أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
الخبير ، كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتاه أعرابي فقال : يا بن الذّبيحين ، وقال فتبسم النبي صلىاللهعليهوسلم ولم ينكره عليه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، وما الذبيحان؟ قال : ان عبد المطلب : لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهّل له أمرها أن ينحر بعض ولده ، فأخرجهم ، فأسهم بينهم ، فخرج السهم على عبد الله ، فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله من بني مخزوم ، فقالوا : أرض ربك وافد ابنك ، قال : ففداه بمائة ناقة ، فهو الذبيح ، وإسماعيل الذبيح.
رواه أحمد بن سهل الأشناني ، عن إسماعيل بن عبيد هكذا.
ورواه محمّد بن الحسين الزعفراني ، عن أبي بكر بن أبي خيثمة فقال : حدّثنا عمرو بن عبد الرحيم الخطابي ، والله أعلم.
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين الخيّاط ، أنا أبو منصور العكبري ، أخبرني القاضي عبد الله بن علي ، وأبو الطيّب بن خاقان ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن أيوب ـ إجازة ـ نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني بشر بن معاذ العقدي ، حدّثني محمّد بن عبيد الله القرشي ، عن أبي المقدام قال :
كانت قريش تستحسن من الخاطب الإطالة ، ومن المخطوب إليه التقصير ، فشهدت محمّد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان خطب إلى عمر بن عبد العزيز أخته أم عمر بنت عبد العزيز ، فتكلم محمّد بن الوليد بكلام حاز الحفظ ، فقال عمر : الحمد لله ذي الكبرياء ، وصلّى الله على محمّد خاتم الأنبياء ، أما بعد ، فإن الرغبة منك دعت إلينا ، والرغبة فيك أجابت منا ، وقد أحسن بك ظنا من أودعك كريمته ، واختارك (١) ولم يختر عليك قال محمّد بن عبيد الله : واخترت أنه لما زوجها من محمّد قال لامرأته فاطمة : علّمي هذه الصبية ما كنت تعلمين أنّي أعجب به منك ، قالت : وما تغار؟ قال : إنّما الغيرة في الحرام ، ليس في الحلال غيرة بعد قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي وفاطمة : «لا تعجلا حتى أدخل عليكما» [١١٨١٤].
قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي ، أنا أبو محمّد بن أحمد بن (٢) عطية بن حبيب ، أنا أبو الطيب محمّد بن صبيح بن رجاء ، أنا أحمد بن الحسين بن السفر ، نا عمرو بن عثمان ، نا خالد بن (٣) قال :
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي المختصر : واجارك ولم يجر عليك.
(٢) بياض في د مكان : «بن أحمد بن».
(٣) بياض بالأصل ود.
دخل محمّد بن الوليد بن عتبة على عمر بن عبد العزيز يعزيه بابنه عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين (١) ، ما أقبل من الموت إليك عن من هو في شغل عما يدخل عليك ، واعدّ لنزول الموت عدة تكون لك حجابا من الجزع ، وسترا من النار ، فقال عمر : إنّي لأرجو (٢) أن لا تكون رأيت جزعا تعجب منه ، ولا غفلة تنبّه عليها ، وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، فقال محمّد : يا أمير المؤمنين ، لو استغنى أحد عن موعظة أخيه لعلمه وفهمه كنته ، ولكن الله قضى إن الذكرى تنفع المؤمنين.
كذا قال.
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن يحيى السكري ، أنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن المتوكل.
ح وأخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا محمود بن عمر ـ قراءة عليه ـ أنا أبو طالب عبد الله بن محمّد بن شهاب ـ قراءة ـ أنا الحسن بن علي بن المتوكل ، أنا أبو الحسن المدائني ـ سمّاه هلال : علي بن محمّد (٣) ـ عن أبي علي عمر بن عتاب ، وحدّثني محمّد بن حرب قال :
عزّى محمّد بن الوليد بن عتبة عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، اعدّ لما ترى عدة تكون لك جنة من الخزي ، وسترا من النار ، قال عمر : هل رأيت حزنا تحتجب به ، وقال هلال : له ، أو غفله أنبّه عليها؟ قال : يا أمير المؤمنين لو أن رجلا ترك تعزية رجل لعلمه وانتباهه لكنت ، لكنت قضى الله أن الذكرى تنفع المؤمنين ـ زاد هلال : قال عمر بن غياث (٤) في حديثه : ليشغلك ما أقبل من الموت إليك عمن هو في شغل عما دخل عليك واعدد لما ترى عدة.
٧٠٩٢ ـ محمّد بن الوليد بن هبيرة أبو هبيرة الهاشميّ القلانسيّ (٥)
روى عن : أبي مسهر ، وأبي كلثم سلامة بن بشر العذري ، وسليمان بن عبد الرّحمن ،
__________________
(١) بعدها بياض في دار مقداره كلمة.
(٢) بالأصل : «لا أرجو» والمثبت عن د.
(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ١٢ / ٥٤ وسير الأعلام ١٠ / ٤٠٠.
(٤) كذا بالأصل ود هنا ، وقد مرّ : عتاب.
(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٢ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٣ والجرح والتعديل ٨ / ١١٢.
ويحيى بن صالح الوحاظي ، وجنادة بن محمّد بن أبي يحيى المرّي (١) ، وعبد الله بن يزيد بن راشد ، وسلّام بن سليمان المدائني.
روى عنه : أبو داود السجستاني ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو علي الحصائري ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو زرعة الدمشقي ، وهو من أقرانه ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن ابن مروان ، وأبو العباس عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي ، ومحمّد بن الحسين بن الحسن البردعي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري المالكي ، وأبو علي إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن النصر الواسطي ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وأبو عوانة الإسفرايني ، وأبو زكريا يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة الدقاق (٢) ، وعلي بن سراج المصري الحافظ.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا أبو هبيرة محمّد بن الوليد بدمشق ، أنا أبو كلثم سلامة بن بشر [بن بديل](٣) العذري ، نا يزيد بن السمط ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أنس قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يشير في الصلاة [١١٨١٥].
قال ابن صاعد : رواه معمر عن الزهري عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أيضا.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :
محمّد بن الوليد الهاشميّ أبو هبيرة الدمشقي ، روى عن أبي مسهر ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، سمع منه أبي في الرحلة الثانية ، وقصدته إلى دمشق ، ولم يقض لي السماع منه ، وهو صدوق.
__________________
(١) في د : المزني ، تحريف.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي تهذيب الكمال : الدقاني.
(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.
(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٣.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :
أبو هبيرة محمّد بن الوليد الهاشميّ الشامي ، سمع أبا مسهر الغسّاني ، وأبا كلثم سلامة ابن بشر بن بديل العذري ، روى عنه أحمد بن عمير الدمشقي ، وهو الذي كنّاه لنا.
وقال عمرو بن دحيم : توفي أبو هبيرة سنة ست وثمانين ومائتين (١).
٧٠٩٣ ـ محمّد بن الوليد أبو بكر الرّملي المعروف بالأميّ
سمع بدمشق وغيرها : سليمان بن عبد الرّحمن ، والوليد بن عتبة ، وعبيد بن جناد الحلبي ، ومحمّد بن المصفّى الحمصي ، ومحمّد بن أبي السري.
روى عنه : أبو سعيد بن الأعرابي ، وأبو الحسن بن جوصا.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا محمّد بن الوليد الأميّ أبو بكر ـ بالرملة ـ سنة سبعين ومائتين ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني سعيد بن بشير (٢) ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، عن عمر بن الخطّاب قال :
نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن حلق القفا للحجامة.
فذكرته لابن أبي السري فقال : حدّثنا عمر بن عبد الواحد ، عن روح بن محمّد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حلق القفا من غير حجامة مجوسية» [١١٨١٦].
قال ابن أبي السري : فذكرته للوليد فقال : حدّثنا رجل عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمر ابن الخطّاب قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن حلق القفا من غير حجامة ، وقال ابن أبي السري : فكنا نرى أن الوليد دلّسه عن عمر بن عبد الواحد.
٧٠٩٤ ـ محمّد بن الوليد الجرجاني (٣)
سمع بدمشق : هشام بن عمّار.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٣.
(٢) بالأصل : «سعد بن بشر» وفي د : «سعد بن بشير» كلاهما تصحيف راجع ترجمة الوليد بن مسلم في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٥٥ وأسماء شيوخه فيه. وانظر ترجمة سعيد بن بشير في تهذيب الكمال ٧ / ١٣٧ ط دار الفكر.
(٣) ترجمته في تاريخ جرجان ص ٤٠٩ رقم ٧٠٩.
روى عنه : كميل بن جعفر الجرجاني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف قال (١) :
محمّد بن الوليد الجرجاني روى عن هشام بن عمّار ، روى عنه كميل بن جعفر.
[قال ابن عساكر :](٢) كذا ذكره حمزة ، وفرّق بينه وبين محمّد بن العبّاس بن الوليد الدمشقي (٣) ـ نزيل جرجان ـ وعندي أنه هو ، نسبه كميل إلى جدّه والله أعلم.
٧٠٩٥ ـ محمّد بن وهب بن سعد بن عطيّة أبو عبد الله السلميّ (٤)
روى عن : الهيثم بن عمران ، وعبد الخالق بن زيد بن واقد ، وأبي خليد عتبة بن حمّاد القارئ ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وبقية بن الوليد ، وضمرة بن ربيعة ، واليمان بن عدي ، وعراك بن خالد بن يزيد بن صالح (٥) بن صبيح ، وعبد الحميد بن عدي الجهني ، وأحمد بن معاوية بن وديع ، وحصين بن جعفر الفزاري ، وعبد الله بن عبد الملك الجمحي ، وعبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب.
روى عنه : محمّد بن يحيى الذّهلي ، وأبو حاتم الرّازي ، وعلي بن الحسن الهجسناني ، وأبو الربيع سليمان بن داود الختّلي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وحويت بن سليمان (٦) ، وعلي بن محمّد بن عيسى الهروي الجكّاني ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ومحمّد بن أبي السري العسقلاني.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أحمد بن منصور ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ، نا أبو عمران موسى بن العباس الجويني.
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد (٧) بن الفضل ، والحسين بن أحمد ، وأبو القاسم زاهر ،
__________________
(١) تاريخ جرجان ص ٤٠٩.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) ترجمته في تاريخ جرجان ص ٤١٣ رقم ٧٢٢ وكناه السهمي : أبا سعيد.
(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٣ والجرح والتعديل ٨ / ١١٤.
(٥) بالأصل : صلح ، تصحيف ، والمثبت عن د ، وتهذيب الكمال.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي تهذيب الكمال : أبو سليمان حويت بن أحمد بن حكيم الدمشقي.
(٧) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والمثبت عن د ، راجع مشيخة ابن عساكر ٢٠٥ / ب.
قالوا : أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الجوزقي ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن ومكي بن عبدان.
ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد محمّد ابن عبد الله بن حمدون ، نا أبو حامد بن الشرقي.
ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي أبو القاسم ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد الإسفرايني ، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، قالوا : أنا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا ـ وفي حديث أبي عوانة : حدّثني ـ محمّد بن وهب بن عطيّة الدمشقي ـ ولم يقل أبو عوانة : الدمشقي ـ نا محمّد بن حرب ، نا محمّد بن الوليد الزّبيدي ، أنا ـ وفي حديث أبي عوانة : نا ـ الزهري عن عروة بن الزبير ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة أن النبي صلىاللهعليهوسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة (١) ، فقال : «استرقوا لها فإنّ بها النظرة» (٢) [١١٨١٧].
رواه البخاري عن محمّد بن خالد ، وهو ابن يحيى الذهلي نسبه إلى جده.
أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر ، أنا القاضي أبو بكر بن يوسف بن القاسم ، أنا أبو يعلى الموصلي ، أنا سليمان بن داود أبو الربيع الختلي البغدادي ، نا محمّد بن حرب ، عن الزبيدي ، عن الزهري.
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي ، نا محمّد بن حرب ، نا محمّد بن الوليد الزبيدي عن الزهري.
عن عروة ، عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة ـ زاد ابن المقرئ : زوج النبي صلىاللهعليهوسلم ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لجارية كانت في بيت أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم فرأى بوجهها سفعة فقال : «فيها نظرة فاسترقوا لها» [١١٨١٨].
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
__________________
(١) السفعة : العين.
(٢) بالأصل : النظر ، والمثبت عن د ، والنظرة : الإصابة بالعين (النهاية).
قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (١) :
محمّد بن وهب بن عطيّة السلميّ الدمشقي ، أبو عبد الله ، روى عن الهيثم بن عمران ، وعبد الخالق بن زيد ، وأبي خليد عتبة بن حمّاد القارئ ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، وبقية بن الوليد ، ومحمّد بن شعيب ، ويمان بن عدي ، وضمرة ، روى عنه أبي ، وعلي بن الحسن الهسنجاني ، سألت أبي عنه فقال : صالح الحديث.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا أبو الحسن عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال : محمّد بن وهب بن عطيّة الدمشقي ، سمع محمّد بن حرب بن الأبرش ، روى البخاري عن محمّد بن خالد عنه ، ويقال : إنه محمّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي في الطب.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قلت للدارقطني : فمحمّد بن وهب بن عطيّة ، فقال : ثقة.
٧٠٩٦ ـ محمّد بن وهب بن مسلّم أبو عمرو القرشي الدّمشقيّ (٢)
حدّث بمصر عن : عبد الله بن العلاء بن زبر ، وسعيد بن عبد العزيز ، والوليد بن مسلم ، وصدقة بن خالد أبي العبّاس الدّمشقيّ.
روى عنه : يحيى بن عثمان بن صالح ، وأحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين ، والربيع بن سليمان الحيري ، ويحيى بن أيوب بن بادي العلّاف ، وأبو الهيثم محمّد بن الأحوص القاضي ، وعبد الرّحمن بن الجارود.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو العبّاس عمر بن عبد الله بن أحمد الأرغياني ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد ، نا ابن رشدين ، نا محمّد بن وهب بن مسلّم الدّمشقيّ ، نا سويد ، حدّثني قرّة بن حيويل (٣) ، عن سعد بن سعيد بن فهد أخي يحيى بن سعيد ، أخبرني عمر بن
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٤.
(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٦١ ولسان الميزان ٥ / ٤١٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٣ والمغني في الضعفاء ٢ / ٦٤٢ والكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٦٩.
(٣) تحرفت بالأصل ود إلى : «جبريل» وهو قرة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٦٧.
ثابت الأنصاري ثم الحارثي أن [أبا](١) أيوب الأنصاري أخبره.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صام رمضان وزاد ستة أيّام من شوّال فكأنما صام السنة كلها» [١١٨١٩].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، نا عيسى بن أحمد بن يحيى الصّدفي ـ بمصر ـ نا الربيع بن سليمان الجيزي ، نا محمّد بن وهب الدّمشقيّ ، نا الوليد بن مسلم ، نا مالك بن أنس ، عن سميّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أوّل ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة» قال : وذلك في قول الله عزوجل : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ)(٣) ثم قال له اكتب ، قال : وما أكتب؟ قال : ما كان وما هو كائن من عمل أو أجل أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم ختم على في القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ، ثم خلق العقل ، فقال الجبار : ما خلقت خلقا أعجب إليّ منك ، وعزّتي لأكملنك فيمن أحببت ، ولأنقّصنك فيمن أبغضت» ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أكمل الناس عقلا أطوعهم لله ، وأعملهم بطاعته ، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم بطاعته» [١١٨٢٠].
قال ابن عدي : وهذا بهذا الإسناد باطل ، منكر ، ولمحمّد بن عطيّة غير حديث منكر ، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما ، وقد رأيتهم قد تكلموا فيمن هو خير منه.
كتب إليّ أبو زكريا بن منده ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله.
ح قال اللفتواني : وأنا أبو عمرو بن مندة ـ إجازة ـ عن أبيه أبي عبد الله قال :
محمّد بن وهب بن ..... (٤) بن عطية مولى قريش ، يكنى أبا عمرو الدّمشقيّ ، قدم إلى مصر وحدّث بها ، وكان منكر الحديث ، كان يسكن مصر بحيرة الفسطاس ، وسكن أيضا بلبيس من جوف مصر.
__________________
(١) زيادة عن د للإيضاح.
(٢) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٦ / ٢٦٩.
(٣) الآية الأولى من سورة القلم.
(٤) بياض في الأصل بمقدار كلمة ، وفي د : «سعد» وقد مرّ اسم جده : مسلم.
حرف الهاء في أسماء آباء المحمّدين
٧٠٩٧ ـ محمّد بن هارون بن إبراهيم
أبو جعفر الربعي (١) البغداديّ الحربي المعروف بأبي نشيط الفلّاس (٢)(٣)
رحل وسمع بدمشق الوليد بن عتبة ، وعمرو بن حفص (٤) ، وبحمص : أبا المغيرة ، وأبا اليمان ، وعلي بن عياش ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وبمصر : عمرو بن الربيع بن طارق ، ونعيم بن حمّاد المروزي ، وبالعراق : روح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكير ، وبشر بن الحارث.
روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وجنيد بن حكيم الدقاق ، وأبو القاسم البغوي ، وأبو محمّد بن صاعد ، وابن أبي حاتم ، وأبو عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، والقاسم بن زكريا المطرّز.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن هارون الحربي ، نا أبو المغيرة الحمصي ، نا صفوان بن عمرو ، نا عبد الرّحمن بن جبير ، عن أبي طويل شطب الممدود.
أنه أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا ، وهو في ذلك لم يترك حاجّة ولا داجّة إلّا اقتطعها بيمينه فهل لذلك من توبة؟ قال : «هل أسلمت؟» قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ، وأنك رسوله ، قال : «نعم ، الله أكبر» ، فما زال يكبّر حتى توارى.
قال أبو المغيرة : سمعت مبشر بن عبيد وكان عارفا بالنحو والعربية يقول : الحاجّة الذي يقطع على الحاجّ إذا توجهوا ، والداجّة : الذي (٥) يقطع عليهم إذا رجعوا.
__________________
(١) تحرفت في د إلى : الرفعي.
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٢٩٢ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣١٥ وتاريخ بغداد ٣ / ٣٥٢ والجرح والتعديل ٨ / ١١٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٢٤ وغاية النهاية ٢ / ٢٧٢.
(٣) كذا بالأصل ود ورد لقبه : «الفلاس» ولم أجد في مصادر ترجمته هذا اللقب ، ولعله اشتبه على المصنف ، فالملقب بالفلاس هو محمد بن هارون أبو جعفر المخرمي والملقب أيضا نشيط ، ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٣.
(٤) زيد في د : بن سليلة.
(٥) بالأصل ود : التي.
قال البغوي : وروى هذا الحديث غير محمّد بن هارون عن أبي المغيرة ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمن بن جبير أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم طويلا شطب الممدود. وأحسب أن محمّد ابن هارون صحف فيه ، والصواب ما قال غيره.
قال البغوي هذا فيه نظر ، فقد رواه أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، عن أبي المغيرة ، كما رواه أبو نشيط.
أنبأناه أبو علي الحدّاد ، وحدّثناه أبو مسعود المعدل عنه ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا.
ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشي ـ بأصبهان ـ أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أحمد بن عبد الوهّاب ، نا أبو المغيرة ، نا صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، عن أبي الطويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكر الحديث نحو ما تقدّم تفسير مبشر (١) بن عبيد.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :
محمّد بن هارون أبو جعفر البغداديّ المعروف بأبي نشيط ، روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج ، وروح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكير ، ومحمّد بن يوسف [الفريابي](٣) ، وبشر بن الحارث ، وعلي (٤) بن عيّاش : سمعت منه مع أبي ـ وفي نسخة : سمع منه أبي ببغداد وهو صدوق.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
__________________
(١) تحرفت بالأصل ود هنا إلى : بشر.
(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٧.
(٣) زيادة عن الجرح والتعديل.
(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، والجرح والتعديل.
أبو نشيط محمّد بن هارون البغداديّ سمع منه أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني ، وعمرو بن الربيع بن طارق المصري ، روى عنه أبو العباس الثقفي ، وأبو حامد أحمد بن حمدون بن عبادة ، وأبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، كنّاه لي أبو عبيد محمّد ابن أحمد بن المؤمل الصيرفي.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) :
محمّد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر ، ويعرف بأبي نشيط الربعي ، سمع روح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكر (٢) ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج ، والحكم بن نافع الحمصيين ، وعمرو بن الربيع بن طارق المصري ، ونعيم بن حمّاد المروزي ، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وجنيد بن حكيم ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى ابن محمّد بن صاعد ، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه ببغداد مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد ابن مخلد ، نا محمّد بن هارون أبو جعفر ، وكان حافظا ، فذكر عنه حكاية.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، نا ـ وأبو منصور القزاز (٣) ، أنا ـ أبو بكر الحافظ (٤) ، حدّثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال : محمّد بن هارون الحربي أبو نشيط ثقة ، قال : وأخبرني أبو الفرج الطناجيري ، نا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال محمّد بن مخلد العطّار فيما قرأت عليه ، ومات أبو نشيط محمّد بن هارون في شوّال سنة ثمان وخمسين ومائتين.
ومحمّد بن هارون بن شعيب هذا موضعه [وهو في الجزء الذي يلي هذا الجزء](٥).
٧٠٩٨ ـ محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا
أبو عبد الله العنسيّ الدّاراني (٦)
روى عن : موسى بن أبي عوف ، ومسبح الدّاراني.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٢.
(٢) كذا بالأصل ود ، وتاريخ بغداد ، وتقدم : بكير.
(٣) رسمها وإعجامها مضطربان ، والمثبت عن د.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٣.
(٥) الزيادة عن د.
(٦) ترجمته في تاريخ داريا ص ١١٨.
روى عنه : أبو علي بن شعيب ، وابن مهنا ، وأبو الحسين الرازي ، وهو نسبه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني ، أنا عبد الجبّار بن محمّد الخولاني ، نا محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن العنسيّ الدّاراني ، نا موسى بن محمّد بن أبي عوف ، نا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش ، حدّثني أبي ، عن بكر بن (١) زرعة الخولاني ، عن مسلم بن عبد الله الأزدي قال :
جاء عبد الله بن قرط إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما اسمك؟» قال : شيطان (٢) بن قرط فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بل أنت عبد الله بن قرط» [١١٨٢١].
أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني ، قال : ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق فذكر جماعة ، وممن كتب عنه في قرى دمشق :
أبو عبد الله محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا العنسيّ من أهل داريّا ، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت أنا بخط نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط الرّازي مثله سواء.
٧٠٩٩ ـ محمّد بن هارون بن كثير الشيباني
سمع بدمشق هشام بن عمّار.
روى عنه : أبو بكر بن الجعابي.
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر ، وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، قالوا : أنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة النعالي ، أنا جدي أبو الحسن محمّد بن طلحة بن محمّد بن عثمان ـ قراءة عليه ـ نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر ابن محمّد بن سلم الحافظ ، نا محمّد بن هارون بن كثير الشيباني ، نا هشام بن عمّار ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا سفيان الثوري ، عن عبيد الله بن الوليد ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرّحمن» [١١٨٢٢].
__________________
(١) في د : «بكير» تصحيف ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ١٣٧ ط دار الفكر.
(٢) بالأصل ، «شطان» والمثبت عن د.
٧١٠٠ ـ محمّد بن هارون بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله
ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد الله ـ
ويقال : أبو موسى ـ الأمين بن الرشيد بن المهدي بن المنصور (١)
بويع له بالخلافة بعد أبيه الرشيد بعهد منه.
وحدّث عن أبيه الرشيد.
روى عنه : الحسين بن الضحّاك الخليع الشاعر ، وكان قدم دمشق في خلافة أبيه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الحسن بن أبي طالب ، وباي بن جعفر قال الحسن : نا ـ وقال باي ، أنا ـ أحمد بن محمّد بن عمران ، أنا محمّد بن يحيى ، نا المغيرة بن محمّد المهلبي ، قال : رأيت عند الحسين بن الضحّاك الخليع جماعة من بني هاشم منهم بعض أولاد المتوكل ، فسألوه عن الأمين وأدبه ، فوصف الحسين أدبا كثيرا ، فقيل له : فالفقه؟ فإن المأمون كان فقيها ، فقال : ما سمعت فقها ولا حديثا إلّا مرّة واحدة ، فإنه نعي إليه غلام له بمكة فقال : حدّثني أبي عن أبيه عن المنصور عن أبيه ، عن علي بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «من مات محرما حشر ملبيا».
ذكر أبو الحسين الرّازي فيما نقلته من خطّه قال : قال إسحاق ـ يعني ـ ابن سليمان الهاشمي وفي سنة تسع وثمانين ومائة قدم محمّد الأمين محمّد بن زبيدة من دمشق إلى مدينة السلام ، وكان قد وجهه أبوه هارون الرشيد إلى دمشق في إشخاص سليمان بن المنصور.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد [الله](٣) بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفيها ـ يعني ـ سنة سبعين ومائة ولد محمّد بن هارون يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شوّال.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، وأبو منصور بن زريق ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) :
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٦ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٤ وتاريخ الطبري (الفهارس) ، ومروج الذهب (الفهارس) والبداية والنهاية بتحقيقنا (الفهارس) ، والكامل في التاريخ (الفهارس) ، وتاريخ الخلفاء ص ٣٥٥ والوافي بالوفيات ٥ / ١٣٥ والعبر ١ / ٣٢٥ وشذرات الذهب ١ / ٣٥٠.
(٢) تاريخ بغداد للخطيب ٣ / ٣٣٨.
(٣) زيادة لازمة عن د.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧.
محمّد أمير المؤمنين الأمين بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد الله المنصور ابن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، يكنى أبا عبد الله ، ويقال : أبو موسى ، ولد برصافة (١) بغداد.
كما أخبرناه الحسن بن أبي طالب ، نا أحمد بن محمّد بن عمران (٢) ، أنا محمّد بن يحيى الصولي قال : ولد الأمين بالرّصافة سنة إحدى وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٣) :
بويع محمّد المخلوع بن أمير المؤمنين ابن أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين ، وقام ببيعته الفضل بن الربيع ، وقدم (٤) ببيعته رجاء الخادم ، وولد محمّد ببغداد سنة سبعين ومائة ، وقتل ببغداد في المحرم سنة ثمان وتسعين (٥) وهو ابن ثمان وعشرين سنة ، وكانت ولايته إلى أن قتل أربع سنين وأشهرا (٦).
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار قال : قال أبو حفص الفلاس : وبايع ـ يعني ـ الرشيد لابنيه محمّد وأمّه زبيدة ، وعبد الله وهو المأمون ثم القاسم ، فملك محمّد أربع سنين وسبعة أشهر وعشرين ليلة ثم قتله طاهر ببغداد ليلة الأحد لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، نا عثمان ، نا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : واستخلف محمّد بن هارون سنة ثلاث وتسعين في ربيع الآخر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن جنيقا ، نا
__________________
(١) رصافة بغداد : راجع معجم البلدان رصافة : بضم أوله ، في مواضع كثيرة منها رصافة بغداد ، وهي بالجانب الشرقي.
(٢) بالأصل ود : عثمان ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٦٠ و ٤٦٨.
(٤) بالأصل : «وقام» والمثبت عن د.
(٥) بالأصل : «سبعين» تحريف ، والمثبت عن د ، وتاريخ خليفة.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي تاريخ خليفة : وثمانية أشهر.
إسماعيل بن علي الخطبي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي قال : استخلف محمّد ابن هارون سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن (١) بن قبيس ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، قالوا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ (٣) ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن بن علي.
قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عباس بن هشام ، عن أبيه قال : ولد محمّد بن هارون في شوال سنة سبعين ومائة ، وأتته الخلافة بمدينة السلام لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وقتل ليلة الأحد لخمس بقيت من المحرم ، قتله قريش الدنداني (٤) وحمل رأسه إلى طاهر بن الحسين فنصبه على رمح ، وتلا هذه الآية (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ)(٥) وكانت ولايته أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام. وأمه [زبيدة] أم جعفر بنت جعفر بن أبي المنصور. وكان طويلا سمينا أبيض ، ويكنى أبا عبد الله.
لفظهم قريب. زاد ابن السمرقندي : وقال غير العباس : قدم عليه ببيعته رجا الخادم يوم الجمعة ، وبويع له يومئذ بيعة العامة بعد أن صلّى الجمعة ، وخلع محمد بن هارون نفسه عشية الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وتسعين ومائة حين وثب به الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان ، وبويع المأمون يومئذ ، وقام ببيعته إسحاق بن عيسى.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق ، نا إسماعيل بن علي الخطبي ، نا البربري ، عن ابن أبي السري قال :
استخلف أبو موسى محمّد بن هارون الرشيد ـ كذا قال ابن أبي السري : أبو موسى ،
__________________
(١) تحرفت بالأصل ود إلى : الحسين.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧.
(٣) في تاريخ بغداد : المنقري.
(٤) تقرأ بالأصل : «الديراني» واللفظة غير واضحة في د ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وانظر ما كتبه مصححه بالهامش.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ٢٦.
وقال غيره : أبو عبد الله ـ أتته الخلافة وهو بمدينة السّلام يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (١).
قال : وأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال : الأمين ، محمّد بن الرشيد وكنيته أبو موسى ، ولد ببغداد بالرصافة ، قال ابن البراء : استخلف ثم خلع بعد ثلاث سنين وخمسة وعشرين (٢) يوما ، فمكث مخلوعا محبوسا إلى أن قتله طاهر بن الحسين بن مصعب ببغداد لستّ بقيت من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة ، وكان عمره ثلاث وثلاثين (٣) سنة.
أخبرنا أبو القاسم ، وأبو الحسن قالا : نا ـ وأبو منصور ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا : أنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان قال : واستخلف محمّد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائتين في شهر ربيع الآخر.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ.
قالا : وأنا أبو تمام علي بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو بكر بن بيرى ـ قراءة : أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة. قال : وأنا الحسن بن أبي الحسن قال :
ولي محمّد بن هارون يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وقتل ليلة الأحد لست خلون من المحرم ـ أو خمس ـ سنة ثمان وتسعين ومائة ، وكانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر وخمسة أيام ، وقتل وهو ابن ثمان وعشرين سنة إلّا شهرا.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧.
(٢) بالأصل : «خمسة عشر» والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٣) كذا بالأصل ود ، وتاريخ بغداد ، وكتب مصححه بالهامش : هذا غلط فإنه على حساب سنة قتله يكون سنه ٢٧ سنة.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلمي ، أنا نعمة بن محمّد بن [المرندي](١) ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول :
ثم ولي محمّد بن هارون وقتل بغرة المحرم سنة ثمان وتسعين ، وكانت ولايته أربع سنين وسبعة أشهر.
أخبرنا أبو القاسم الحسين ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢).
ح وأنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.
ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد المحاملي.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.
قالوا : أنا الحسن بن أبي بكر.
ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا طراد بن محمّد ، وأبو محمّد التيمي ، قالا : أنا أبو بكر بن وصيف.
قالا : أنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي ، نا محمّد ابن يزيد قال : واستخلف محمّد بن هارون المخلوع ـ قال أبو بكر السدوسي : وهو الأمين ـ في جمادى الآخرة يوم الجمعة ولم يقلها الخطيب ، وقالوا : لثلاث عشرة بقيت منه سنة ثلاث وتسعين ومائة. وقتل في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة. فكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة وعشرين يوما. وقتل وله ثمان وعشرون سنة ، وأمه أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر. قال أبو بكر السدوسي : وكنيته أبو عبد الله.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن العلوي ، وأبو الحسن المالكي قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) : أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أنا
__________________
(١) سقطت من الأصل ، وفي د : نعمة الله بن محمد.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.
(٣) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٨.
إسماعيل بن سعيد المعدل ، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي نا أبو العيناء محمّد بن القاسم ، أخبرني محمّد بن عبيد الله السهيلي قال :
لما أتت الخلافة محمّد بن هارون خطب ببغداد فقال : أيها الناس إنّ المنون تراصد ذوي الأنفاس حتما من الله ، لا يدفع حلولها ، ولا ينكر نزولها ، فاسترجعوا قلوبكم عن الجزع على الماضي ، إلى البهج للباقي ، تعطوا أجور الصابرين وجزاء الشاكرين.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي المقرئ الإسفرايني ، أنا أبو عمرو الصفّار ، نا أبو عوانة قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم ابن هانئ يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول :
لمّا أن دخل إسماعيل بن عليّة على محمّد بن زبيدة أمير المؤمنين ، فلمّا بصره قال له : يا ابن الفاعلة ، أنت الذي تقول : كلام الله مخلوق ، قال : فوقف إسماعيل وجعل ينادي : يا أمير المؤمنين ، زلّة من عالم ؛ قال أبو عبد الله : إنّي لأرجو أن يرحم الله محمّدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن (١).
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ـ إذنا ومناولة ـ وقرأ علي إسناده ، أنا محمّد ابن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني عون بن محمّد الكندي ، نا إبراهيم بن إسماعيل ، أبو أحمد بن (٣) إبراهيم قال :
ركب الرشيد يوما بكرا فنظر إلى محمّد الأمين يميل في سرجه ، فقال : ما أصارك إلى هذا يا محمّد؟ قال : أصارني إليه البارحة :
علّلاني بعاتقات الكروم |
|
واسقياني بكأس أم حكيم (٤) |
قال : فانصرف يا محمّد ، فلما رجع الرشيد وجّه إليه بخادم معه كأس أم حكيم وكان كأسا كبيرا فرعونيا قد جعل فيه طوق ذهب ومقبض من ذهب ، فإذا هو مملوء دنانير وقال له :
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٦١ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٩.
(٢) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٥١٦ وما بعدها.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي الجليس الصالح : أبو أحمد إبراهيم.
(٤) هي أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، من جميلات قريش ، وكانت أم حكيم مدمنة على الشراب ، وكان لها كأس خاص تشرب فيه. راجع الأغاني ١٦ / ٢٧٤ والبيت من أبيات للوليد بن يزيد قالها في كأس أم حكيم الأغاني ١٦ / ٢٧٨.
يقول لك أمير المؤمنين : بعثت إليك بالذي أسهرك لتشرب فيه ، وتنتفع بما يصل معه ، قال : فأعطى الخادم قبضة من الدنانير وفرّق نصف ما فيه على جلسائه ، وأعطى النصف خازنه ، وشرب في القدح ثلاثة (١) أرطال ، رطلا بعد رطل ، وردّه ، فكان مبلغ الدنانير عشرة آلاف دينار (٢).
قال القاضي (٣) : ما في هذا الخبر أن الأمين قال : بكرا أصارني البارحة ، وهذا كلام مستفيض في العامة ، إطلاقهم إيّاه في خطابهم وفيما يرووه عن (٤) غيرهم.
[قال :] فأما أهل العلم بالعربية فيذهبون إلى أنه يقال في أوّل النهار إلى زوال الشمس لليلة الماضية كان كذا وكذا الليلة ، فإذا زالت الشمس قالوا حينئذ : البارحة ، وفي هذا الخبر ذكر الكأس وقد ذهب قوم إلى أنها اسم للخمر ، واسم للإناء. وقال الله تعالى : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(٥) ، وقيل : إنها في قراءة عبد الله : صفراء ، وقال الفراء : الكأس : للإناء بما فيه ، فإذا أخذ ما فيه فليس بكأس ، كما أن المهدي الطبق الذي عليه الهدية ، فإذا أخذ ما عليه وبقي فارغا رجع إلى اسمه ، إن كان طبقا أو خوانا أو غير ذلك ، وقال بعض أهل التأويل : الكأس الخمر ، قال الله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً)(٦) وقال جل ذكره : (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً)(٧).
وأنشد أبو عبيدة :
وما زالت الكأس تغتالنا |
|
وتذهب بالأول الأوّل (٨) |
وقال الأعشى (٩) :
وكأس شربت على لذّة |
|
وأخرى تداويت منها بها |
__________________
(١) بالأصل ود : ثلاث ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) الخبر ورد في الأغاني ١٦ / ٢٨٠ وفيها أن صاحب القصة هو محمد بن الجنيد الختلي ، وكان محمد أحد أصحاب الرشيد ، ومن يقدم دابته ، وكان قد شرب ليلة ... حتى السحر.
(٣) يعني القاضي المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي راجع ٢ / ٥١٧.
(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٥) سورة الصافات ، الآيات ٤٥ و ٤٦.
(٦) سورة الإنسان ، الآية : ٥.
(٧) سورة الإنسان ، الآية : ١٧.
(٨) البيت في تاج العروس (مادة : غول) بدون نسبة ، ونسبه محقق الجليس الصالح لأبي محمد التيمي عبد الله بن أيوب.
(٩) ديوانه ص ٢٤.
وقال الآخر (١) :
من لم يمت عبطة يمت |
|
هرما للموت كأس فالمرء ذائقها |
العبطة : أن يموت الرجل من غير علّة ، ومن هذا قولهم : دم عبيط ، إذا كان طريا قد خرج من دم صحيح (٢).
وقال أبو حاتم السجستاني : لا يقال للموت كأس.
قال القاضي : وهذا خطأ منه ، قد يضاف الكأس إلى المنية ، وقد توصف المنية بأنها كأس ، كما توصف بأنها رحى ، وتضاف إليها الرحى ، فيقال : المنية رحى دائرة على الخلق ، وللمنية على الناس رحى دائرة ، والموت كأس مرة ، والموت كأس كريهة ، ويقال : شرب فلان كأس المنية ، فيضاف الكأس إليها ، قال مهلهل :
ما أرجّي بالعيش بعد ندامي |
|
قد أراهم سقوا بكأس حلاق |
أي بكأس المنية ، لأنّ حلاق من أسماء المنية بمنزلة حذام وقطام.
ورواه بكأس خلاق بالخاء ، فقال : يعني بكأس تصيبهم من الموت ، وهذا أكثر وأشهر من أن يخيل على عالم بالعربية ، وأعجب بذهابه على أبي حاتم مع سعة معرفته ، ولكنه بشر وأني إنسان يحيط بالعلم كله ولا يخفى عليه شيء من جليّه ، فضلا عن غامضه وخفيّه (٣).
وقد قال الشاعر في هذا المعنى :
إن القرون التي عن حظّها غفلت |
|
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها |
وقال السجستاني في البيت الذي فيه الموت : إنما هو الموت كأس ، قال : وقطع ألف الوصل لأنها في مبتدأ النصف الثاني ، وهذا يحتمل.
وقال : أنشدناه الأصمعي لبعض الخوارج ، وقال : ليس لأمية بن أبي الصلت ، وقال القاضي : وقد روت الرواة هذا الشعر لأمية بن أبي الصلت ، وأما المعنى الذي ذكره السجستاني من تجويز قطع ألف الوصل ، فقد جاء في الشعر كثيرا كقول الشاعر :
__________________
(١) البيت في تاج العروس بتحقيقنا (عبط) منسوبا لأمية بن أبي الصلت وهو في ديوانه ص ٤٢.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي الجليس الصالح : جسم صحيح.
(٣) بالأصل : «ودقه» وفي د : «ودقته» والمثبت عن الجليس الصالح الكافي.