) قال : سمعت محمّد بن واسع يقول لمالك بن دينار : يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدنانير والدراهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر إسماعيل بن محمّد الفقيه ، نا أبو حاتم الرازي ، نا أبو الفقير الدمشقي ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا عبد الرّحمن بن الحارث ، حدّثني محمّد بن واسع.
__________________
(١) الزيادة عن د.
(٢) زيادة لازمة عن المختصر ، وهي مستدركة فيه بين معكوفتين.
(٣) سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢١.
(٤) كتب فوقها في د : ملحق.
(٥) كذا رسمها بالأصل ود.
أنه كتب إلى رجل من إخوانه : من محمّد بن واسع إلى فلان بن فلان ، سلام عليك ، أما بعد فإن استطعت أن تبيت حيث تبيت وأنت نقي الكف من الدم الحرام ، خميص البطن من الطعام الحرام ، خفيف الظهر من المال الحرام فافعل ، فإن فعلت فلا سبيل عليك ، إنّما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ، والسلام عليك.
أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا أبي ، نا محمّد بن مصعب قال : سمعت يحيى بن سليم ذكر عن عبد العزيز بن أبي رواد (٢) قال :
رأيت في يد محمّد بن واسع قرحة فكأنه رأى ما قد شق علي منها فقال لي : تدري ما ذا لله عليّ في هذه القرحة من نعمة؟ قال : فسكتّ [قال :](٣) حيث لم يجعلها على حدقتي ولا على طرف لساني ، ولا على طرف ذكري ، قال : فهانت علي قرحته.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، نا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا عبد الرّحمن بن عبيد الله ابن عبد الله ، أنا أحمد بن سليمان النجّاد ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم ، حدّثني أبو جعفر قال : سمعت يحيى بن سليم ذكر عن عبد العزيز أبي رواد قال :
رأيت في يد محمّد بن واسع قرحة ، قال : فكأنه رأى ما شقّ عليّ منها ، فقال : أتدري ما ذا لله عليّ في هذه القرحة من نعمة ماله شكر؟ فقال : إذ لم يجعلها على حدقتي ، ولا على طرف لساني ، ولا عليّ طرف ذكري ، فهانت علي قرحته.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه (٤) ، أنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أسد بن عمار التيمي ، نا محمّد بن مقاتل قال :
فقد محمّد بن واسع رجلا من أصحابه ثم لقيه. قال : فكأنه ذهب يعتذر فقال له محمّد : لا عليك متى كان الاكتفاء (٦) إذا كانت القلوب بنعمة.
__________________
(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٥٢.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «داود» والمثبت عن د ، وحلية الأولياء.
(٣) زيادة لازمة عن د ، وحلية الأولياء.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : «فوه» وفي د : «؟؟؟ وه».
(٥) رسمها بالأصل : «الساني» وفي د : «اللساني».
(٦) كذا بالأصل والمختصر ، وفي د : الالتقاء.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين الحافظ.
ح وأخبرنا أبو القاسم (١) ، إسماعيل بن أبي الأشعث ، نا أبو بكر بن أبي القاسم.
قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، حدّثني سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب قال : قال محمّد بن واسع : يكفي من الدعاء مع الورع اليسير ، كما يكفي القدر من الملح ـ زاد ابن السمرقندي : وكان لمحمّد بن واسع علية ، فإذا كان الليل دخل ثم أغلقها عليه.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا محمّد بن يحيى بن المنذر ، نا سعيد بن عامر ، نا جعفر بن سليمان قال :
قيل لمحمّد بن واسع : يا أبا عبد الله لو تكلمت؟ فقال : الحمد لله ، هذه علامة ..... (٣) ثم قال : إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوّابين غفرا.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفّار (٤).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، أنا جعفر السراج ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي قالا : نا ابن أبي الدنيا ، نا ـ وقال الهاشمي : حدّثني ـ محمّد بن يزيد الآرمي ، نا يحيى بن سليم ـ وقال الصفّار : سليمان ـ عن عمران بن مسلم ، عن محمّد بن واسع قال : أربعة من الشقاء : طول الأمل ، وقسوة القلب ، وجمود العين ، والبخل.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبيد الله (٥) الخطيبي (٦) ، أنا أبو الطيب عبد
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : «قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب حدثني» صوبنا السند عن د.
(٢) المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٥٣ وقد تقدم هذا الخبر.
(٣) بياض بالأصل ود ، بمقدار كلمة.
(٤) كتب بعدها في د : إلى.
(٥) تحرفت بالأصل إلى : عبد الله ، والمثبت عن د ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٩٣ / أ.
(٦) بالأصل ود : الخطبي ، والمثبت عن المشيخة.
الرزّاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر بن المقرئ (١) ، نا محمّد بن الحسن بن علي بن حرب ، نا إبراهيم بن سعيد.
ح وأخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا عمر بن أحمد بن عمر ابن مسرور ، نا أبو عمرو بن حمدان ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا يونس بن محمّد ، عن أبي سعيد المؤدب قال : قال محمّد بن واسع :
ليس لملول صديق ، ولا لحاسد راحة ، وإيّاك والإشارة على المعجب برأيه ، فإنه لا يقبل ـ وفي رواية الخطيبي : عن محمّد بن واسع ، وفيها : غنى بدل راحة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني خلف بن محمّد الكرابيسي ببخارى ، أنا أبو عمرو أحمد بن نصر من نيسابور ، نا نصر ابن علي الجهضمي ، نا زياد بن الربيع [اليحمدي](٢) عن أبيه قال :
رأيت محمّد بن واسع يبيع حمارا له بسوق مرو ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله أترضاه لي؟ قال : لو رضيته لم أبعه.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا التنوخي ، أنا أبو الحسن علي بن عيسى بن علي الرماني ، نا ابن دريد ، أنا العكلي ، حدّثني شيخ من أهل البصرة قال :
رأيت محمّد بن واسع الأزدي بسوق مرو يعرض حمارا ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله ، أترضاه لي؟ قال : لو رضيته لما بعته.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيان في كتابيهما (٣) قالا : أنا موسى بن عمران ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن العباس الضبي ، نا أحمد بن محمّد بن عطاء ، نا محمّد بن عثمان بن سعيد [نا](٤) أبو الخطاب زياد ابن يحيى الحساني (٥) ، نا زياد بن الربيع ، عن أبيه قال : رأيت محمّد بن واسع بهراة يماكس بقالا فقال : ترك المكاس غبن ، ومن رضي بالغبن فقد ضيّع ماله.
__________________
(١) بالأصل : المصري ، والمثبت عن د.
(٢) بياض بالأصل ، والمثبت عن د.
(٣) بالأصل : كتابهما ، والمثبت عن د.
(٤) زيادة لازمة عن د.
(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤١١.
أنبأ أبو غالب شجاع بن فارس ، أنا محمّد بن علي الحربي ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن دوست ـ زاد الحربي : ومحمّد بن عبد الله الدقاق قالا : ـ أنا الحسين بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، عن ابن عائشة أن عمر بن يزيد الأسيدي شتم محمّد بن واسع حتى سكت لا يرد عليه شيئا ، فلما سكت قال له : يا مغرور ، يوشك أن تندم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاف ، نا عثمان بن محمّد الدقّاق ، نا محمّد بن أحمد بن البراء ، نا محمّد بن عامر المصيصي ، نا يعقوب بن كعب ، نا أبي عن خليد بن دعلج قال : أراد ابن هبيرة محمّد بن واسع على القضاء ، فقال : لتجلس أو لأضربنك مائة سوط ، فقال : إنّ تفعل فمسلّط ، وذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الطيب محمّد بن عبد الله بن المبارك قال : سمعت الفضل بن محمّد يقول : نا النفيلي ، نا خليد بن دعلج ، عن محمّد بن واسع قال : لقم الغضب وسف التراب خير من الدنو من السلطان.
أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد في كتابه (١) ، أنا [أبو](٢) نعيم الحافظ (٣) ، نا أبو محمّد بن حيان ، نا أحمد بن الحسين ، حدّثني أحمد بن إبراهيم (٤) ، حدّثني محمّد بن عيسى (٥) ، حدّثني مخلد بن حسين ، عن هشام قال :
دعا مالك بن المنذر محمّد بن واسع وكان على شرط البصرة ، فقال : اجلس على القضاء ، فأبى محمّد فعارده ، فأبى ، فقال : لتجلس أو لأجلدنّك ثلاثمائة ، فقال له محمّد : إن تفعل فأنت مسلّط ، وإنّ ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.
قال : ودعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر ، فأبى فقال له : إنّك لأحمق ، فقال محمّد : ما زلت يقال لي هذا مذ أنا صغير.
__________________
(١) بالأصل : كتاب ، والمثبت عن د.
(٢) زيادة لازمة عن د.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠.
(٤) كذا بالأصل ود ، وفي الحلية : أحمد بن محمد.
(٥) كذا بالأصل ود ، وفي الحلية : محمد بن أحمد.
قال : وأنا أبو نعيم ، نا محمّد بن جعفر ، والحسين بن محمّد ، وعلي بن أحمد ، قالوا : أنا محمّد بن إسماعيل بن أحمد ، نا أبو الفضل صالح بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا عبيد الله بن محمّد قال : سمعت شيخا يحدثه قال :
استعمل بعض أمراء البصرة عبد الله بن محمّد بن واسع على الشرطة ، فأتاه محمّد بن واسع فقيل للأمير : محمّد بالباب ، قال : فقال للقوم : ظنوا به ، فقال بعضهم : جاء يشكر الأمير على استعمال (١) ابنه فقال لا ، ولكنه جاء يطلب لابنه الإعفاء ، أو قال العافية ، قال : فأذن له ، فلما دخل قال : أيها الأمير ، بلغني أنك استعملت ابني ، وإنّي أحبّ أن تسترنا سترك الله ، قال : قد أعفيناه يا أبا عبد الله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو (٢) منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، نا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري (٣) ، نا الأصمعي ، نا حمّاد بن زيد قال :
أتى محمّد بن واسع رجلا في حاجة لرجل فقال له : أتيتك في حاجة رفعتها إلى الله قبلك ، فإن يأذن الله في قضائها قضيتها وكنت محمودا ، وإن لم يأذن في قضائها لم تقضها وكنت معذورا ، قال فقضى حاجته (٤).
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ المقرئ ، أنا الحسن المصري ، أنا أحمد المالكي ، نا إبراهيم الحربي ، نا أبو نصر ، عن الأصمعي قال (٥) :
لمّا صافّ قتيبة بن مسلم الترك ، وهاله أمرهم سأل عن محمّد بن واسع فقال : انظروا ما يصنع ، قال : هو ذاك في أقصى الميمنة جانح على سية قوسه يبصبص بإصبعه نحو السماء ، فقال قتيبة : تلك الأصبع الفاردة أحب إليّ من مائة ألف سيف شهير وسنان (٦) طرير.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ،
__________________
(١) بالأصل ود : «استعمل ابنه» والمثبت عن المختصر.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «وابن» والمثبت عن د.
(٣) في د : المقرئ.
(٤) بالأصل : «قال : حاجته فقضى» والمثبت عن د.
(٥) الخبر في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢١.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي سير الأعلام : وشاب طرير.
أنا محمّد بن موسى بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفّار ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم العبدي ، نا أبو داود ، عن عمارة بن مهران المقرئ (١) قال : قال محمّد بن واسع :
ما أعجب إليّ منزلك ، قلت : وما يعجبك من منزلي وهو عند القبور؟ قال : وما عليك ، يقلّون الأذى ويذكرونك للآخرة.
أخبرنا (٢) أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو أحمد بكر بن محمّد الصيرفي ـ بمرو ـ نا محمّد بن يونس ، نا أبو داود الطيالسي ، نا عمارة بن مهران المقرئ (٣) قال : قال لي محمّد بن واسع :
ما أعجب إليّ منزلك ، قلت : وما يعجبك من منزلي وهو إلى جنب القبور؟ قال : وما يضرونك ، يذكّرونك الآخرة ويقلّون الأذى.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران ، ومحمّد بن شجاع اللفتواني (٤) ، قالا : أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسن ، نا شعيب بن محرز ، نا سلام بن أبي مطيع قال : قال محمّد ابن واسع : إنّ لنا من كبر الليل والنهار ليوم سوء أو غير ذلك ، ثم بكى.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الخطيب ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف ، أنا أبو علي [بن](٦) صفوان ، أنا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد ابن إبراهيم بن كثير ، حدّثني محمّد بن عيسى ، عن مخلد ، عن هشام قال : كنت عند محمّد ابن واسع فأتاه رجل ، فقال له : كيف أمسيت يا أبا عبد الله؟ ما ظنك برجل يرتحل إلى الآخرة كل يوم مرحلة.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن موسى ، أنا محمّد بن عبد الله ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا خالد بن خداش ، نا سلام ابن أبي مطيع قال :
__________________
(١) في د : المعولي.
(٢) كتب فوقها في د : ملحق.
(٣) مطموسة بالأصل ، وقد تقدم قريبا.
(٤) تقرأ بالأصل : «المعنواني» والمثبت عن مشيخة ابن عساكر ١٨٨ / ب.
(٥) إعجامها اضطراب بالأصل ود.
(٦) زيادة عن د.
كنا مع محمّد بن واسع في جنازة فأسرعوا بها المشي ، فانتهينا إلى الجبّان ، ولم يتلاحق الناس فانتظروا بها حتى تلاحقوا قال : فصلينا عليها ثم [انتهينا](١) إلى القبر فوضعت ، وجئت فقعدت إلى جنب محمّد بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه : كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة ، وكأنك بهذا الأمر قد عم آخرنا حتى نلحق بأولنا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٢) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا الهيثم بن عبيد الصيد قال : سمعت أبي يقول :
قعدت إلى محمّد بن واسع في المسجد وهو يتحدث مع أصحابه فذكر رجل منهم الموت فتغير لونه واصفرّ حتى ارفضّ عرقا ودمعت عيناه ، فقام.
قال : ونا محمّد بن الحسين ، نا بشر بن عمر ، نا مهدي قال :
كنا نجلس إلى محمّد فيحدّثنا ونحدثه ويكثر إلينا ونكثر إليه ، فإذا ذكروا (٣) الموت تغير لونه واصفر ، وأنكرناه وكأنه ليس بالذي كان.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا مسلم بن إبراهيم ، عن الحسن بن أبي جعفر قال :
كان محمّد بن واسع يمرّ على رباع أخواله بعد موتهم فيناديهم : يا فلان ، أنا فلان ، ثم يرجع إلى نفسه فيقول (٤) : ماتوا [و] الله ومادوا وإن نعلا فقدت أختها السريعة اللحاق بصاحبتها.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٥) وابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا يحيى بن بسطام ، حدّثني محمّد بن مروان ، عن عطاء الأزرق ، عن محمّد بن واسع أنه حضر جنازة ، فلما رجع إلى أهله أتي بغدائه فبكى وقال : هذا يوم منغص علينا نهاره ، وأبى أن يطعم.
__________________
(١) بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن د.
(٢) رسمها بالأصل : «اللساني» وفي د : «اللباني».
(٣) في د : ذكر الموت.
(٤) عن د ، وبالأصل : فيقولون.
(٥) اضطرب إعجامها بالأصل ود.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر الأصبهاني ، أنا محمّد بن موسى ، أنا محمّد ابن عبد الله الصفّار ، نا ابن أبي الدنيا (١) ، نا محمّد بن الحسين ، نا يحيى بن بسطام ، نا محمّد ابن مروان العجلي ، حدّثني أبو عاصم : [الحنظلي قال : كنت أمشي مع محمد بن واسع ، فأتينا على المقابر فدمعت عيناه ثم قال لي : يا أبا عاصم](٢) لا يغررك ما ترى من خمودهم ، فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث ، فمن بين مسرور ومغموم.
أخبرنا أبو القاسم (٣) بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم [نا إبراهيم](٤) بن عبد الرّحمن بن مهدي قال :
سمعت أبي يذكر عن حمّاد بن زيد قال : حضرت محمّد بن واسع عند الموت وأصحابه حوله ، فقال : لا والله يا قوم ما هي إلّا النار أو يعفو الله.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر.
قالا : أنا أبو الحسين (٥) بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إبراهيم ، عن سعيد بن عامر.
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن أبي القاسم ، أنا ابن بشران ، أنا ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن عمر المقدمي ، وهارون بن عبد الله وغيرهما ، قالوا : نا سعيد بن عامر.
عن حزم قال : قال محمّد بن واسع وهو في الموت : يا إخوتاه تدرون أين يذهب [بي ، ويذهب بي](٦) والله الذي لا إله إلّا هو إلى النار أو يعفو عني.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر ، أنا ابن بشران ، أنا ابن [صفوان ، أنا](٧) ابن أبي
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : «نا محمد بن أبي الدنيا» والمثبت يوافق السند في د.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لإيضاح المعنى عن د.
(٣) أقحم بعدها بالأصل : زاهر بن طاهر.
(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن د لتقويم السند.
(٥) تحرفت بالأصل ود إلى : الحسن.
(٦) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن د.
(٧) بياض بالأصل ، والمستدرك عن د ، لتقويم السند.
الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مهدي ، حدّثني مضر ، حدّثني عبد الواحد بن زيد (١) قال :
حضرت محمّد بن واسع عند الموت فجعل يقول لأصحابه : عليكم السلام ، إلى النار أو يعفو الله عني.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني شعيب بن محرز ، نا الربيع ابن صبيح قال :
لما احتضر محمّد بن واسع جعل إخوانه يقولون له : أبشر يا أبا عبد الله ، فإنا نرجو لك ، فبكى ثم قال : يذهب بي إلى النار أو يعفو الله.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن مغيرة المازني ، نا سعيد ، نا جعفر بن سليمان ، عن هارون بن رئاب قال :
جئت أعوده ، فإذا هو يجود بنفسه ، فما فقدت وجه رجل فاضل إلّا وقد رأيته عنده ، فجاءه محمّد بن واسع فقال : يا أخي كيف تجدك؟ قال : هو ذا أخوكم يذهب به إلى النار أو يعفو الله عنه.
قال : وبلغني عن محمّد بن واسع أنه قالها عند الموت فأظن أنه تعلّمها من هارون بن رئاب.
قال : وأنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله الهروي.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسن بن الأخضر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا إبراهيم بن عبد الله.
نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن يونس بن عبيد قال :
دخلنا على محمّد بن واسع نعوده فقال : وما يغني ما يقول الناس إذا أخذ بيدي ورجلي فألقيت في النار؟
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين (٢) بن
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : مزيد ، والمثبت عن د.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن د.
بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم وغيره ، نا سعيد بن عامر ، حدّثني صاحب لنا قال :
لما ثقل مع ابن واسع كثر الناس عليه في العيادة ، فإذا قوم قيام وآخرون قعود ، فقعدت فأقبل عليّ فقال : أخبرني ما يغني عني هؤلاء إذا أخذ بناصيتي وقدميّ وألقيت في النار؟!.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا عبيد الله بن محمّد القرشي التيمي ، حدّثني هارون بن الجرّاح ابن ابنة هارون بن رئاب ـ قال عبيد الله : وحدّثني سعيد بن عامر وغيره يزيد بعضهم على بعض ـ قالوا : لما ثقل محمّد بن واسع دخل عليه أصحابه فجاء هارون بن رئاب بعد ذلك ، فقال القوم : هارون أبو الحسن أوسعوا له ، فأوسعوا له ، فجلس ناحية قال : والقوم في تقريظ محمّد وهو مغلوب ، فأفاق قال : فسمع بعض قولهم فقال : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) وأن يجمع بين ناصيتي وقدميّ وأقذف في النار لا يغني عني والله ما تقولون شيئا ، إخوتا (٢) يذهب بي والله عنكم إلى النار ، أو يعفو الله.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو القاسم الشافعي ، أنا أبو علي بن أبي نصر ، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر (٣) ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، نا زياد بن أيوب ، نا سعيد بن عامر ، نا صالح بن رستم قال : فأخبرني صاحب لنا قال :
لما ثقل ابن واسع كثر الناس عليه في العيادة ، قال : فدخلت عليه ، فإذا قوم قعود وآخرون قيام ، فقعدت فقال : ادن ، ما يغني هؤلاء عني إذا أخذ غدا بناصيتي وقدمي وألقيت في النار؟ ثم قرأ هذه الآية : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ)(٤).
أنبأنا أبو علي المقرئ ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (٥) ، نا عبد الله بن محمّد ، نا أحمد بن نصر ، نا أحمد بن كثير ، نا سعيد بن عامر ، حدّثني أبو عامر ، حدّثني صاحب لنا قال :
لما ثقل محمّد بن واسع كثر الناس عليه في العيادة قال : فدخلت فإذا قوم قيام وآخرون
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٢٤٢.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : يا إخوتي.
(٣) تحرفت د إلى : رز.
(٤) سورة الرحمن ، الآية : ٤١.
(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٤٨.
قعود ، قال : فأقبل عليّ فقال : أخبرني ما يغني هؤلاء عني إذا أخذ بناصيتي وقدمي غدا وألقيت في النار ، ثم تلا هذه الآية : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا ابن بشران ، أنا ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ، نا خالد بن يزيد القرشي ، نا فضالة بن دينار قال :
حضرت مع محمّد بن واسع وقد سجّي للموت فجعل يقول : مرحبا بملائكة ربي ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله ، وشممت رائحة طيبة لم أشم مثلها ، قال : ثم شخص ببصره ، فمات.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الحسن بن علي ، أنا أبو عمر الخزّاز (١) ، أنا ابن معروف ، نا ابن فهم ، نا ابن سعد (٢) قال :
ومات ـ يعني ـ محمّد بن واسع بعد الحسن بعشر سنين ، كأنه مات سنة عشرين ومائة ، وكذا [ذكره](٣) أبو جعفر الطبري (٤).
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري ، حدّثني محمّد بن محبوب ، نا أبو سلمة رجل من أصحاب الحديث لا أحفظ اسمه عن جعفر بن سليمان قال : مات ثابت ومالك بن دينار ، ومحمّد بن واسع ، قال ابن محبوب : وأرى قال : وأبو عمران الجوني سنة ثلاث وعشرين ومائة (٥).
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، نا أبو بكر الخطيب ، أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، نا أبو حفص بن شاهين قال : وجدت في كتاب جدي بخطه : مات محمّد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أنبأنا أبو القاسم بن أبي الجن ، وأبو الوحش الضرير ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب المكتب ، وأبو محمّد المقرئ ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا الدولابي ، حدّثني سليمان بن أشعث (٦) ، نا ابن عمر بن علي المقدمي ـ يعني ـ محمّدا ، حدّثني بعض ولد محمّد ابن واسع : أن محمّد بن واسع مات سنة سبع وعشرين ومائة.
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : «الخراز» وفي د : «الحزار».
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٢٤٢.
(٣) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.
(٤) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٣ نقلا عن البخاري ، بدون قوله وأبو عمران الجوني.
(٥) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٣ نقلا عن البخاري ، بدون قوله وأبو عمران الجوني.
(٦) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٣ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٣ من طريق بعض ولده.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، نا أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو سعيد بن حسنويه ، أنا عبد الله بن محمّد بن حفص ، نا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال : ومحمّد ابن واسع مات سنة سبع وعشرين ومائة (١).
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال : وفي سنة سبع وعشرين ومائة مات محمّد بن واسع الأزدي بالبصرة (٢).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، نا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا عبيد الله بن جرير العتكي ، نا الفضيل بن الحسين ، نا الحارث بن وجيه قال : سمعت مالك بن دينار قال :
رأيت محمّد بن واسع في الجنّة ورأيت محمّد بن سيرين في الجنّة ، فقلت : أين الحسن؟ قال : عند سدرة المنتهى.
٧٠٨١ ـ محمّد بن الورد [الدمشقي](٣)
روى (٤) عنه نصر بن أبي نصر العطّار الطوسي الصوفي.
أنشدني أبو بكر المبارك بن كامل بن محمد بن الحسين وكتبه لي بخطه قال : أنشدنا محمد بن علي المصري ، أنشدني عبد الله بن محمّد أبو إسماعيل الأنصاري قال : قال لي أبو الحسين (٥) بن بشران : أنشدني أبو الفضل نصر بن أبي نصر العطّار الطوسي قال : أنشدني محمّد بن الورد الدمشقي وقت مفارقتي إيّاه :
ودّعته بدموعي حين فارقني |
|
ولم أطق جزعا للبين مدّ يدي |
فقال لي : هكذا توديع ذي أسف |
|
بلا اعتناق ولا ضمّ إلى جسد؟ |
فقلت : كفى برشف الدّمع في شغل |
|
من الصباية ، والأخرى على كبدي |
__________________
(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٦٨ رقم ١٧٨٤ وتهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٣.
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٧٨ (ت. العمري).
(٣) الزيادة عن المختصر.
(٤) غير مقروءة بالأصل ، وكتب فوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وقد كتب عليه «روى» وهو ما أثبتناه.
(٥) تحرفت بالأصل ود إلى : «الحسن».
٧٠٨٢ ـ محمّد بن الوزير بن الحاكم أبو عبد الله السّلمي (١)
ختن أحمد بن أبي الحواري.
روى عن الوليد بن مسلم ، ومروان بن محمّد ، وروّاد بن الجرّاح ، ويحيى بن حسّان ، وضمرة بن ربيعة ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وخالد بن عبد الرّحمن الخراساني ، ويوسف ابن السّفر ، والوليد بن مزيد (٢) ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب.
روى عنه : أبو (٣) حاتم الرازي ، وأحمد بن [أبي](٤) الحواري ، ومحمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي ، وأبو بكر بن أبي داود ، والباغندي ، وأبو أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي ، وعبد الله بن محمّد الرّعيني ، وإبراهيم بن دحيم ، وأحمد بن سعيد الدمشقي ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو زرعة النّصري ، وعبد الرّحمن بن إسحاق الصامدي ، والحسين بن علي بن روح الكفربطناني ، ومحمّد بن محمّد بن بدر بن النّفّاخ ، وأبو محمّد عبد الرّحمن محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي قرصافة العسقلاني ، ومحمّد بن صالح بن أبي عصمة ، وأبو عمرو محمّد بن علي بن خلف الصّرّار ، وأبو الجهم بن طلّاب ، وعبد الله بن هلال الدّومي (٥) الزاهد ، وأبو جعفر محمّد بن عبد الله المقرئ ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المزني ، وأبو بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي النيسابوري.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي ، أنا أبو القاسم بن الفرات (٦) ، نا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا محمّد بن وزيرنا الوليد بن مسلم قال : ومن ذلك أخبرنا بن ابن أبي ذئب ، وابن أبي عمرو ، ومالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري أنه أخبرهم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته ، فيلبس عليه صلاته ، فلا يدري أثلاثا صلّى أم أربعا؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس» [١١٨٠٦].
__________________
(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٠ والجرح والتعديل ٨ / ١١٥.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «مرثد» وبدون إعجام في د ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٣) في الأصل : «أبي» والمثبت عن د.
(٤) زيادة عن د.
(٥) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، وتهذيب الكمال.
(٦) عن د.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (١) بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو حفص بن شاهين ، نا عبد الله بن سليمان [نا](٢) محمّد بن الوزير ، نا الوليد ـ يعني ـ ابن مسلم ، أخبرني مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الميت يعذّب ببكاء الحي عليه» [١١٨٠٧].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، نا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد وابن شعيب وغيرهم : محمّد بن وزير.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :
محمّد بن وزير بن الحكم (٤) السّلمي أبو عبد الله ختن أحمد بن أبي الحواري ، روى عن الوليد بن مسلم ، وضمرة بن ربيعة ، ومروان بن محمّد ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب ، سمع منه أبي ، وروى عنه. سئل أبي عنه فقال : ثقة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) :
أما وزير فهو محمّد بن الوزير بن الحكم (٦) السّلمي الدمشقي ، حدّث عن الوليد بن مسلم ، وضمرة بن ربيعة ، ويحيى بن حسان (٧) ، روى عنه أبو داود السجستاني ، وابنه أبو بكر ابن أبي داود ، وأبو الحسن بن جوصا.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا أبو منصور محمّد بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ، قالوا : قلت لأبي الحسن الدارقطني : محمّد بن وزير الدمشقي ،
__________________
(١) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د.
(٢) زيادة عن د.
(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٥.
(٤) بالأصل ود : الحاكم ، والمثبت عن الجرح والتعديل.
(٥) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٠٢.
(٦) بالأصل ود : الحاكم ، والمثبت عن الاكمال لابن ماكولا.
(٧) بالأصل : «ح؟؟؟ ان» تصحيف ، والمثبت عن د ، والاكمال.
ومحمّد بن وزير الواسطي (١) ، أيهما أحبّ إليك؟ فقال : جميعا ثقتان (٢).
ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة عن أبيه ، أنا محمّد بن إبراهيم ابن مروان قال : قال عمرو ابن دحيم : مات ليلة الأحد لستّ ليال خلون من ذي القعدة ، سنة ستين ومائتين (٣).
٧٠٨٣ ـ محمّد بن الوزير أبو الحسين الحافظ
والد أبي أحمد الحسين ، أصله من بغداد ، له شعر لا بأس به من جملته ما قاله في جارية داعبته (٤) بالشيب :
قالت : أشبت؟ وإنما |
|
عيب الفتى هرم وشيب |
فأجبتها : يا هذه |
|
هذا خضاب فيه ريب |
ما العيب إلّا أن أمو |
|
ت ولا أشيب فذاك عيب |
أنبأنا بذلك أبو القاسم النسيب وغيره ، عن رشأ بن نظيف ، أنا الميداني قال : قال أبو الحسين محمّد بن الوزير الحافظ فذكره.
وقرأت في كتاب التاريخ لأبي محمّد عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني قال : هنأ أبو الحسين محمّد بن الوزير الحافظ الأخشيد بعيد الفطر في بيتين :
رب قليل من المعاني |
|
موقعه موقع الكثير |
هنّىء بالفطر كل شيء |
|
وهنّىء الفطر بالأمير |
أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن محمّد بن علي الصوري ، أنشدنا أبو علي صالح بن إبراهيم بن رشدين ، أنشدني أبو دهنة الكاتب قال : أنشدني أبو الحسين محمّد بن الوزير الحافظ لنفسه في زاهر غلام عبيد بن طغج :
الموت من ..... (٥) |
|
ملوية في جانب المنطقة |
منطقة قد أحرقت مهجتي |
|
من قصة مذهبة محرقة |
قد كتب الصائغ منها على |
|
مكان تلك القصة المشرقة |
__________________
(١) هو محمد بن الوزير بن قيس العبدي ، أبو عبد الله الواسطي ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٥.
(٢) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٥.
(٣) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٥.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : «إذا عتبته» والمثبت عن د.
(٥) كلمتان غير مقروءتين بالأصل ود.
إنا فتحنا لك فتحا ومن |
|
لنا بفتح الجنة المغلقة |
قال : وأنشدني أبو دهنة ، أنشدني أبو الحسين الحافظ لنفسه في هذا الغلام :
لعمري إذا ما بدا |
|
ذراعه في نقل شطرنجه |
فكيف إن حلل أزراره |
|
وأظهر الفتنة من غنجه |
فهو جرح لست أقوى به |
|
لا سيما في خل برطنجه (١) |
٧٠٨٤ ـ محمد بن وضاح بن بزيع أبو عبد الله (٢)
مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأندلسي القرطبي سمع ببلده ، ورحل إلى الشرق رحلتين ، وقرأ القرآن العظيم على عثمان بن سعيد ورش ، وقرأ عليه جماعة بالأندلس وسمع بدمشق : محمد بن المبارك الصوري ، وهشام بن عمار ، ودحيما ، وهشام بن خالد (٣) : وغيرهم ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وآدم بن أبي إياس ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن عائذ ، ومحمد بن الخليل البلاطي ، وصفوان بن صالح ، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان ، وعبد السلام بن سعيد (٤) الملقب بسحنون ، وأبا مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي صاحب الفزاري ، وزهير بن حرب ، وإسماعيل بن أبي أويس ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي المقدسي ، ويعقوب بن كعب الأنطاكي ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ، وزهير ابن عباد ، وأصبغ بن الفرج ، وحرملة بن يحيى ، وأبا طاهر بن السرح ، والحارث بن مسكين (٥) ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وشجاع بن مخلد ، ويحيى بن يحيى الليثي ، وجماعة سواهم من الشاميين والمصريين والعراقيين.
روى عنه : أبو عمر أحمد بن عبادة بن علكدة الرعيني إمام قرطبة ، وجعفر بن يحيى بن إبراهيم بن مدين الفقيه ، وسليمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عيسى الأموي ، وعبيد الله بن محمد بن عبد الملك بن الحسن بن محمد الرافعي من ولد أبي رافع ، مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ،
__________________
(١) كذا بالأصل ود.
(٢) ترجمته في جذوة المقتبس ص ٩٣ رقم ١٥٢ ، وتاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٥ ، وبغية الملتمس ص ١٣٣ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٤٥ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤٦ وميزان الاعتدال ٤ / ٥٩ والعبر ٢ / ٨٣ والوافي بالوفيات ٥ / ١٧٤ وغاية النهاية ٢ / ٢٧٥ ولسان الميزان ٥ / ٤١٦.
(٣) «بن خالد» ليس في د.
(٤) في د : سعد.
(٥) غير واضحة بالأصل ود ، والمثبت عن تاريخ علماء الأندلس.
وأبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إبراهيم ، وعيسى بن أيوب بن لبيب الغساني ، ومحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي العطاف بن عبد الواحد ، ومحمد بن عزره الحجاري ، من أهل وادي الحجارة ، ومحمد بن المسور بن عمر الفقيه ، ومعاوية بن سعيد الأندلسيون ، وقاسم بن أصبغ البناني ، وأبو عبد الملك محمد بن عبد الله بن أبي دليم ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن.
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد عن أبي عبد الله الحميدي (١) ، أخبرني أبو محمّد علي أحمد ، نا عبد الرّحمن بن سلم (٢) الكناني ، أخبرني أحمد بن خليل ، نا خالد بن سعد ، أخبرني أحمد بن زياد ، أنا محمّد بن وضّاح قال : سمعت سحنون بن سعيد يقول : وذكر له عن رجل يذهب إلى أن الأرواح تموت بموت الأجساد ، فقال : معاذ الله ، هذا قول أهل البدع.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي ، قال : سمعت صالح ابن السليل بن صالح الآمدي يقول : سمعت عبد الله بن محمّد بن نصر يقول : سمعت أحمد ابن زياد يقول : سمعت ابن وضاح يقول : سمعت سحنون يقول : سمعت الأشهب يقول : أغنج النساء المدنيات ، وأخبث (٣) النساء المكيّات ، وأعفّ النساء البصريات ، وشرّ النساء المصريات.
ذكر الفقيه أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي الأندلسي قال : سمعت ثقات من شيوخي يقولون :
إن الفقيه محمّد بن وضّاح لما انصرف من آخر حجة حجّها عقل لسانه عن الكلام سبعة أيام ، فدعا الله عزوجل وقال : اللهم إن كنت تعلم أن في إطلاق لساني خيرا فأطلقه ، فأطلق الله لسانه ، ونشر بالأندلس علما كثيرا ، فكانوا يرون أن ذلك من إحدى كراماته.
وقال الوليد بن أبي بكر الأندلسي :
محمّد بن وضّاح سمع من أبي مصعب بالمدينة ، وهو من أقران المعالي يوسف بن
__________________
(١) جذوة المقتبس للحميدي ص ٩٤.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي جذوة المقتبس : سلمة.
(٣) كذا بالأصل ود ، وكتبها محقق المختصر : وأخنث.