أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
٧٠٦٠ ـ محمّد بن نصر ، هو محمّد بن عبد الله أبي نصر بن محمّد
تقدم ذكره.
٧٠٦١ ـ محمّد بن نصر بن صغير بن خالد أبو عبد الله القيسرانيّ (١)
شاعر مكثر ، له ديوان كبير حسن.
سكن دمشق مدة وامتدح بها جماعة ، وتولى إدارة الساعات التي على باب الجامع (٢) ، وكان يسكن فيها مدة ، ثم تفكر له شمس الملوك ابن تاج الملوك والي دمشق ، فخرج عن دمشق ، وسكن حلب مدة ، وتولّى بها خزانة الكتب ، ثم رجع في آخر عمره إلى دمشق وبها مات ، وكان قرأ الأدب بها (٣) أبو سعد (٤) بن السمعاني ، أنشدنا أبو عبد الله القيسرانيّ لنفسه بدير الحافر ، ثم أنشد بها أبو عبد الله القيسرانيّ بدمشق لنفسه :
من لقلب يألف الفكر |
|
أو لعين ما تذوق كرى |
ولصب بالغرام قضى |
|
ما قضى من وصلكم وطرا |
ويح قلبي من هوى قمر |
|
أنكرت عيني له القمرا |
حالفت أجفانه سنة |
|
قتلت عشاقه سهرا |
يا خليلي أغدرا دنفا يص |
|
طفى في الحب من غدرا |
وذراني من ملامكما |
|
إن لي في سلوتي بطرا |
وهذه الأبيات ما عندي من سماع من شعره ، وقد سمعته مرة ينشد أخي رحمهالله قصيدة نونية طويلة لم تقع إليّ.
وما قرأت من شعره بخطه مما كتبه إلى أخي أبو الحسين :
أشبا سيوف الهند أم عيناك |
|
وجنى جني الورد أم خداك |
يا ربة المغنى الذي غادرته |
|
قفرا وصيرت الحشا مغناك |
جودي بمأمول النوال فإنني |
|
أصبحت مفتقرا إلى جدواك |
__________________
(١) ترجمته في الأنساب ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٣٢٢ ومعجم الأدباء ١٩ / ٦٤ وفيات الأعيان ٤ / ٤٥٨ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٣ والوافي بالوفيات ٥ / ١١٢ والعبر ٤ / ١٣٣ وشذرات الذهب ٤ / ١٥٠.
(٢) يعني جامع دمشق الكبير (الجامع الأموي).
(٣) بياض بالأصل ود ، وفي آخر البياض فيها كتب : «بن محمد ، أنشدني».
(٤) بالأصل : «سعيد» تصحيف ، والمثبت عن د.
وأراك يغشاني خيالك في الكرى |
|
أترى خيالي في الكرى يغشاك |
حجبوك أم حجبوا الحياة فإنني |
|
[ميت](١) أرى حيّا غداة أراك |
ولقد رميت فما أصابت أسهمي |
|
ورميتني فأصابني سهماك (٢) |
وعلقت في أشراككم فاصطدتني |
|
وتعطلت عن صيدكم أشراكي |
وأغرت جسمي من جفونك سقمها |
|
فتحكمت في مهجتي عيناك |
ولقد مللت قياد قلبي طائعا |
|
وفتكت فيه بلحظك الفتاك |
إني أحلّا عن موارد لم تزل |
|
مبذولة السقيا لعود أراك |
حوت الدلال إذا يحضر لذاتها |
|
مرسى (٣) الطعام يحط بالمسواك |
ريب الوصال على قتيل صبابة |
|
ما كان يسلم نفسه لولاك |
سيعود منك إذا تراكبت المنى |
|
بأبي الحسين لعله يكفاك |
يعني تخبر المستجير إذا عوى |
|
إذ كان لا يحمى اللهيف حماك |
يلقى المعبس من صروف زمانه |
|
بطلاقة المتهلل الضحاك |
يتصرف العافون في أمواله |
|
قبل السؤال تصرف الملاك |
أمسكت عن مديحه (٤) حتى أنني |
|
أيقنت أن سيضرني أمساك |
ومدحته مستدركا ولربما |
|
عفا على تقصيري استدراك |
قد كنت يا ابن الأكرمين ملكتني |
|
فعساك تسمح منعما بفكاك |
رويت عليك شواهد من مدرك |
|
للمجد قبل شواهد الإدراك |
بشرت بالمجد التليد ملكته |
|
في الناس قبل بشارة الأملاك |
تقديم علمك بالإله تيقنا |
|
من حيث كان تأخر النساك |
في المذهب للأمم الذي لا ينتمي |
|
فيه بمعتقد إلى الإشراك |
..... (٥) يفرق من كل مصدق |
|
بر وكل مشبه أفاك |
حزت الهدى واستشعروا بضلالة |
|
فتنبهوا في صحصح دكداك |
وعلو همتك التي لم يقتنع |
|
حتى علت بك سابع الأفلاك |
__________________
(١) زيادة عن د ، لتقويم الوزن.
(٢) بالأصل : «سهاميك» والمثبت عن د.
(٣) كذا رسمها بالأصل ود.
(٤) بالأصل : «مدحيه» والمثبت عن د.
(٥) رسمها بالأصل ود : «سسر».
أموالك الحل وسائلك الغنى |
|
قد صرحا بعداوة ومحاك |
وكلاهما ملك لديك فخذ له |
|
لسلامة ولهذه بهلاك |
خذها سبيكة بمسجد سمحت بها |
|
أفكار صواغ لها سباك |
كالوشي إلّا أنها قد نزهت |
|
في نسجها عن شيمة الحواك |
كالروض أصبح ضاحكا مما امترى |
|
جنح الأصيل له السحاب الباك |
نظر الكواكب حتى ينشد نظمها |
|
شعري سرت ملوه بسماك |
سألت أبا عبد الله محمّد بن نصر عن مولده فقال : في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعكا ، ونشأت بقيسارية (١) ، ولما قدم القيسرانيّ دمشق آخر قدمة نزل بمسجد الوزير ظاهر البلد ، وأخذ لنفسه طالعا واختار برجا نائيا وكان يحسن التنجيم ، فلم ينفعه تنجيمه ولم يدفع عنه اختياره ، ولم تطل مدته بعد قدومه ، وكان قد أنشد والي دمشق قصيدة مدحه بها يوم الجمعة ، وكان أنشده إياها وهو محموم ، فلم تأت عليه الجمعة الأخرى وكنت قد وجدت أخي أبا الحسين رحمهالله قاصدا لعيادته فاستصحبني معه ، فقلت لأخي في الطريق : إني أظن القيسرانيّ سيلحق ابن منير (٢) كما لحق جرير الفرزدق بعد يسير ، فكان كما ظننت ، فلما دخلنا عليه وجدناه جالسا على فراشه ، فسألناه عن حاله ، فذكر أنه قد تناول مسهلا خفيفا ، ولم ير من حاله ما يدل على الموت ، فبلغنا [بعد](٣) ذلك أن الدواء عمل له عملا كبيرا ، فمات ليلة الأربعاء ، ودفن يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بباب الفراديس.
آخر الجزء الثاني والأربعين بعد الستمائة.
٧٠٦٢ ـ محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن
أبو جعفر الهمداني ، يعرف بمموّس العطّار (٤)
سمع بدمشق وغيرها : هشام بن عمّار ، ودحيما ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن
__________________
(١) قيسارية : بلد على ساحل البحر ، تعد من أعمال فلسطين ، بينها وبين طبرية ثلاثة أيام (راجع معجم البلدان).
(٢) هو أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي ، الشاعر ، مات سنة ٥٤٨ بحلب. راجع ترجمته في وفيات الأعيان ١ / ١٥٦.
(٣) زيادة عن د.
(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ، وسماه أبوه : «موسى» ٣ / ٢٤٤.
ذكوان ، والمسيّب بن واضح ، ومحمّد بن مصفى ، ومحمّد بن حفص الأوصابي الحمصيين ، ومحمّد بن رمح ، وحرملة بن يحيى التّجيبي ، وعبد السّلام بن عاصم الداري ، وعبد الحميد ابن عاصم (١) الجرجاني ، ومحمّد بن يحيى بن الضريس العبدي ، وهاشم بن الوليد الهروي ، ومحمّد بن عبد [الرحمن بن سهم الأنطاكى ، وعبد الله](٢) بن محمّد بن إسحاق الدربي ، وعبد الله بن عمران العابدي.
روى عنه : أبو علي الحسين بن علي بن الحسين ـ قاضي خانقين ـ وسليمان بن أحمد الطبراني ، وأبو بكر بن أبي داود ـ وهو من أقرانه ـ وأبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البسطامي البزّاز (٣) ، أنا الرئيس أبو سعد عبد الرّحمن ابن منصور بن رامش ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية ـ إملاء ـ نا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن الفضل القاضي بخانقين ، حدّثني محمّد بن نصر الهمداني ، نا عبد الله بن ذكوان ، نا عراك بن خالد ، نا عثمان (٤) بن عطاء (٥) ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :
لما عزّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بابنته رقيّة امرأة عثمان بن عفّان قال : «الحمد لله ، دفن البنات من المكرمات» [١١٧٨٩].
رواه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان عن أبيه عن عراك عن عثمان بغير شكّ.
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أحمد بن عبد الله بن ذكوان الدمشقي ـ بدمشق ـ نا أبي عبد الله بن ذكوان ، حدّثني عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي (٦) ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن العباس قال : لما عزّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذكر مثله سواء.
__________________
(١) في د : هشام.
(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن د.
(٣) بالأصل ود : «البراز» والمثبت عن مشيخة ابن عساكر ١٧٣ / أ.
(٤) كذا بالأصل «عمر» ، وفي د ؛ «عثمان» وهو ما أثبتناه. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٤٤٧.
(٥) زيد في د بعدها : أراه عن أبيه عطاء.
(٦) في د : المزني.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا محمّد ابن نصر القطّان الهمداني ، نا هشام بن عمّار ، نا سعد بن يحيى اللخمي ، نا محمّد بن إسحاق عن الزهري ، عن أيوب بن بشير بن أكال قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صبوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى ، حتى أخرج إلى الناس وأعهد إليهم» ، قال : فخرج عاصبا رأسه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه قال : «إنّ عبدا من عباد الله خيّر بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله» فلم يلقنها إلّا أبو بكر فبكى ، وقال : نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «على رسلك ، أفضل الناس عندي في الصحبة ، وذات اليد ابن أبي قحافة انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدّوها إلّا ما كان من باب أبي بكر ، فإني رأيت عليه نورا» [١١٧٩٠].
قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلّا محمّد بن إسحاق ، تفرد به سعيد بن يحيى ، ولا روي عن معاوية إلّا بهذا الإسناد ، وهذا القول من الطبراني شنيع ووهمه فيه عند أهل العلم فظيع فإنّ معاوية لم يرو هذا الحديث ، وإنّما رواه الزهري عن أيوب بن النعمان أحد بني معاوية مرسلا ، فظن أحد بني معاوية : «حدثني معاوية» ، فغيّر حدّثني بسمعت ، ونسب معاوية إلى أبي سفيان.
وقد أخبرنا على الصواب أبو محمّد السّيّدي ، وأبو القاسم تميم بن أبي [سعيد ، قالا : أنا أبو](١) سعد الأديب ، أنا أبو أحمد الحاكم ، أنا محمّد بن مروان البزاز بدمشق ، نا هشام بن عمّار ، نا سعيد بن يحيى ، نا ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكال الأنصاري أحد (٢) بني معاوية قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«صبوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى ، حتى أخرج إلى الناس وأعهد إليهم» ، فخرج إليهم عاصبا رأسه حتى ركب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر قتلى أحد فصلى عليهم ، فأكثر الصلاة ، ثم قال : «يا معاشر المهاجرين إنكم قد أصبحتم تزيدون ، وإنّ الأنصار على حالها لا تزيد ، إنّهم وإنهم عيبتي التي أويت (٣) إليها ، فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم» ، ثم قال : «إنّ عبدا من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله» ، فلم يلقنها إلّا أبو بكر فبكى ، ثم قال : نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا ، فقال : «على رسلك يا أبا
__________________
(١) زيادة لتقويم السند عن د.
(٢) في د : «حدثني معاوية» بدلا من «أحد بني معاوية».
(٣) بالأصل : «أودت» تصحيف ، والمثبت عن د.
بكر ، إنّ أفضل الناس عندي في الصحبة وفي ذات اليد لابن أبي قحافة ، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدّوها إلّا ما كان من باب أبي بكر ، فإنّ عليه نورا» [١١٧٩١].
وقول الطبراني : لم يروه عن ابن إسحاق إلّا سعيد وهم آخر ، فقد رواه غيره ، وذلك فيما :
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الصوفي [نا](١) محمّد بن يحيى الذهلي ، نا أحمد بن خالد الدهني ، نا محمّد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكال الأنصاري أحد بني معاوية ، فذكر مثله.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ أبو منصور ابن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، نا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني ، نا سليمان ابن أحمد الطبراني ، نا محمّد بن موسى القطان الهمذاني (٣) ببغداد ، نا محمّد بن حفص الأوصابي الحمصي ، فذكر حديثا.
قال الخطيب : هكذا سمّى الطبراني هذا الشيخ ونسبه ، وأمّا أهل همذان فذكروا أن مموّس (٤) هو محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن ، ويكنى أبا جعفر ، حدّث عن هشام بن عمّار ، ودحيم ، والمسيّب بن واضح ، ومحمّد بن مصفى ، ومحمّد بن رمح المصري وغيرهم ، وهو عندهم صدوق ، وليس يبعد أن يكونا اثنين لقب كل واحد منهما مموس (٥) ، والله أعلم.
وقد تقدمت للطبراني عنه رواية ، سمّاه محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو محمّد بن صابر ، وأبو يعلى بن أبي حبيش ، قالوا : أنا سهل بن بشر ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمّد الهمداني بمصر ، قال : سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي يقول :
محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن أبو جعفر ، ويعرف بمموس القطان ، روى عن هشام بن عمّار ، والمسيّب بن واضح ، ودحيم ، ومحمّد بن مصفّى ، ومحمّد بن رمح ، وغيرهم ، حدّثنا عنه مشايخنا.
__________________
(١) زيادة لازمة لتقويم السند عن د.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.
(٣) في تاريخ بغداد : الهمذاني.
(٤) بالأصل ود : مهوس ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٥) انظر الحاشية السابقة.
٧٠٦٣ ـ محمّد بن نصر بن منصور أبو سعد القاضي الهروي
قدم دمشق في سنة (١) وأربعمائة ، ووعظ بها ، ثم توجه إلى العراق ، وتولى قضاء الشام ، وعاد إلى دمشق قاضيا ، فأقام بها مدة ، ثم رجع إلى العراق ، وولي القضاء في مدن كثيرة من بلاد العجم ، وكان من قرية من قرى هراة يعلّم الصبيان في مبتدأ أمره إلى أن بلغ ما بلغ ، وكان أديبا.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييل تاريخ نيسابور قال (٢) :
محمّد بن نصر بن منصور القاضي أبو سعد (٣) الهروي رجل من الرجال ، داه من الدهاة ، كان في ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مكتسبا بالوراقة وتوجيه الوقت ، في ضيق من المعيشة ، وكان ذا حظ في العربية ومعرفة (٤) من الأصول وخط حسن ، سخي النفس ، بذولا لما تحويه ، قتل شهيدا مع ابنه في الجامع بهمذان في شعبان سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، وبلغنا من وجه آخر أن أبا سعد الهروي قتلته الباطنية في رجب منها.
٧٠٦٤ ـ محمّد بن نصر أبو عبد الله المروزيّ الفقيه (٥)
أحد الأئمة المشهورين والمصنفين المذكورين.
سمع بدمشق وغيرها هشام بن عمّار ، وهشام بن خالد ، والمسيّب بن واضح ، وبمصر : أحمد بن سعيد ، ويونس بن عبد الأعلى ، وابن أخي ابن وهب ، والربيع بن سليمان ، ومحمّد ابن عبد الله بن عبد الحكم ، وبالعراق : شيبان بن فروخ ، وعبد الواحد بن غياث ، وأبا الربيع الزهراني ، ومحمّد بن عبيد بن ربيع بن حساب ، وعبد الأعلى بن حمّاد ، وعباس بن الوليد النرسيين ، وقطن بن نسير (٦) ، وعبيد الله بن معاذ ، وهدبة بن خالد ، وأبا كامل فضيل بن حسين ، وهنّاد بن السري ، وابن النمير ، وأبا كريب ، وسعيد بن عمرو ، وبالحجاز : إبراهيم ابن المنذر ، وأبا مصعب الزهري ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر ، ويعقوب بن حميد ، وعبد
__________________
(١) بياض بالأصل ود.
(٢) المنتخب من السياق للفارسي ص ٧٦ رقم ١٦٨.
(٣) في المنتخب من السياق : أبو سعيد.
(٤) كلمة غير واضحة بالأصل ود.
(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٣١٢ وتاريخ بغداد ٣ / ٣١٥ والوافي بالوفيات ٥ / ١١١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٠ والعبر للذهبي ٢ / ١٠٥ وشذرات الذهب ٢ / ٢١٦.
(٦) تقرأ بالأصل : شبير ، والمثبت عن د ، وضبطت عن تقريب التهذيب.
الجبار بن العلاء ، وبخراسان : يحيى بن إسحاق ، وإسحاق بن راهوية ، وعلي بن بحر ، وأبا خالد يزيد بن صالح الفراء ، وعمرو بن زرارة ، وصدقة بن الفضل ، ومخلد بن مالك الحبال الرازي نزيل نيسابور ، وبالري : محمّد بن مروان (١) ، ومحمّد بن حميد ، ومحمّد بن مقاتل ، وموسى بن نصر الرازيين ، وغيرهم.
روى عنه : أبو بكر محمّد بن النصر بن سلمة الجارودي ، وأبو العباس السراج ، ومحمّد بن المنذر ، شكّر الهروي ، وأبو (٢) العباس الدغولي ، وأبو عبد الرّحمن المحمودي ، وعبد الله بن شيرويه ، وأبو حامد بن الشرقي ، وأبو عبد الله محمّد بن يعقوب بن يوسف بن [أخرم](٣) ، وأبو علي محمّد بن عبد الوهّاب الثقفي ، وأبو النّضر محمّد بن (٤) يوسف الطوسي الفقيه ، وأبو يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي ، وجنيد بن خلف أبو يحيى السمرقندي.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي ، أنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الجوزقي ، أنا أبو العباس الدغولي ، وأبو عبد الله محمّد بن يعقوب بن يوسف ، قالا : نا محمّد بن [نصر أبو](٥) عبد الله المروزي الفقيه ، نا عبد الأعلى ابن حمّاد ، نا وهيب ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأول رجل ذكر» [١١٧٩٢].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ وأبو منصور ابن رزيق ، أنا ـ أبو بكر (٦) ، [قال : قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال : سمعت](٧) أبا يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي يقول : سمعت أبا العباس محمّد بن عثمان بن سليم (٨) بن أسامة (٩) السمرقندي
__________________
(١) في د : محمد بن مهران.
(٢) بالأصل ود : وأبي.
(٣) بياض بالأصل ، والمثبت عن د.
(٤) كذا ، وفي د : «محمد بن محمد بن يوسف» كما في ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٩٠.
(٥) الزيادة استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.
(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٦.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، وتاريخ بغداد.
(٨) كذا بالأصل وفي د ، وتاريخ بغداد : سلم.
(٩) كذا بالأصل ود ، وفي تاريخ بغداد : سلامة.
يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ يقول : ولدت سنة اثنين ومائتين ، وتوفي الشافعي سنة أربع ومائتين ، وأنا ابن سنتين ، وكان أبي مروزيا ، وولدت أنا ببغداد ، ونشأت بنيسابور ، وأنا اليوم بسمرقند ، ولا أدري ما يقضي الله فيّ.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي عن أبيه قال : قال لنا ابن يونس : محمّد بن نصر المروزيّ يكنى أبا عبد الله ، قدم مصر ، وكتب بها ، وكتب عنه ، وخرج عنها.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :
محمّد بن نصر الإمام أبو عبد الله المروزيّ الفقيه العابد ، إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن المالكي ، وأبو منصور بن زريق (١) ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) :
محمّد بن نصر أبو عبد الله المروزيّ الفقيه ، صاحب التصانيف الكثيرة ، والكتب الجمّة (٣) ، ولد ببغداد ونشأ بنيسابور ، ورحل إلى سائر الأمصار في طلب العلم ، واستوطن سمرقند ، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام ، وحدّث عن عبدان بن عثمان ، وصدقة بن الفضل المروز [يين ، ويحيى بن يحيى](٤) ، يحيى النيسابوري (٥) ، وإسحاق ابن راهوية ، وأبي قدامة السرخسي ، وهدبة بن خالد ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وأبي كامل الجحدري ، ومحمّد بن بشار بندار ، وأبي موسى الزمن ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وغيرهم من أهل خراسان ، والعراق ، والحجاز ، والشام ، ومصر ، روى عنه [ابنه](٦) إسماعيل ، وأبو علي عبد الله بن
__________________
(١) تحرفت بالأصل ود إلى : رزيق.
(٢) تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب ٣ / ٣١٥ ـ ٣١٦.
(٣) بالأصل : الحميدة ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٤) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن د وتاريخ بغداد.
(٥) بالأصل : «بنيسابور» والمثبت عن د وتاريخ بغداد.
(٦) سقطت من الأصل ود ، زيدت عن تاريخ بغداد.
محمّد بن علي البلخي ، [ومحمد](١) بن إسحاق الرشادي السمرقندي ، وعثمان بن جعفر بن اللبان ، ومحمّد بن يعقوب بن الأخرم النيسابوري وغيرهم.
أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو إسحاق الشيرازي في كتاب طبقات الفقهاء من الشافعيين قال : ومنهم :
أبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ ، ولد ببغداد ، ونشأ بنيسابور ، واستوطن سمرقند ، وولد في سنة اثنتين ومائتين ، ومات سنة أربع وتسعين ومائتين ، وصنّف محمّد هذا كتبا ضمّنها الآثار والفقه ، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام ، وصنّف كتابا فيما خالف أبو حنيفة عليا ، وعبد الله ، وقال أبو بكر الصيرفي : لو لم يصنّف إلّا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس ، فكيف وقد صنّف كتبا سواه.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه فيما بلغني عنه أنه قيل ألّا تنظر إلى تمكن أبي علي الثقفي من عقله فقال : ذلك عقل الصحابة والتابعين من أهل مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قيل : وكيف ذاك؟ قال : إنّ مالك بن أنس كان أعقل أهل زمانه ، وكان يقال : إنه قد صار إليه عقول من جالسهم من التابعين ، فجالسه يحيى بن يحيى فأخذ من عقله وسمته (٣) حتى لم يكن بخراسان في وقته في عقله وسمته ، فكان يقال : هذا سمت مالك بن أنس وعقله ، ثم جالس محمّد بن نصر يحيى ابن يحيى سنين حتى أخذ من سمته وعقله ، فلم ير بعد يحيى بن يحيى من فقهاء خراسان أعقل منه ، ثم إن أبا علي جالس محمّد (٤) بن نصر أربع سنين فلم يكن بعده أعقل منه.
أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد الصوفي ، أنا أبو شجاع محمّد بن سعدان الصوفي بشيراز ، أنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي ، أنا أبو الحسن علي الديلمي ، أخبرني عبد الرحيم ـ يعني ـ الاصطخري قال : سمعت الشيخ ـ يعني ـ أبا عبد الله بن خفيف يقول :
كنت أسمع كتاب تعظيم قدر الصلاة من علي بن أحمد القاضي ، وهو تصنيف محمّد ابن نصر المروزيّ ، قال : فكلما قرأنا منه قلت أبي بكر الجوزي (٥) : ما هذا كلام محمّد بن
__________________
(١) زيادة عن د ، وتاريخ بغداد.
(٢) كتب فوقها في د : ملحق.
(٣) كذا رسمها بالأصل ، وفي د : وسنته.
(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٥) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».
نصر ، هذا قد سرق منا ، قال : فكان يقول علي بن أحمد : أيش يقول أبو عبد الله؟ فيقولون : سلامة. قال : فلا بد أن تخبروني ما يقول؟ قال : يقول : قد سرق منا؟ قال : صدقت ، سمعت محمّد بن نصر يقول : كنت أصنّف هذا الكتاب ، فكنت أجمع المسائل بالليل وأجيء بالنهار إلى باب دار حارث المحاسبي فإذا خرج سلم عليّ وقال : أنت هاهنا يا خراساني؟ فأقول ؛ نعم ، فكان يذهب في حوائجه ويرجع ويجلس ، فألقي إليه بالمسائل ، وأكتب جوابا لها ، ثم قال علي بن أحمد : ما ظنّكم برجل كان بعض تلامذته مثل محمّد بن نصر؟
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ الأخرم (١) يقول : انصرف (٢) أبو عبد الله محمّد ابن نصر من الرحلة الثانية من العراق سنة ستين ومائتين ، فاستوطن بنيسابور ، وأقام على تجارة له فيها شريك مضارب (٣) وأبو عبد الله يشتغل بالعبادة والتصنيف ، فسكن (٤) بنيسابور إلى سنة سبع وخمسين ومائتين ثم خرج (٥) إلى سمرقند ، فأقام بها وشريكه بنيسابور ، ولم تزل تجارته بنيسابور ، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدّم بعد وفاة محمّد بن يحيى فإن حسكان ومن بعده أقروا له [بالفضل](٦) والتقدم.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل علي بن أبي صالح [وأبو الحسن](٧) مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول :
وأنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله.
ثم أخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي الحدّاد.
ح وأخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق (٨) ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٩).
__________________
(١) بالأصل : للا (بياض) م ، والكلمة غير واضحة في د ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل : «انصرف يقول» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٣) كذا بالأصل وفي د : «مصابي».
(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د.
(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٦) بياض بالأصل ، والمثبت عن د.
(٧) سقطت من الأصل ، والزيادة عن د ، لتقويم السند.
(٨) تحرفت بالأصل ود إلى : رزيق.
(٩) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٦.
قالوا : أنا أبو نعيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن مسلم (١) يقول : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري يقول : كان محمّد بن نصر المروزيّ عندنا إماما ، فكيف بخراسان.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن خالد المطوعي ، ببخارى يقول : سمعت أبا ذرّ محمّد بن محمّد بن يوسف القاضي يقول : كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون :
رجال خراسان أربعة : عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن يحيى ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، وأبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ.
أخبرنا أبو سعد الكرماني ، وأبو الحسن الهمداني ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب ، نا إسماعيل بن (٢) قتيبة قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد بن سعيد الصيدلاني جار إسحاق يقول : سمعت [إسحاق](٣) بن إبراهيم الحنظلي يقول : لو صلح في زماننا أحد للقضاء لصلح أبو عبد الله المروزيّ.
قال : ونا إسماعيل بن قتيبة قال : سمعت محمّد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة يقول : سلوا أبا عبد الله المروزيّ.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : نا وأبو منصور بن زريق (٤) ، أنا أبو بكر الخطيب قال (٥) : قرأت على الحسين بن محمّد المؤدب (٦) عن أبي سعد (٧) عبد الرّحمن بن محمّد قال : سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن إسحاق الدبوسي بها يقول : سمعت أبي يقول : دخلت سمرقند ، ورأيت بها محمّد بن نصر ، وكان بحرا في الحديث.
قال أبو سعد : وسمعت الفقيه أبا بكر محمّد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي ـ بسمرقند ـ يقول : سمعت أبا بكر الصيرفي ـ يعني : الفقيه الأصولي ببغداد ـ يقول : لو لم يصنّف المروزيّ كتابا إلّا كتاب القسامة ، لكان من أفقه الناس ، فكيف وقد صنّف كتبا أخر سواه؟
__________________
(١) بالأصل : سلم ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٢) كتبت تحت الكلام بالأصل.
(٣) زيادة عن د.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والمثبت عن د.
(٥) تاريخ بغداد ٣ / ٣١٦.
(٦) بالأصل : «المهب» تصحيف ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٧) بالأصل ود : «سفيان» والمثبت عن تاريخ بغداد.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سألت أبا عبد الله بن الأخرم : أكان أبو عبد الله المروزيّ يحفظ الحديث على رسم [أهل](١) النقل؟ فقال : كان يحفظ ، قلت : إنّ الفقهاء الحافظ منهم يحفظ ما يحتاج إليه من زيادة لفظ أو [حديث](٢) يحتج به في مسألة ، وإنّما ـ أعني ـ التراجم والشيوخ (٣) ، فقال : كان محمّد بن نصر يعطي كلّ نوع من العلم حظه.
أخبرنا أبو سعد ، [الكرماني ، وأبو الحسين مكي بن أبي طالب قالا : ثنا أحمد بن علي ابن عبد الله نا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت](٤) أبا محمّد الثقفي ـ وهو عبد الله بن محمّد ـ يقول : سمعت جدي يقول : جالست أبا عبد الله المروزيّ أربع سنين ، فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم ، إلّا أنّي حضرته يوما وقبل له عن ابنه إسماعيل ، وما كان يتعاطاه : لو وعظته أو زبرته (٥) فرفع رأسه ثم قال : أنا لا أفسد مروءتي بصلاحه.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، وأبو الحسن المالكي. قالا نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرني محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل ، أنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري قال : سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول : أدركت إمامين من أئمة المسلمين لم أرزق السماع منهما : أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي ، وأبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ.
فأمّا أبو عبد الله فما رأيت أحسن صلاة منه ، ولقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله بن يعقوب يقول :
ما رأيت أحسن صلاة من أبي عبد الله محمّد بن نصر كان الذباب يقع على أذنه فيسيل الدم فلا يذبه عن نفسه ، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيبته للصلاة ، كان
__________________
(١) بياض بالأصل ، والمثبت عن د.
(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك عن د.
(٣) تقرأ بالأصل : والشبح ، والمثبت عن د.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن د.
(٥) بالأصل : «زريته» والمثبت عن د.
(٦) تاريخ بغداد ٣ / ٣١٧.
يضع ذقنه على صدره ، فتنتصب كأنه (١) خشبة منصوبة.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله ـ هو ابن الأخرم ـ يقول :
ما رأيت أحسن صلاة (٢) من أبي عبد الله محمّد بن نصر ، ثم بعده أبو عبد الله البوشنجي ، وكان محمّد بن نصر المروزيّ يضع ذقنه على صدره ، وقام كأنه رمح ، وكان محمّد بن يحيى أحسنهم صلاة.
قال : وسمعت أبا عبد الله يقول :
رأيت أبا عبد الله محمّد بن نصر وهو من أعلم الناس ، وآدب الناس ، وأحسنهم صلاة ؛ ولقد بلغني أنّ ذبابا جلس على أذنه وهو يصلي فأدماه فلم يذبّ عن نفسه ، وكان من أحسن الناس خلقا ، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان وعلى خده كالورد ، ولحيته بيضاء.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : نا وأبو منصور بن زريق (٣) ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، حدّثني أبو الفرج محمّد بن عبد الله الخرجوشي (٥) ـ لفظا ـ قال : سمعت أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي يقول : سمعت أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه يقول : سمعت محمّد بن عبد الوهّاب الثقفي يقول : كان إسماعيل بن أحمد والي خراسان يصل محمّد ابن نصر المروزيّ في كلّ سنة بأربعة آلاف درهم ، ويصله أخوه إسحاق بن أحمد بأربعة آلاف درهم ، ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف درهم ، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال ، فقيل له : لعل هؤلاء القوم الذين يصلونك يبدو لهم ، فلو جمعت من هذا شيئا لنائبة؟ فقال : يا سبحان الله ، أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة ، فكان قوتي وثيابي وكاغدي وحبري وجميع ما أنفقته على نفسي في السنة عشرين درهما ، فترى أن هذا لا يبقى ذاك؟!.
قال (٦) : وأنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا محمّد بن العباس الخزاز ، نا أبو عمرو عثمان بن جعفر بن اللبان ، حدّثني محمّد بن نصر قال :
__________________
(١) بالأصل : «كأخشية» تصحيف ، والتصويب عن د.
(٢) بالأصل : «صلاة أحسن» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٣) تحرفت بالأصل ود إلى : رزيق.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٧ ـ ٣١٨.
(٥) بالأصل ود بدون إعجام ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٦) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٧.
خرجت من مصر ومعي (١) جارية (٢) لي ، فركبت البحر أريد مكة ، قال : فغرقت فذهبت مني ألفي جزء قال : وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي قال : فما رأينا فيها أحدا ، قال : وأخذني العطش ، فلم أقدر على الماء ، قال : وأجهدت ، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت ، قال : فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز وقال لي : هاه ، قال : فأخذت وشربت وسقيت الجارية ، قال : ثم مضى ، فما أدري من أين جاء؟ ولا من أين ذهب؟
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن سليمان (٣) قال : سمعت أبا صخر محمّد بن مالك السعدي يقول : سمعت محمّد أبا الفضل محمّد بن عبيد الله البلعمي يقول : سمعت الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد يقول :
كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم وجلس أخي إسحاق (٤) إلى جنبي إذ دخل أبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ فقمت له إجلالا لعلمه ، فلما خرج عاتبني أخي إسحاق وقال : أنت والي خراسان [يدخل](٥) عليك رجل من رعيتك فتقوم إليه وبهذا ذهاب السياسة ، فبت تلك الليلة وأنا متقسم القلب بذلك ، فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام كأني واقف مع أخي إسحاق إذ أقبل النبي صلىاللهعليهوسلم فأخذ بعضدي فقال لي : يا إسماعيل ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك لمحمّد بن نصر ، ثم التفت إلى إسحاق فقال : ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه لمحمّد بن نصر.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : نا وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وأخبرنا بموت محمّد بن نصر المروزيّ أنه كان بسمرقند سنة أربع وتسعين ومائتين قال : وقرأت على الحسين بن محمّد المؤدب عن أبي سعد الادريسي قال : سمعت أبا يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي والبصري محمّد الكرابيسي ، وأحمد
__________________
(١) قسم من اللفظة ممحو بالأصل ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٢) تقرأ بالأصل : حادثة ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٣) في د : «محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان» وهو أبو عبد الله غنجار الحافظ ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٤.
(٤) بالأصل : «أبي إسحاق» والمثبت عن د.
(٥) زيادة لازمة عن د.
(٦) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٨.
ابن علي بن عمرو البخاري يقول : مات محمّد بن نصر سنة أربع وسبعين (١) ومائتين.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا صالح محمّد بن عيسى بن (٢) عبد الرّحمن الضبي يقول : توفي أبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ بسمرقند في المحرم سنة أربع وتسعين ومائة.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال لي محمّد بن سعد :
مات محمّد بن نصر المروزيّ سنة أربع وتسعين ثم قال ابن زبر : سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة فيها توفي أبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ.
[قال ابن عساكر](٣) وهذا وهم ، والله أعلم.
٧٠٦٥ ـ محمّد بن نصر
حكى عن أبي إسحاق الرملي.
حكى عنه أبو (٤) الحسن عبد الله بن موسى السلامي البغدادي.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي عثمان الصابوني ، أنا أبو القاسم بن حبيب ، أنا أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي ـ بهراة ـ نا محمّد بن نصر الدمشقي قال :
سمعت أبا إسحاق الرملي يقول : كان عندنا رجل يشير إلى الحقائق ويلحقه الوجد مع كل لحظة ولفظة ، ثم غلب على عقله وخولط ، فجعل يدور في المقابر ثم يدخل المدينة فيأخذ القوت ، ثم يخرج هاربا بين المقابر ويروي هذه الأبيات :
قد ضلّ عقلي وذاب جسمي |
|
وضنت عهدي وخنت عهدك |
لو قلت للنار : عذّبيه |
|
إذ ابتلاني ، أخفرت وعدك |
لصرت في قعرها أنادي : |
|
إياك أبغي ، إياك وحدك |
٧٠٦٦ ـ محمّد بن أبي نصر أبو عبد الله الطالقاني الصوفيّ (٥)
وهو جد شيخنا أبي طاهر إبراهيم بن سنان المرتب لأمه.
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي تاريخ بغداد : «وتسعين» ولعله الأظهر وهو ما سيرد في الخبرين التاليين.
(٢) زيد بعدها بالأصل : «بن محمد بن عيسى» والمثبت عن د.
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) بالأصل : «أبا».
(٥) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٥٥.
حدّث بدمشق وصور عن أبي محمّد بن أبي نصر ، وأحمد بن محمّد بن سلامة السمتي (١) ، وكان سماعه منهما صحيحا.
وحدّث بكتاب طبقات الصوفية لأبي عبد الرّحمن من غير أصل ، وذكر أن سماعه منه.
سمع منه غيث بن علي.
وكتب عنه شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وفرّق بينه وبين محمّد بن أبي نصر المروذي ، وذكر أنهما اثنان فيما قرأته بخط أبي الفرج الصوري.
توفي أبو عبد الله محمّد بن أبي نصر الطالقاني يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة من سنة ست وستين وأربعمائة ، ودفن يوم الأربعاء عند حضرة عين الدولة خلف مسجد عتيق ، وكان سمع من [ابن](٢) أبي نصر الكبير ، وأحمد بن محمّد بن سلامة وسماعه صحيح منهما ، وذكر أنه سمع الطبقات من أبي عبد الرّحمن السلمي ، تكلموا فيه ، وسألته عن مولده في سنة إحدى وستين فقال : لا أدري ، غير أنّي في عشر الثمانين.
[قال ابن عساكر :](٣) وهذا هو محمّد بن محمّد الطالقاني ، وقد تقدّم ذكره.
٧٠٦٧ ـ محمّد بن نصر ، ويقال : ابن نصير أبو صادق الطّبري
سمع بدمشق : سعيد بن عبد العزيز الحلبي ، وأبا الحسن بن جوصا ، وأبا هاشم بن عليل ، وأبا الجهم بن طلّاب ، وزكريا بن يحيى البلخي ، وأبا جعفر الطحاوي بمصر ، وأبا عبد الله محمّد بن الربيع الحيري ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام ، وأحمد بن مسعود بن النضر الوزّان بحلب ، وأحمد بن محمّد بن السّلم الضرّاب ، وأبا عروبة السلمي بحرّان ، وصالح بن الأصبغ بمنبج ، وأبا الطيب أحمد بن محمّد المرورّوذي برأس العين ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، ونفطويه ، وإسماعيل الورّاق ببغداد ، وأبا بكر محمّد ابن الفضل بن حاتم الطبري ، وأبا الحسن محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ، بآمل ، ومكحولا البيروتي ببيروت.
وسكن صيدا من ساحل دمشق ، وحدّث بها ، فروى عنه من أهلها : أبو الحسين بن جميع ، وابنه سكن (٤).
__________________
(١) رسمها بالأصل : «السسى» والمثبت عن د.
(٢) زيادة عن د.
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) تحرفت في د إلى : «شكر» وهو أبو محمد السكن بن جميع ؛ راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٥٦.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا محمّد بن نصر الصماك (١) ..... (٢) بن حمّاد بن أبي حنيفة ، عن أبي حنيفة ، عن مالك ، عن عبد الله بن الفضل ، عن نافع بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الثيّب أحقّ بنفسها من وليّها ، والبكر تستأذن وصمتها إقرارها» [١١٧٩٣].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني في كتابه ، أن أبا صادق محمّد بن نصير الطّبري ، أخبرهم [بصيدا](٣) أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي بحديث المأمون في الحلية.
٧٠٦٨ ـ محمّد بن نصر أبو طاهر الأسبيجاني (٤) الخطيب
قدم دمشق حاجا ، وحدّث بها عن أبي نصر أحمد بن شاه المروزي.
روى عنه : نجا بن أحمد ، وأبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن (٥) المبارك الفراء ، وأم العز فاطمة بنت عبد العزيز [بن](٦) عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن السلمي ، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو طاهر محمّد بن نصر الخطيب الاسبيجاني قدم علينا حاجا ، قراءة عليه بدمشق في رجب سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ، نا أبو نصر أحمد بن شاه المروزي ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر القرشي ، نا سهل بن عمر العباد (٧) ، نا محمّد بن إسحاق ، نا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«خيار أمّتي علماؤها ، وخيار علمائها رحماؤها ، ألّا وإن الله تعالى ليغفر للعالم أربعين
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل ، وسقطت اللفظة من د.
(٢) بياض بالأصل ، والكلام متصل في د ، ولا بياض أو نقص فيها.
(٣) بياض بالأصل ، والمستدرك عن د.
(٤) بدون إعجام بالأصل ود ، والمثبت عن المختصر.
(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن د.
(٧) كذا رسمها بالأصل ود.
ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا ، ألا وإن العالم يجيء يوم القيامة وإنّ نوره أضوأ شيء ، مشى فيه ما بين المشرق والمغرب» [١١٧٩٤].
٧٠٦٩ ـ محمّد بن أبي نصر أبو بكر المروذي الصّوفيّ
سكن دمشق ، وحدّث بها عن أبي [نصر](١) بن الجبّان ، وأبي القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز ، وأبي الحسن علي بن طاهر القرشي المقدسي ، وأبي الحسن محمّد بن علي بن صخر ـ بمكة ـ وعبد الرّحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد بن حمّاد الخالدي الهروي.
حدثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني ، وأظنه محمّد بن نصر بن عبد الله بن حنجور.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ أبو بكر محمّد بن أبي نصر المروذي بقراءتي عليه بدمشق في الجامع سنة إحدى وستين وأربعمائة ، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المرّي (٢) ، أنا أبو العباس البردعي قال : سمعت جعفر الخلدي يقول : سمعت الجنيد يقول : وسئل الخليل بن أحمد عن التزهّد (٣) فقال : لا يطلب المفقود حتى تتفقد الموجود.
قال : وأنا عبد الوهّاب ، أنا علي بن الحسن الصّوفيّ قال : سمعت أبا الحسين المالكي يقول : سمعت أبا القاسم جنيد بن محمّد يقول : الجلوس مع الأضداد حمى الروح.
قال : وأنا عبد الوهّاب ، أنا علي بن الحسن الصّوفيّ يقول : سمعت أبا علي الأزهري ، واسمه الحسين بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم جنيد وسئل عن الفتوة؟ فقال : استعمال كل خلق سنيّ والتبرّي من كل خلق دنيّ ، ولا ترى أنك عملت.
٧٠٧٠ ـ محمّد بن نصير [بن جعفر](٤) يعرف بابن أبي حمزة أبو بكر التميميّ
إمام مسجد باب الجابية.
قرأ القرآن على هارون بن موسى بن شريك الأخفش ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بعد الأخفش ، وكان أكبر أصحاب الأخفش وأشهرهم بالقرآن ، وقد قرأ الناس في أيام الأخفش وبعد وفاته.
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن د.
(٢) تحرفت في د إلى : المزني.
(٣) بالأصل : «الزاهر» وفي د : الزهري ، والمثبت عن المختصر.
(٤) الزيادة استدركت عن هامش الأصل.
قرأ عليه أبو بكر محمّد بن الحسين بن محمّد الدّيبلي.
٧٠٧١ ـ محمّد بن النّضر بن مر بن الحرّ (١)
أبو الحسن الرّبعي المقرئ المعروف بابن الأخرم [الدمشقي](٢)(٣)
قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش ، وأبي الفضل جعفر بن أحمد بن كراز ، وانتهى إليه الإقراء في وقته.
قرأ عليه أبو الحسن علي بن داود الداراني ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الجبني ، وأبو الحسين سلامة بن الربيع بن سليمان المطرزي ، وأبو محمّد عبد الله بن عطية بن حبيب المفسّر ، وأبو الفتح المظفر ، ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان ، وأبو الحسن علي بن زهير بن عبد الله بن عبد الصّمد البغدادي ، وأبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن علي الأزدي الصائغ ، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني وغيرهم.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد المقرئ (٤) أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني المقرئ (٥) غير (٦) مرة قال : قرأت القرآن بدمشق من أوله إلى آخره على أبي الحسن محمّد بن النّضر بن مر بن الحر الرّبعي المقرئ المعروف بابن الأخرم قال : قرأت على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك المعروف بالأخفش ... (٧) قال : وقرأ الأخفش على عبد الله بن أحمد بن بشير ابن ذكوان قال : وقال عبد الله بن ذكوان : قرأت على أيوب بن تميم وقال لي أيوب بن تميم : قرأت على يحيى بن الحارث الذماري ، وقال لي يحيى : قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ ابن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان.
__________________
(١) رسمها بالأصل : «الحسر» وفوقها ضبة ، والمثبت عن د ، ومعرفة القراء الكبار.
(٢) الزيادة عن المختصر.
(٣) ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٢٩٠ رقم ٢٠٦ وغاية النهاية ٢ / ٢٧٠ والعبر ٢ / ٢٥٧ والوافي بالوفيات ٥ / ١٣١ وشذرات الذهب ٢ / ٣٦١ وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦٤.
(٤) بالأصل : المصري ، والمثبت عن د.
(٥) بالأصل : المصري ، والمثبت عن د.
(٦) بالأصل : عنه ، والمثبت عن د.
(٧) بياض بالأصل ود.