قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار [ ج ١١ ]

339/368
*

له باب في الزهد من تلك المدينة وجعل له أيضا باب الصدق ، قوله صلّى الله عليه : ما حملت الأرض ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر ، فجعل له بابين باب الصدق وباب الزهد. والزهد في الدنيا جامع للعلم كله ... ».

ونقول : في كلامه وجوه من النّظر :

١ ـ عبارة العاصمي حول أبي ذر تختلف عن عبارته حول من سبقه

ذكر العاصمي حول أبي ذر أنّه « ينبغي أن يكون له باب في الزهد من تلك المدينة » وهذه العبارة تختلف عن عبارته حول الصّحابة الآخرين الذين جعل لهم أبوابا على سبيل الجزم ، فإن أراد من « ينبغي » معناه الحقيقي ، فهذا لا ينافي مطلوب الشيعة ومقصودهم ، لأنّهم يذعنون بجلالة قدر سيدنا أبي ذر رضي‌الله‌عنه وبلوغه الذروة العليا في الزهد والورع ، وإن أبا ذر عند الشيعة الامامية ممّن أتى مدينة العلم من بابها ، وحصل له من الشأن والمقام الرفيع ما لم يحصل إلاّ لأفراد معدودين من أصحاب سيّد المرسلين صلوات عليه وآله أجمعين.

وإن أراد من « ينبغي » معناه المجازي ، وقصد إثبات باب لأبي ذر كما زعم ذلك لغيره ففيه :

أوّلا : إنّه لا يجوز جعل أحد من الصحابة بابا لتلك المدينة الاّ بنص صريح من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولو كان ذاك الصحابي كثير الفضائل وجليل القدر.

ثانيا : كون الرجل بابا لهذه المدينة شرف عظيم يستلزم العصمة كما دريت فيما سبق ، وأبو ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه على جلالته وعظمته بين الفريقين غير معصوم اجماعا.

ثالثا : إن باب المدينة متّحد مع المدينة ، وأبو ذر وان بلغ المقامات الرفيعة والدرجات الشامخة لم يصل إلى مقام الاتحاد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في