تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الخبير ، كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاه أعرابي فقال : يا بن الذّبيحين ، وقال فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم ينكره عليه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، وما الذبيحان؟ قال : ان عبد المطلب : لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهّل له أمرها أن ينحر بعض ولده ، فأخرجهم ، فأسهم بينهم ، فخرج السهم على عبد الله ، فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله من بني مخزوم ، فقالوا : أرض ربك وافد ابنك ، قال : ففداه بمائة ناقة ، فهو الذبيح ، وإسماعيل الذبيح.

رواه أحمد بن سهل الأشناني ، عن إسماعيل بن عبيد هكذا.

ورواه محمّد بن الحسين الزعفراني ، عن أبي بكر بن أبي خيثمة فقال : حدّثنا عمرو بن عبد الرحيم الخطابي ، والله أعلم.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين الخيّاط ، أنا أبو منصور العكبري ، أخبرني القاضي عبد الله بن علي ، وأبو الطيّب بن خاقان ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن أيوب ـ إجازة ـ نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني بشر بن معاذ العقدي ، حدّثني محمّد بن عبيد الله القرشي ، عن أبي المقدام قال :

كانت قريش تستحسن من الخاطب الإطالة ، ومن المخطوب إليه التقصير ، فشهدت محمّد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان خطب إلى عمر بن عبد العزيز أخته أم عمر بنت عبد العزيز ، فتكلم محمّد بن الوليد بكلام حاز الحفظ ، فقال عمر : الحمد لله ذي الكبرياء ، وصلّى الله على محمّد خاتم الأنبياء ، أما بعد ، فإن الرغبة منك دعت إلينا ، والرغبة فيك أجابت منا ، وقد أحسن بك ظنا من أودعك كريمته ، واختارك (١) ولم يختر عليك قال محمّد بن عبيد الله : واخترت أنه لما زوجها من محمّد قال لامرأته فاطمة : علّمي هذه الصبية ما كنت تعلمين أنّي أعجب به منك ، قالت : وما تغار؟ قال : إنّما الغيرة في الحرام ، ليس في الحلال غيرة بعد قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي وفاطمة : «لا تعجلا حتى أدخل عليكما» [١١٨١٤].

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي ، أنا أبو محمّد بن أحمد بن (٢) عطية بن حبيب ، أنا أبو الطيب محمّد بن صبيح بن رجاء ، أنا أحمد بن الحسين بن السفر ، نا عمرو بن عثمان ، نا خالد بن (٣) قال :

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وفي المختصر : واجارك ولم يجر عليك.

(٢) بياض في د مكان : «بن أحمد بن».

(٣) بياض بالأصل ود.

٢٠١

دخل محمّد بن الوليد بن عتبة على عمر بن عبد العزيز يعزيه بابنه عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين (١) ، ما أقبل من الموت إليك عن من هو في شغل عما يدخل عليك ، واعدّ لنزول الموت عدة تكون لك حجابا من الجزع ، وسترا من النار ، فقال عمر : إنّي لأرجو (٢) أن لا تكون رأيت جزعا تعجب منه ، ولا غفلة تنبّه عليها ، وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، فقال محمّد : يا أمير المؤمنين ، لو استغنى أحد عن موعظة أخيه لعلمه وفهمه كنته ، ولكن الله قضى إن الذكرى تنفع المؤمنين.

كذا قال.

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن يحيى السكري ، أنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن المتوكل.

ح وأخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا محمود بن عمر ـ قراءة عليه ـ أنا أبو طالب عبد الله بن محمّد بن شهاب ـ قراءة ـ أنا الحسن بن علي بن المتوكل ، أنا أبو الحسن المدائني ـ سمّاه هلال : علي بن محمّد (٣) ـ عن أبي علي عمر بن عتاب ، وحدّثني محمّد بن حرب قال :

عزّى محمّد بن الوليد بن عتبة عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، اعدّ لما ترى عدة تكون لك جنة من الخزي ، وسترا من النار ، قال عمر : هل رأيت حزنا تحتجب به ، وقال هلال : له ، أو غفله أنبّه عليها؟ قال : يا أمير المؤمنين لو أن رجلا ترك تعزية رجل لعلمه وانتباهه لكنت ، لكنت قضى الله أن الذكرى تنفع المؤمنين ـ زاد هلال : قال عمر بن غياث (٤) في حديثه : ليشغلك ما أقبل من الموت إليك عمن هو في شغل عما دخل عليك واعدد لما ترى عدة.

٧٠٩٢ ـ محمّد بن الوليد بن هبيرة أبو هبيرة الهاشميّ القلانسيّ (٥)

روى عن : أبي مسهر ، وأبي كلثم سلامة بن بشر العذري ، وسليمان بن عبد الرّحمن ،

__________________

(١) بعدها بياض في دار مقداره كلمة.

(٢) بالأصل : «لا أرجو» والمثبت عن د.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ١٢ / ٥٤ وسير الأعلام ١٠ / ٤٠٠.

(٤) كذا بالأصل ود هنا ، وقد مرّ : عتاب.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٢ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٣ والجرح والتعديل ٨ / ١١٢.

٢٠٢

ويحيى بن صالح الوحاظي ، وجنادة بن محمّد بن أبي يحيى المرّي (١) ، وعبد الله بن يزيد بن راشد ، وسلّام بن سليمان المدائني.

روى عنه : أبو داود السجستاني ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو علي الحصائري ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو زرعة الدمشقي ، وهو من أقرانه ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن ابن مروان ، وأبو العباس عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي ، ومحمّد بن الحسين بن الحسن البردعي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري المالكي ، وأبو علي إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن النصر الواسطي ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وأبو عوانة الإسفرايني ، وأبو زكريا يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة الدقاق (٢) ، وعلي بن سراج المصري الحافظ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا أبو هبيرة محمّد بن الوليد بدمشق ، أنا أبو كلثم سلامة بن بشر [بن بديل](٣) العذري ، نا يزيد بن السمط ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أنس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشير في الصلاة [١١٨١٥].

قال ابن صاعد : رواه معمر عن الزهري عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

محمّد بن الوليد الهاشميّ أبو هبيرة الدمشقي ، روى عن أبي مسهر ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، سمع منه أبي في الرحلة الثانية ، وقصدته إلى دمشق ، ولم يقض لي السماع منه ، وهو صدوق.

__________________

(١) في د : المزني ، تحريف.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي تهذيب الكمال : الدقاني.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٣.

٢٠٣

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو هبيرة محمّد بن الوليد الهاشميّ الشامي ، سمع أبا مسهر الغسّاني ، وأبا كلثم سلامة ابن بشر بن بديل العذري ، روى عنه أحمد بن عمير الدمشقي ، وهو الذي كنّاه لنا.

وقال عمرو بن دحيم : توفي أبو هبيرة سنة ست وثمانين ومائتين (١).

٧٠٩٣ ـ محمّد بن الوليد أبو بكر الرّملي المعروف بالأميّ

سمع بدمشق وغيرها : سليمان بن عبد الرّحمن ، والوليد بن عتبة ، وعبيد بن جناد الحلبي ، ومحمّد بن المصفّى الحمصي ، ومحمّد بن أبي السري.

روى عنه : أبو سعيد بن الأعرابي ، وأبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا محمّد بن الوليد الأميّ أبو بكر ـ بالرملة ـ سنة سبعين ومائتين ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني سعيد بن بشير (٢) ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، عن عمر بن الخطّاب قال :

نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حلق القفا للحجامة.

فذكرته لابن أبي السري فقال : حدّثنا عمر بن عبد الواحد ، عن روح بن محمّد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حلق القفا من غير حجامة مجوسية» [١١٨١٦].

قال ابن أبي السري : فذكرته للوليد فقال : حدّثنا رجل عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمر ابن الخطّاب قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حلق القفا من غير حجامة ، وقال ابن أبي السري : فكنا نرى أن الوليد دلّسه عن عمر بن عبد الواحد.

٧٠٩٤ ـ محمّد بن الوليد الجرجاني (٣)

سمع بدمشق : هشام بن عمّار.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٣.

(٢) بالأصل : «سعد بن بشر» وفي د : «سعد بن بشير» كلاهما تصحيف راجع ترجمة الوليد بن مسلم في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٥٥ وأسماء شيوخه فيه. وانظر ترجمة سعيد بن بشير في تهذيب الكمال ٧ / ١٣٧ ط دار الفكر.

(٣) ترجمته في تاريخ جرجان ص ٤٠٩ رقم ٧٠٩.

٢٠٤

روى عنه : كميل بن جعفر الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف قال (١) :

محمّد بن الوليد الجرجاني روى عن هشام بن عمّار ، روى عنه كميل بن جعفر.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا ذكره حمزة ، وفرّق بينه وبين محمّد بن العبّاس بن الوليد الدمشقي (٣) ـ نزيل جرجان ـ وعندي أنه هو ، نسبه كميل إلى جدّه والله أعلم.

٧٠٩٥ ـ محمّد بن وهب بن سعد بن عطيّة أبو عبد الله السلميّ (٤)

روى عن : الهيثم بن عمران ، وعبد الخالق بن زيد بن واقد ، وأبي خليد عتبة بن حمّاد القارئ ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وبقية بن الوليد ، وضمرة بن ربيعة ، واليمان بن عدي ، وعراك بن خالد بن يزيد بن صالح (٥) بن صبيح ، وعبد الحميد بن عدي الجهني ، وأحمد بن معاوية بن وديع ، وحصين بن جعفر الفزاري ، وعبد الله بن عبد الملك الجمحي ، وعبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب.

روى عنه : محمّد بن يحيى الذّهلي ، وأبو حاتم الرّازي ، وعلي بن الحسن الهجسناني ، وأبو الربيع سليمان بن داود الختّلي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وحويت بن سليمان (٦) ، وعلي بن محمّد بن عيسى الهروي الجكّاني ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ومحمّد بن أبي السري العسقلاني.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أحمد بن منصور ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ، نا أبو عمران موسى بن العباس الجويني.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد (٧) بن الفضل ، والحسين بن أحمد ، وأبو القاسم زاهر ،

__________________

(١) تاريخ جرجان ص ٤٠٩.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) ترجمته في تاريخ جرجان ص ٤١٣ رقم ٧٢٢ وكناه السهمي : أبا سعيد.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٣ والجرح والتعديل ٨ / ١١٤.

(٥) بالأصل : صلح ، تصحيف ، والمثبت عن د ، وتهذيب الكمال.

(٦) كذا بالأصل ود ، وفي تهذيب الكمال : أبو سليمان حويت بن أحمد بن حكيم الدمشقي.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والمثبت عن د ، راجع مشيخة ابن عساكر ٢٠٥ / ب.

٢٠٥

قالوا : أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الجوزقي ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن ومكي بن عبدان.

ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد محمّد ابن عبد الله بن حمدون ، نا أبو حامد بن الشرقي.

ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي أبو القاسم ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد الإسفرايني ، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، قالوا : أنا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا ـ وفي حديث أبي عوانة : حدّثني ـ محمّد بن وهب بن عطيّة الدمشقي ـ ولم يقل أبو عوانة : الدمشقي ـ نا محمّد بن حرب ، نا محمّد بن الوليد الزّبيدي ، أنا ـ وفي حديث أبي عوانة : نا ـ الزهري عن عروة بن الزبير ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة (١) ، فقال : «استرقوا لها فإنّ بها النظرة» (٢) [١١٨١٧].

رواه البخاري عن محمّد بن خالد ، وهو ابن يحيى الذهلي نسبه إلى جده.

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر ، أنا القاضي أبو بكر بن يوسف بن القاسم ، أنا أبو يعلى الموصلي ، أنا سليمان بن داود أبو الربيع الختلي البغدادي ، نا محمّد بن حرب ، عن الزبيدي ، عن الزهري.

وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي ، نا محمّد بن حرب ، نا محمّد بن الوليد الزبيدي عن الزهري.

عن عروة ، عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة ـ زاد ابن المقرئ : زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لجارية كانت في بيت أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأى بوجهها سفعة فقال : «فيها نظرة فاسترقوا لها» [١١٨١٨].

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) السفعة : العين.

(٢) بالأصل : النظر ، والمثبت عن د ، والنظرة : الإصابة بالعين (النهاية).

٢٠٦

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (١) :

محمّد بن وهب بن عطيّة السلميّ الدمشقي ، أبو عبد الله ، روى عن الهيثم بن عمران ، وعبد الخالق بن زيد ، وأبي خليد عتبة بن حمّاد القارئ ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، وبقية بن الوليد ، ومحمّد بن شعيب ، ويمان بن عدي ، وضمرة ، روى عنه أبي ، وعلي بن الحسن الهسنجاني ، سألت أبي عنه فقال : صالح الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا أبو الحسن عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال : محمّد بن وهب بن عطيّة الدمشقي ، سمع محمّد بن حرب بن الأبرش ، روى البخاري عن محمّد بن خالد عنه ، ويقال : إنه محمّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي في الطب.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قلت للدارقطني : فمحمّد بن وهب بن عطيّة ، فقال : ثقة.

٧٠٩٦ ـ محمّد بن وهب بن مسلّم أبو عمرو القرشي الدّمشقيّ (٢)

حدّث بمصر عن : عبد الله بن العلاء بن زبر ، وسعيد بن عبد العزيز ، والوليد بن مسلم ، وصدقة بن خالد أبي العبّاس الدّمشقيّ.

روى عنه : يحيى بن عثمان بن صالح ، وأحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين ، والربيع بن سليمان الحيري ، ويحيى بن أيوب بن بادي العلّاف ، وأبو الهيثم محمّد بن الأحوص القاضي ، وعبد الرّحمن بن الجارود.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو العبّاس عمر بن عبد الله بن أحمد الأرغياني ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد ، نا ابن رشدين ، نا محمّد بن وهب بن مسلّم الدّمشقيّ ، نا سويد ، حدّثني قرّة بن حيويل (٣) ، عن سعد بن سعيد بن فهد أخي يحيى بن سعيد ، أخبرني عمر بن

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٤.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٦١ ولسان الميزان ٥ / ٤١٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٣ والمغني في الضعفاء ٢ / ٦٤٢ والكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٦٩.

(٣) تحرفت بالأصل ود إلى : «جبريل» وهو قرة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٦٧.

٢٠٧

ثابت الأنصاري ثم الحارثي أن [أبا](١) أيوب الأنصاري أخبره.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من صام رمضان وزاد ستة أيّام من شوّال فكأنما صام السنة كلها» [١١٨١٩].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، نا عيسى بن أحمد بن يحيى الصّدفي ـ بمصر ـ نا الربيع بن سليمان الجيزي ، نا محمّد بن وهب الدّمشقيّ ، نا الوليد بن مسلم ، نا مالك بن أنس ، عن سميّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أوّل ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة» قال : وذلك في قول الله عزوجل : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ)(٣) ثم قال له اكتب ، قال : وما أكتب؟ قال : ما كان وما هو كائن من عمل أو أجل أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم ختم على في القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ، ثم خلق العقل ، فقال الجبار : ما خلقت خلقا أعجب إليّ منك ، وعزّتي لأكملنك فيمن أحببت ، ولأنقّصنك فيمن أبغضت» ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكمل الناس عقلا أطوعهم لله ، وأعملهم بطاعته ، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم بطاعته» [١١٨٢٠].

قال ابن عدي : وهذا بهذا الإسناد باطل ، منكر ، ولمحمّد بن عطيّة غير حديث منكر ، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما ، وقد رأيتهم قد تكلموا فيمن هو خير منه.

كتب إليّ أبو زكريا بن منده ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله.

ح قال اللفتواني : وأنا أبو عمرو بن مندة ـ إجازة ـ عن أبيه أبي عبد الله قال :

محمّد بن وهب بن ..... (٤) بن عطية مولى قريش ، يكنى أبا عمرو الدّمشقيّ ، قدم إلى مصر وحدّث بها ، وكان منكر الحديث ، كان يسكن مصر بحيرة الفسطاس ، وسكن أيضا بلبيس من جوف مصر.

__________________

(١) زيادة عن د للإيضاح.

(٢) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٦ / ٢٦٩.

(٣) الآية الأولى من سورة القلم.

(٤) بياض في الأصل بمقدار كلمة ، وفي د : «سعد» وقد مرّ اسم جده : مسلم.

٢٠٨

حرف الهاء في أسماء آباء المحمّدين

٧٠٩٧ ـ محمّد بن هارون بن إبراهيم

أبو جعفر الربعي (١) البغداديّ الحربي المعروف بأبي نشيط الفلّاس (٢)(٣)

رحل وسمع بدمشق الوليد بن عتبة ، وعمرو بن حفص (٤) ، وبحمص : أبا المغيرة ، وأبا اليمان ، وعلي بن عياش ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وبمصر : عمرو بن الربيع بن طارق ، ونعيم بن حمّاد المروزي ، وبالعراق : روح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكير ، وبشر بن الحارث.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وجنيد بن حكيم الدقاق ، وأبو القاسم البغوي ، وأبو محمّد بن صاعد ، وابن أبي حاتم ، وأبو عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، والقاسم بن زكريا المطرّز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن هارون الحربي ، نا أبو المغيرة الحمصي ، نا صفوان بن عمرو ، نا عبد الرّحمن بن جبير ، عن أبي طويل شطب الممدود.

أنه أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا ، وهو في ذلك لم يترك حاجّة ولا داجّة إلّا اقتطعها بيمينه فهل لذلك من توبة؟ قال : «هل أسلمت؟» قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ، وأنك رسوله ، قال : «نعم ، الله أكبر» ، فما زال يكبّر حتى توارى.

قال أبو المغيرة : سمعت مبشر بن عبيد وكان عارفا بالنحو والعربية يقول : الحاجّة الذي يقطع على الحاجّ إذا توجهوا ، والداجّة : الذي (٥) يقطع عليهم إذا رجعوا.

__________________

(١) تحرفت في د إلى : الرفعي.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٢٩٢ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣١٥ وتاريخ بغداد ٣ / ٣٥٢ والجرح والتعديل ٨ / ١١٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٢٤ وغاية النهاية ٢ / ٢٧٢.

(٣) كذا بالأصل ود ورد لقبه : «الفلاس» ولم أجد في مصادر ترجمته هذا اللقب ، ولعله اشتبه على المصنف ، فالملقب بالفلاس هو محمد بن هارون أبو جعفر المخرمي والملقب أيضا نشيط ، ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٣.

(٤) زيد في د : بن سليلة.

(٥) بالأصل ود : التي.

٢٠٩

قال البغوي : وروى هذا الحديث غير محمّد بن هارون عن أبي المغيرة ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمن بن جبير أن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طويلا شطب الممدود. وأحسب أن محمّد ابن هارون صحف فيه ، والصواب ما قال غيره.

قال البغوي هذا فيه نظر ، فقد رواه أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، عن أبي المغيرة ، كما رواه أبو نشيط.

أنبأناه أبو علي الحدّاد ، وحدّثناه أبو مسعود المعدل عنه ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا.

ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشي ـ بأصبهان ـ أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أحمد بن عبد الوهّاب ، نا أبو المغيرة ، نا صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، عن أبي الطويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر الحديث نحو ما تقدّم تفسير مبشر (١) بن عبيد.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

محمّد بن هارون أبو جعفر البغداديّ المعروف بأبي نشيط ، روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج ، وروح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكير ، ومحمّد بن يوسف [الفريابي](٣) ، وبشر بن الحارث ، وعلي (٤) بن عيّاش : سمعت منه مع أبي ـ وفي نسخة : سمع منه أبي ببغداد وهو صدوق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

__________________

(١) تحرفت بالأصل ود هنا إلى : بشر.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٧.

(٣) زيادة عن الجرح والتعديل.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، والجرح والتعديل.

٢١٠

أبو نشيط محمّد بن هارون البغداديّ سمع منه أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني ، وعمرو بن الربيع بن طارق المصري ، روى عنه أبو العباس الثقفي ، وأبو حامد أحمد بن حمدون بن عبادة ، وأبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، كنّاه لي أبو عبيد محمّد ابن أحمد بن المؤمل الصيرفي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) :

محمّد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر ، ويعرف بأبي نشيط الربعي ، سمع روح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكر (٢) ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج ، والحكم بن نافع الحمصيين ، وعمرو بن الربيع بن طارق المصري ، ونعيم بن حمّاد المروزي ، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وجنيد بن حكيم ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى ابن محمّد بن صاعد ، والحسين بن إسماعيل المحاملي.

وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه ببغداد مع أبي وهو صدوق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد ابن مخلد ، نا محمّد بن هارون أبو جعفر ، وكان حافظا ، فذكر عنه حكاية.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، نا ـ وأبو منصور القزاز (٣) ، أنا ـ أبو بكر الحافظ (٤) ، حدّثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال : محمّد بن هارون الحربي أبو نشيط ثقة ، قال : وأخبرني أبو الفرج الطناجيري ، نا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال محمّد بن مخلد العطّار فيما قرأت عليه ، ومات أبو نشيط محمّد بن هارون في شوّال سنة ثمان وخمسين ومائتين.

ومحمّد بن هارون بن شعيب هذا موضعه [وهو في الجزء الذي يلي هذا الجزء](٥).

٧٠٩٨ ـ محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا

أبو عبد الله العنسيّ الدّاراني (٦)

روى عن : موسى بن أبي عوف ، ومسبح الدّاراني.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٢.

(٢) كذا بالأصل ود ، وتاريخ بغداد ، وتقدم : بكير.

(٣) رسمها وإعجامها مضطربان ، والمثبت عن د.

(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٣.

(٥) الزيادة عن د.

(٦) ترجمته في تاريخ داريا ص ١١٨.

٢١١

روى عنه : أبو علي بن شعيب ، وابن مهنا ، وأبو الحسين الرازي ، وهو نسبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني ، أنا عبد الجبّار بن محمّد الخولاني ، نا محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن العنسيّ الدّاراني ، نا موسى بن محمّد بن أبي عوف ، نا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش ، حدّثني أبي ، عن بكر بن (١) زرعة الخولاني ، عن مسلم بن عبد الله الأزدي قال :

جاء عبد الله بن قرط إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما اسمك؟» قال : شيطان (٢) بن قرط فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل أنت عبد الله بن قرط» [١١٨٢١].

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني ، قال : ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق فذكر جماعة ، وممن كتب عنه في قرى دمشق :

أبو عبد الله محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا العنسيّ من أهل داريّا ، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

وقرأت أنا بخط نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط الرّازي مثله سواء.

٧٠٩٩ ـ محمّد بن هارون بن كثير الشيباني

سمع بدمشق هشام بن عمّار.

روى عنه : أبو بكر بن الجعابي.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر ، وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، قالوا : أنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة النعالي ، أنا جدي أبو الحسن محمّد بن طلحة بن محمّد بن عثمان ـ قراءة عليه ـ نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر ابن محمّد بن سلم الحافظ ، نا محمّد بن هارون بن كثير الشيباني ، نا هشام بن عمّار ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا سفيان الثوري ، عن عبيد الله بن الوليد ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرّحمن» [١١٨٢٢].

__________________

(١) في د : «بكير» تصحيف ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ١٣٧ ط دار الفكر.

(٢) بالأصل ، «شطان» والمثبت عن د.

٢١٢

٧١٠٠ ـ محمّد بن هارون بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد الله ـ

ويقال : أبو موسى ـ الأمين بن الرشيد بن المهدي بن المنصور (١)

بويع له بالخلافة بعد أبيه الرشيد بعهد منه.

وحدّث عن أبيه الرشيد.

روى عنه : الحسين بن الضحّاك الخليع الشاعر ، وكان قدم دمشق في خلافة أبيه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الحسن بن أبي طالب ، وباي بن جعفر قال الحسن : نا ـ وقال باي ، أنا ـ أحمد بن محمّد بن عمران ، أنا محمّد بن يحيى ، نا المغيرة بن محمّد المهلبي ، قال : رأيت عند الحسين بن الضحّاك الخليع جماعة من بني هاشم منهم بعض أولاد المتوكل ، فسألوه عن الأمين وأدبه ، فوصف الحسين أدبا كثيرا ، فقيل له : فالفقه؟ فإن المأمون كان فقيها ، فقال : ما سمعت فقها ولا حديثا إلّا مرّة واحدة ، فإنه نعي إليه غلام له بمكة فقال : حدّثني أبي عن أبيه عن المنصور عن أبيه ، عن علي بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من مات محرما حشر ملبيا».

ذكر أبو الحسين الرّازي فيما نقلته من خطّه قال : قال إسحاق ـ يعني ـ ابن سليمان الهاشمي وفي سنة تسع وثمانين ومائة قدم محمّد الأمين محمّد بن زبيدة من دمشق إلى مدينة السلام ، وكان قد وجهه أبوه هارون الرشيد إلى دمشق في إشخاص سليمان بن المنصور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد [الله](٣) بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفيها ـ يعني ـ سنة سبعين ومائة ولد محمّد بن هارون يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شوّال.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، وأبو منصور بن زريق ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) :

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٦ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٤ وتاريخ الطبري (الفهارس) ، ومروج الذهب (الفهارس) والبداية والنهاية بتحقيقنا (الفهارس) ، والكامل في التاريخ (الفهارس) ، وتاريخ الخلفاء ص ٣٥٥ والوافي بالوفيات ٥ / ١٣٥ والعبر ١ / ٣٢٥ وشذرات الذهب ١ / ٣٥٠.

(٢) تاريخ بغداد للخطيب ٣ / ٣٣٨.

(٣) زيادة لازمة عن د.

(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧.

٢١٣

محمّد أمير المؤمنين الأمين بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد الله المنصور ابن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، يكنى أبا عبد الله ، ويقال : أبو موسى ، ولد برصافة (١) بغداد.

كما أخبرناه الحسن بن أبي طالب ، نا أحمد بن محمّد بن عمران (٢) ، أنا محمّد بن يحيى الصولي قال : ولد الأمين بالرّصافة سنة إحدى وسبعين ومائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٣) :

بويع محمّد المخلوع بن أمير المؤمنين ابن أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين ، وقام ببيعته الفضل بن الربيع ، وقدم (٤) ببيعته رجاء الخادم ، وولد محمّد ببغداد سنة سبعين ومائة ، وقتل ببغداد في المحرم سنة ثمان وتسعين (٥) وهو ابن ثمان وعشرين سنة ، وكانت ولايته إلى أن قتل أربع سنين وأشهرا (٦).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار قال : قال أبو حفص الفلاس : وبايع ـ يعني ـ الرشيد لابنيه محمّد وأمّه زبيدة ، وعبد الله وهو المأمون ثم القاسم ، فملك محمّد أربع سنين وسبعة أشهر وعشرين ليلة ثم قتله طاهر ببغداد ليلة الأحد لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، نا عثمان ، نا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : واستخلف محمّد بن هارون سنة ثلاث وتسعين في ربيع الآخر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن جنيقا ، نا

__________________

(١) رصافة بغداد : راجع معجم البلدان رصافة : بضم أوله ، في مواضع كثيرة منها رصافة بغداد ، وهي بالجانب الشرقي.

(٢) بالأصل ود : عثمان ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٦٠ و ٤٦٨.

(٤) بالأصل : «وقام» والمثبت عن د.

(٥) بالأصل : «سبعين» تحريف ، والمثبت عن د ، وتاريخ خليفة.

(٦) كذا بالأصل ود ، وفي تاريخ خليفة : وثمانية أشهر.

٢١٤

إسماعيل بن علي الخطبي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي قال : استخلف محمّد ابن هارون سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن (١) بن قبيس ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، قالوا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ (٣) ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن بن علي.

قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عباس بن هشام ، عن أبيه قال : ولد محمّد بن هارون في شوال سنة سبعين ومائة ، وأتته الخلافة بمدينة السلام لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وقتل ليلة الأحد لخمس بقيت من المحرم ، قتله قريش الدنداني (٤) وحمل رأسه إلى طاهر بن الحسين فنصبه على رمح ، وتلا هذه الآية (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ)(٥) وكانت ولايته أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام. وأمه [زبيدة] أم جعفر بنت جعفر بن أبي المنصور. وكان طويلا سمينا أبيض ، ويكنى أبا عبد الله.

لفظهم قريب. زاد ابن السمرقندي : وقال غير العباس : قدم عليه ببيعته رجا الخادم يوم الجمعة ، وبويع له يومئذ بيعة العامة بعد أن صلّى الجمعة ، وخلع محمد بن هارون نفسه عشية الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وتسعين ومائة حين وثب به الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان ، وبويع المأمون يومئذ ، وقام ببيعته إسحاق بن عيسى.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق ، نا إسماعيل بن علي الخطبي ، نا البربري ، عن ابن أبي السري قال :

استخلف أبو موسى محمّد بن هارون الرشيد ـ كذا قال ابن أبي السري : أبو موسى ،

__________________

(١) تحرفت بالأصل ود إلى : الحسين.

(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧.

(٣) في تاريخ بغداد : المنقري.

(٤) تقرأ بالأصل : «الديراني» واللفظة غير واضحة في د ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وانظر ما كتبه مصححه بالهامش.

(٥) سورة آل عمران ، الآية : ٢٦.

٢١٥

وقال غيره : أبو عبد الله ـ أتته الخلافة وهو بمدينة السّلام يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (١).

قال : وأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال : الأمين ، محمّد بن الرشيد وكنيته أبو موسى ، ولد ببغداد بالرصافة ، قال ابن البراء : استخلف ثم خلع بعد ثلاث سنين وخمسة وعشرين (٢) يوما ، فمكث مخلوعا محبوسا إلى أن قتله طاهر بن الحسين بن مصعب ببغداد لستّ بقيت من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة ، وكان عمره ثلاث وثلاثين (٣) سنة.

أخبرنا أبو القاسم ، وأبو الحسن قالا : نا ـ وأبو منصور ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان قال : واستخلف محمّد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائتين في شهر ربيع الآخر.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ.

قالا : وأنا أبو تمام علي بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو بكر بن بيرى ـ قراءة : أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة. قال : وأنا الحسن بن أبي الحسن قال :

ولي محمّد بن هارون يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وقتل ليلة الأحد لست خلون من المحرم ـ أو خمس ـ سنة ثمان وتسعين ومائة ، وكانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر وخمسة أيام ، وقتل وهو ابن ثمان وعشرين سنة إلّا شهرا.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧.

(٢) بالأصل : «خمسة عشر» والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.

(٣) كذا بالأصل ود ، وتاريخ بغداد ، وكتب مصححه بالهامش : هذا غلط فإنه على حساب سنة قتله يكون سنه ٢٧ سنة.

(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧.

٢١٦

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلمي ، أنا نعمة بن محمّد بن [المرندي](١) ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول :

ثم ولي محمّد بن هارون وقتل بغرة المحرم سنة ثمان وتسعين ، وكانت ولايته أربع سنين وسبعة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم الحسين ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢).

ح وأنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد المحاملي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

قالوا : أنا الحسن بن أبي بكر.

ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا طراد بن محمّد ، وأبو محمّد التيمي ، قالا : أنا أبو بكر بن وصيف.

قالا : أنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي ، نا محمّد ابن يزيد قال : واستخلف محمّد بن هارون المخلوع ـ قال أبو بكر السدوسي : وهو الأمين ـ في جمادى الآخرة يوم الجمعة ولم يقلها الخطيب ، وقالوا : لثلاث عشرة بقيت منه سنة ثلاث وتسعين ومائة. وقتل في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة. فكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة وعشرين يوما. وقتل وله ثمان وعشرون سنة ، وأمه أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر. قال أبو بكر السدوسي : وكنيته أبو عبد الله.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن العلوي ، وأبو الحسن المالكي قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) : أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أنا

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وفي د : نعمة الله بن محمد.

(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

(٣) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٨.

٢١٧

إسماعيل بن سعيد المعدل ، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي نا أبو العيناء محمّد بن القاسم ، أخبرني محمّد بن عبيد الله السهيلي قال :

لما أتت الخلافة محمّد بن هارون خطب ببغداد فقال : أيها الناس إنّ المنون تراصد ذوي الأنفاس حتما من الله ، لا يدفع حلولها ، ولا ينكر نزولها ، فاسترجعوا قلوبكم عن الجزع على الماضي ، إلى البهج للباقي ، تعطوا أجور الصابرين وجزاء الشاكرين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي المقرئ الإسفرايني ، أنا أبو عمرو الصفّار ، نا أبو عوانة قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم ابن هانئ يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول :

لمّا أن دخل إسماعيل بن عليّة على محمّد بن زبيدة أمير المؤمنين ، فلمّا بصره قال له : يا ابن الفاعلة ، أنت الذي تقول : كلام الله مخلوق ، قال : فوقف إسماعيل وجعل ينادي : يا أمير المؤمنين ، زلّة من عالم ؛ قال أبو عبد الله : إنّي لأرجو أن يرحم الله محمّدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن (١).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ـ إذنا ومناولة ـ وقرأ علي إسناده ، أنا محمّد ابن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني عون بن محمّد الكندي ، نا إبراهيم بن إسماعيل ، أبو أحمد بن (٣) إبراهيم قال :

ركب الرشيد يوما بكرا فنظر إلى محمّد الأمين يميل في سرجه ، فقال : ما أصارك إلى هذا يا محمّد؟ قال : أصارني إليه البارحة :

علّلاني بعاتقات الكروم

واسقياني بكأس أم حكيم (٤)

قال : فانصرف يا محمّد ، فلما رجع الرشيد وجّه إليه بخادم معه كأس أم حكيم وكان كأسا كبيرا فرعونيا قد جعل فيه طوق ذهب ومقبض من ذهب ، فإذا هو مملوء دنانير وقال له :

__________________

(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٦١ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٩.

(٢) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٥١٦ وما بعدها.

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي الجليس الصالح : أبو أحمد إبراهيم.

(٤) هي أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، من جميلات قريش ، وكانت أم حكيم مدمنة على الشراب ، وكان لها كأس خاص تشرب فيه. راجع الأغاني ١٦ / ٢٧٤ والبيت من أبيات للوليد بن يزيد قالها في كأس أم حكيم الأغاني ١٦ / ٢٧٨.

٢١٨

يقول لك أمير المؤمنين : بعثت إليك بالذي أسهرك لتشرب فيه ، وتنتفع بما يصل معه ، قال : فأعطى الخادم قبضة من الدنانير وفرّق نصف ما فيه على جلسائه ، وأعطى النصف خازنه ، وشرب في القدح ثلاثة (١) أرطال ، رطلا بعد رطل ، وردّه ، فكان مبلغ الدنانير عشرة آلاف دينار (٢).

قال القاضي (٣) : ما في هذا الخبر أن الأمين قال : بكرا أصارني البارحة ، وهذا كلام مستفيض في العامة ، إطلاقهم إيّاه في خطابهم وفيما يرووه عن (٤) غيرهم.

[قال :] فأما أهل العلم بالعربية فيذهبون إلى أنه يقال في أوّل النهار إلى زوال الشمس لليلة الماضية كان كذا وكذا الليلة ، فإذا زالت الشمس قالوا حينئذ : البارحة ، وفي هذا الخبر ذكر الكأس وقد ذهب قوم إلى أنها اسم للخمر ، واسم للإناء. وقال الله تعالى : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(٥) ، وقيل : إنها في قراءة عبد الله : صفراء ، وقال الفراء : الكأس : للإناء بما فيه ، فإذا أخذ ما فيه فليس بكأس ، كما أن المهدي الطبق الذي عليه الهدية ، فإذا أخذ ما عليه وبقي فارغا رجع إلى اسمه ، إن كان طبقا أو خوانا أو غير ذلك ، وقال بعض أهل التأويل : الكأس الخمر ، قال الله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً)(٦) وقال جل ذكره : (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً)(٧).

وأنشد أبو عبيدة :

وما زالت الكأس تغتالنا

وتذهب بالأول الأوّل (٨)

وقال الأعشى (٩) :

وكأس شربت على لذّة

وأخرى تداويت منها بها

__________________

(١) بالأصل ود : ثلاث ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٢) الخبر ورد في الأغاني ١٦ / ٢٨٠ وفيها أن صاحب القصة هو محمد بن الجنيد الختلي ، وكان محمد أحد أصحاب الرشيد ، ومن يقدم دابته ، وكان قد شرب ليلة ... حتى السحر.

(٣) يعني القاضي المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي راجع ٢ / ٥١٧.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٥) سورة الصافات ، الآيات ٤٥ و ٤٦.

(٦) سورة الإنسان ، الآية : ٥.

(٧) سورة الإنسان ، الآية : ١٧.

(٨) البيت في تاج العروس (مادة : غول) بدون نسبة ، ونسبه محقق الجليس الصالح لأبي محمد التيمي عبد الله بن أيوب.

(٩) ديوانه ص ٢٤.

٢١٩

وقال الآخر (١) :

من لم يمت عبطة يمت

هرما للموت كأس فالمرء ذائقها

العبطة : أن يموت الرجل من غير علّة ، ومن هذا قولهم : دم عبيط ، إذا كان طريا قد خرج من دم صحيح (٢).

وقال أبو حاتم السجستاني : لا يقال للموت كأس.

قال القاضي : وهذا خطأ منه ، قد يضاف الكأس إلى المنية ، وقد توصف المنية بأنها كأس ، كما توصف بأنها رحى ، وتضاف إليها الرحى ، فيقال : المنية رحى دائرة على الخلق ، وللمنية على الناس رحى دائرة ، والموت كأس مرة ، والموت كأس كريهة ، ويقال : شرب فلان كأس المنية ، فيضاف الكأس إليها ، قال مهلهل :

ما أرجّي بالعيش بعد ندامي

قد أراهم سقوا بكأس حلاق

أي بكأس المنية ، لأنّ حلاق من أسماء المنية بمنزلة حذام وقطام.

ورواه بكأس خلاق بالخاء ، فقال : يعني بكأس تصيبهم من الموت ، وهذا أكثر وأشهر من أن يخيل على عالم بالعربية ، وأعجب بذهابه على أبي حاتم مع سعة معرفته ، ولكنه بشر وأني إنسان يحيط بالعلم كله ولا يخفى عليه شيء من جليّه ، فضلا عن غامضه وخفيّه (٣).

وقد قال الشاعر في هذا المعنى :

إن القرون التي عن حظّها غفلت

حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

وقال السجستاني في البيت الذي فيه الموت : إنما هو الموت كأس ، قال : وقطع ألف الوصل لأنها في مبتدأ النصف الثاني ، وهذا يحتمل.

وقال : أنشدناه الأصمعي لبعض الخوارج ، وقال : ليس لأمية بن أبي الصلت ، وقال القاضي : وقد روت الرواة هذا الشعر لأمية بن أبي الصلت ، وأما المعنى الذي ذكره السجستاني من تجويز قطع ألف الوصل ، فقد جاء في الشعر كثيرا كقول الشاعر :

__________________

(١) البيت في تاج العروس بتحقيقنا (عبط) منسوبا لأمية بن أبي الصلت وهو في ديوانه ص ٤٢.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي الجليس الصالح : جسم صحيح.

(٣) بالأصل : «ودقه» وفي د : «ودقته» والمثبت عن الجليس الصالح الكافي.

٢٢٠