رسائل آل طوق القطيفي - ج ٣

الشيخ أحمد آل طوق

رسائل آل طوق القطيفي - ج ٣

المؤلف:

الشيخ أحمد آل طوق


المحقق: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الموضوع : الفقه
الناشر: منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
المطبعة: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٨

[٥٧]

حكمة كليميّة ونكتة

انجيليّة : التوراة والإنجيل هي الولاية

( البحار ) من ( بصائر الدرجات ) بسنده عن أبي جعفر : عليه سلام الله في قوله تعالى : ( يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْ‌ءٍ حَتّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ) (١) ، الآية قال : « هي الولاية » (٢).

ومنه (٣) أيضاً بسنده عنه عليه سلام الله في قول الله تبارك وتعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ ) الآية قال : « الولاية » (٤).

ومن ( تفسير العياشي ) (٥) عن محمّد بن مسلم : مثله.

ومن ( الكافي ) (٦) محمّد بن إسماعيل : عن الفضل بن شاذان : عن حمّاد : مثله.

قلت : لما كان روح الكتابين وشرط إقامتهما اعتقاد ما شهدا به من ولاية آل محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : والإقرار بهما ، كما أخذه موسى عليه‌السلام : وعيسى عليه‌السلام : على أُمّتهما من العهد بذلك ، كان معنى إقامتهما هو الولاية خصوصاً بعد بعثه محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ونسخ العمل بهما لم يبق من الذي يجب العمل به منهما وإقامته إلّا الولاية ، فالتوراة والإنجيل في

__________________

(١) المائدة : ٦٨.

(٢) بحار الأنوار ٢٤ : ٣٨٦ / ١٠٩.

(٣) بصائر الدرجات : ٧٦ / ٢.

(٤) بحار الأنوار ٢٤ : ٣٨٧ / ١١٠.

(٥) تفسير العيّاشي ١ : ٣٥٩ / ١٤٩.

(٦) الكافي ١ : ٤١٣ / ٦.

١٦١

الحقيقة [ هما (١) ] الولاية.

وأيضاً لمّا كانت الولاية عبارة عن العمل بجميع تكاليف الشريعة ، كان إقامتهما والعمل بهما أُصولاً وفروعاً هي الولاية ولاية أهل البيت عليهم‌السلام وكذلك القرآن ؛ لأنّها الأمانة العظمى ، فظهر أن إقامتهما هي الولاية ، والله العالم.

__________________

(١) في المخطوط : ( هي ).

١٦٢

[٥٨]

عقد درر وبيان خبر

بيان [ أن ] الروح روح القدس

استفاضت الأخبار (١) بأنّ الروح : ليس من الملائكة ، وأنه أعظم من جبرئيل عليه‌السلام ومن جميع الملائكة ، وأنه الذي تنزّل به الملائكة ، وأنه هو روح القدس : وفي كثير منها أن جبرئيل روح القدس : ، وفي بعضها أن روح القدس : ملك مع الأئمّة يسدّدهم منذ نزل لم يصعد إلى السماء.

وفي خبر عن أبي جعفر : عليه سلام الله أنه قال لمّا سئل عن قوله تعالى : ( تَنَزَّلُ ) الْمَلائِكَةُ ( وَالرُّوحُ ) (٢) : « جبرئيل الذي ينزل على الأنبياء ، والروح تكون معهم ومع الأوصياء لا تفارقهم ، تفقّههم وتسدّدهم من عند الله ، وأنّه لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وبهما عُبد الله واستعبد الله على هذا الجنّ والإنس والملائكة ، ولم يعبد الله ملك ولا نبيّ ولا إنسان ولا جانّ إلّا بشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ، وما خلق الله خلقاً إلّا للعبادة » (٣).

وفي كثير منها أن للإمام خمسة أرواح ، منها روح القدس : ، وَهُوَ مستفيض (٤).

قلت : لا ريب في أن الأخبار دلّت على أن جبرئيل : سلام الله عليه يسمّى بروح القدس ، وأن الروح التي هي من أمر الله ، وهي الروح المختصّة بالإمام التي

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٦٠ ـ ٤٦١ ، الكافي ١ : ٢٧٣ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٤٧.

(٢) القدر : ٤.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٦٣ / ١.

(٤) الكافي ١ : ٢٧١ ـ ٢٧٢ / ١ ـ ٣.

١٦٣

تسدّده ولا تفارقه ، وأنّها عمود من نور بينه وبين الله تسمّى بروح القدس من باب الاشتراك اللفظيّ ، أو من باب التشريك ، وهي أعظم من جبرئيل : وجميع الملائكة ، وهي خلق غير الملائكة ، بها ينزلون وإن كان جبرئيل : أيضاً روح مقدّسة ، فلا منافاة.

ولا ينافي كون روح القدس خلقاً أعظم من الملائكة ؛ لأنه عقل المعصوم أو روحه المختصّ به الذي هو مناط عصمته ونور خياله ، وتسميته ملكاً ، فقد أُطلق على المؤمنين أنهم ملائكة من الملك ؛ لأنّهم يملكون العلم من آل محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ، فلعلّ هذا من ذلك الاشتقاق ؛ لأنّهم خزّان علم الله ، أو لأنّهم ملوك الدنيا والآخرة ، أو أن معنى الملكيّة متحقّق لهم ؛ لأن كمالات جميع الخلق من فاضل كمالهم.

وأمّا تفسير الروح بـ ( لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؛ فلأنّ [ هذه (١) ] عبارة تجمع توحيد الله في كلّ مقام ، الذي هو مبدأ الوجود وأوّل الفيوض ، فهي روحهم المقدّسة في كلّ مقام ، ولكلّ مخلوق من فاضلها قسط بحسب وسعه وقابليّته ورتبته ، وهو وجوده الفائض من فاطره ، فما استعبد الله الخلق إلّا بها كلّاً بقدر وسعه منها ، وهو جوده البحت ، وتوحيده الخالص وسائر التكاليف فاضله وصفاته وشؤونه وفروعه ، والله العالم.

بقي الكلام في أنه ورد بطرق كثيرة كما في ( البصائر ) وغيره أنه لما سئل أبو عبد الله : عليه سلام الله عن قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ) (٢) الآية قال ملك ، منذ أنزل الله ذلك الملك لم يصعد إلى السماء ، وكان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو مع الأئمّة يسدّدهم (٣).

وبسند آخر عنه سلام الله عليه أنه قال لمّا سُئِل عن الآية : « منذ أنزل الله ذلك الروح على محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم يصعد إلى السماء ، وإنّه لفينا » (٤).

وهذا المضمون مستفيض ، فما معنى لم يصعد إلى السماء؟

__________________

(١) في المخطوط : ( هذا ).

(٢) الشورى : ٥٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٥٦.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٥٧ / ١١.

١٦٤

قلت : قد عرفت أن المراد به روحهم المختصّ بهم من أمر الله فهو لا يفارقهم ، والأرض لا تخلو من حجّة الله ، وأهل البيت عليهم‌السلام : لا تخلو منهم الأرض منذ انزلوا إليها حتّى لا يبقى لله حاجة في الخلق ، فحينئذٍ يرفعهم كما وردت به عنهم الأخبار (١) ، فيكون معناه أن دار التكليف لا تخلو منهم ما دام التكليف ، والله العالم.

__________________

(١) الكافي ١ : ١٧٨ ـ ١٧٩ / ١ ـ ١٣ ، و: ١٧٩ ـ ١٨٠ / ١ ـ ٥.

١٦٥
١٦٦

[٥٩]

احتمال سرّ لكشف

ضرّ : حديثهم عليهم‌السلام صعب مستصعب

قد استفاضت الأخبار عن الأُمناء الأبرار أنّهم قالوا : « إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان » (١).

ومن تلك الأخبار ما رواه الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ : في كتاب ( الغيبة ) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنه قال : « والله ، لو دخلت على عامّة شيعتي الذين بهم أُقاتل الذين أقرّوا بطاعتي ، وسمّوني أمير المؤمنين : ، واستحلّوا جهاد من خالفني ، فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحقّ في الكتاب الذي نزل به جبرئيل عليه‌السلام : على محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : لتفرّقوا عنّي ، حتّى أبقى في عصابة من الحقّ قليلة » الحديث.

إلى أن قال سلام الله عليه ـ « إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يُقرّ به إلّا ثلاثة : ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان » الخبر.

ومضمونه متواتر في كتب الأُصول (٢).

فإن قلت : قد ورد في ( البصائر ) (٣) وغيرها (٤) عن أهل العصمة : أن حديثهم (٥) صعب مستصعب « لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان » ،

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٦ / ١ ـ ٢.

(٢) بصائر الدرجات : ٢١ / ٢ ، ٥ ، ٢٢ / ٧.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٣ / ١١ باختلاف.

(٤) بحار الأنوار ٢ : ١٩٤ باختلاف.

(٥) في المخطوط بعدها : ( وفي بعضها ).

١٦٧

فما وجه الجمع؟

قلت وبالله المستعان ـ : نفي الاحتمال عن الثلاثة لعلّه نفي لاحتمال أمرهم الخاصّ بهم ، فحديثهم الخاص بهم وهو تكليفهم الذي لم يكلّف به أحد سواهم ، والذي احتمله الثلاثة الأصناف هو ما أُمروا بتكليفهم به وتحميلهم إيّاه.

يدلّ على ذلك ما رواه في ( البحار ) من كتاب السيد حسن بن كبش : بإسناده عن أبي بصير : قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « يا أبا محمّد : ، إنّ عندنا سرّاً من الله ، وعلماً من علم الله لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. والله ما كلّف الله أحداً بحمل ذلك غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ، وإنّ عندنا سرّاً من سرّ الله وعلماً من علم الله ، أمرنا الله بتبليغه فبلّغنا عن الله عزوجل ما أمرنا بتبليغه ، ما نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حملةً يحملونه ، حتّى خلق الله لذلك أقواماً خلقوا من طينة خلق منها محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : وذرّيّته ، ومن نور خلق الله منه محمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله : وذرّيّته ، وصبغهم بفضل صبغ رحمته التي صبغ منها محمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله : فبلّغناهم عن الله عزوجل ما أُمرنا بتبليغه فقبلوه ، واحتملوا ذلك ، وبلغهم ذلك عنّا فقبلوه واحتملوه ، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أنّهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك ، ولا والله ما احتملوه » (١) الخبر.

فقد صرّح الحديث بالفرق بين السرّين والأمرين ، وجمع بين الخبرين.

ووجه آخر هو أن يراد بقولهم : « لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان حتّى يلقيه إلى غيره » : ما (٢) رواه الشيخ حسن بن سليمان : عن ابن بابويه : بسنده إلى بعض أجلّاء المدائن قال : كتبت إلى أبي محمَّد عليه‌السلام : روي لنا عن آبائك عليهم‌السلام أن حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

قال : فجاءه الجواب : « إنّ معناه أنّ الملك لا يحتمله في جوفه حتّى يخرجه إلى ملك آخر

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٥ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦ / ٤٤.

(٢) في المخطوط : كما.

١٦٨

مثله ، ولا يحتمله نبيّ حتّى يخرجه إلى نبيّ مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتّى يخرجه إلى مؤمن مثله »(١).

ومن البيّن أن الملك غير المقرّب إنّما يأتيه العلم بواسطة المقرّب ، والنبيّ غير المرسل إنّما يأتيه العلم بواسطة المرسل ، والمؤمن غير الممتحن إنّما يأتيه العلم بواسطة الممتحن.

وهذا معلوم من سير حال الملوك ؛ إذ لا يقدر على رتبة الاجتهاد والنيابة العامّة عن المعصوم إلّا الأفراد بعد الأفراد في عامّة الأصقاع والأزمان ، وهم الوسائط إلى كافّة المقلّدين وسبيلهم إلى الإمام ، وهم القرى الظاهرة التي قدّر الله فيها السير لكافّة المقلّدين إلى القرى المباركة ، وهم الوسائط إليهم ذوو القلوب المجتمعة ، وهم المدن الحصينة كما هو معلوم ، ذلك كلّه من أخبار أهل البيت عليهم‌السلام (٢) :

فمعناه أنه لا يطيق حمله حتّى يلقيه لما فيه من صعوبة احتمال الأسرار وسترها عن الأغيار الأشرار ، وبإلقائه يخفّ عليه احتماله ؛ لما في إلقائه من الراحة كما هو محسوس كلّ بقدر رتبته.

أو أنه لا يكمل احتماله له حتّى يلقيه إلى أهله ، كما قالوا : « فصُنْهُ إلّا عن أهله »(٣).

وكما أخذ الله على الجهّال أن يتعلّموا أخذ على العلماء أن يعلّموا من هو أهل (٤). وبتعليمهم يكمل احتمالهم ، وإلّا فلو كتموه عن أهله لم يكونوا محتملين.

فالفرق بين الوجهين أن الأوّل أذن لهم في الإلقاء تخفيفاً ، والثاني أمر بالإلقاء تكليفاً. وكلاهما رحمة بالملقى إليه ولطف ، وتسهيل عليه ونعمة.

فإن قلت : بقي إشكال ، وهو أن ظاهر قولهم عليهم‌السلام : « لا يحتمله إلّا ملك مقرب ، أو نبيّ مرسل ، أو مؤمن ممتحن » يدلّ على فضل المؤمن على النبيّ غير المرسل.

قلت : الجواب من وجوه :

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٢٧.

(٢) انظر مختصر بصائر الدرجات : ١٢٧ ـ ١٢٨.

(٣) الكافي ٢ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ / ٥ ، وفيه : « إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله ».

(٤) انظر الكافي ١ : ٤١ / ١.

١٦٩

الأول : أنه لا شكّ في أن الأنبياء غير المرسلين هم سادات المؤمنين الممتحنين فيعمّهم العنوان ، ويشملهم البيان.

الثاني : أن يراد بالاحتمال المنفيّ عن غير المقرّب والمرسل والممتحن هو الاحتمال الكامل الصادر عن اليقين ، لكن بالنسبة إلى رتبة النبوّة حيث سرّ الرسالة وكمالها ، وبالنسبة إلى رتبة الملكيّة حيث سرّ التقريب وكماله ، وبالنسبة إلى رتبة الإيمان دون رتبة العصمة حيث سرّ الامتحان وكماله. ولا ينافي هذا كون النبيّ غير المرسل يعلم ويحتمل من أمرهم ما لا يحتمله ويعرفه غير المعصوم من المؤمنين الممتحنين. فما يحتمله المؤمن الممتحن إنّما هو بالنسبة إلى غير الممتحن من عامّة المؤمنين ، وكذلك في رتبة الصنفين الأخيرين.

فلا منافاة بين الروايات ، فإنّ نفي الاحتمال عن غير المرسل إنّما هو بنسبة مرتبة النبوّة والرسالة ، لا بالنسبة إلى الإيمان ودرجاته ، ونفيُه عن غير المقرّب إنّما هو بنسبة رتبة الملكيّة خاصّة. والحاصل أن من حديثهم وسيرهم ما لم يخرج إلّا إلى الأنبياء ، فمنه ما لا يحتمله إلّا المرسل منهم ، ومن حديثهم ما اختصّ برتبة الملك ، فمنه ما لا يحتمله منهم إلّا المقرّب ، ومن حديثهم ما خرج للمؤمنين ، فمنه ما لا يحتمله منهم إلّا الممتحن.

الثالث وهو أبعدها عن الظاهر ـ : أنه يحتمل اختصاص الثلاثة الأصناف بهم ، وإرادتهم منها ، ويراد بأمرهم وحديثهم وسرّهم ما اختُصّوا به من العلم الذي لم يكلّف به أحد غيرهم ، ويكون اشتقاق الملَك من الملِك فإنّهم ملاك الدنيا والآخرة وملوكهما.

وأيضاً فمعنى الملكيّة حاصل لهم ، فقد ورد تسمية روح القدس : المختصّ بهم ملكاً ، كما مرّ (١) ، وكمال الملكيّة صادر منهم ، فهم معلّمو الملائكة ، فلا بعد في إطلاق الملك عليهم ، وهم المقرّبون ، واشتقاق النبيّ من الإخبار ؛ فهم المبلّغون عن الله كلّ

__________________

(١) انظر العنوان السابق.

١٧٠

ذرّة من ذرّات الوجود ما سألته بلسان قابليّتها من معرفتهم ومعرفة بارئهم.

وقد ورد عنهم عليهم‌السلام أيضاً أن كلّ إمام رسول إلى قرنه (١). وهم المحدّثون وصدق الإيمان الكامل عليهم ، وامتحان قلوبهم للتقوى الذي لا أكمل منه واضح جدّاً ، فيكون المعنى : أن معرفة حقائقهم وما خصّهم به الله على الحقيقة مختصّ بهم. فلا تنافي بين الأخبار أيضاً على هذا ، وبه يجتمع النفي والإيجاب أيضاً عن الثلاثة ولهم ، فتنطبق الأخبار وينكشف الغبار ، والله العالم.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٠ / ٦ ، وفيه : « كلّ إمام هادٍ للقرن الذي هو فيهم ».

١٧١
١٧٢

[٦٠]

تكميل جمع : الروح القدس عامّة وخاصّة

( البحار ) من ( منتخب البصائر ) (١) و ( بصائر الدرجات ) (٢) بسنديهما عن هشام ابن سالم : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (٣) قال : « خلق أعظم من خلق جبرئيل : وميكائيل : ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو مع الأئمّة يوفّقهم ويسدّدهم وليس كلّما طلب وجد » (٤).

ومن ( بصائر الدرجات ) بسند آخر مثله (٥).

ومن ( بصائر الدرجات ) بسنده عن الخزّاز : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) الآية قال : « ملك أعظم من جبرئيل : وميكائيل : لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو مع الأئمّة وليس كلّما طلب وجد » (٦).

ومنه بسندٍ آخر مثله (٧).

ومن ( بصائر الدرجات ) بسنده عن أبي عبد الله عليه سلام الله ـ : في الآية قال : « إنّ الله تبارك وتعالى أحد صمد. والصمد : الشي‌ء الذي ليس له جوف ، وإنّما الروح خلق من خلقه ، له بصر وقوّة وتأييد ، يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين » (٨).

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٦٠ ـ ٤٦١ / ١.

(٣) الإسراء : ٨٥.

(٤) بحار الأنوار ٢٥ : ٦٧ / ٤٧.

(٥) بصائر الدرجات : ٤٦١ / ٣.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٦١ / ٢.

(٧) بصائر الدرجات : ٤٦١ / ٤.

(٨) بصائر الدرجات : ٤٦٣ / ١٢ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٧٠ / ٥٧.

١٧٣

وفي ( الصافي ) عن أحدهما عليهما سلام الله في هذه الآية : سئل ما الروح؟ قال : « التي في الدوابّ والناس ». قيل : وما هي؟ قال : « هي ملكوت من القدرة » (١).

وفيه : روي عن كميل رضى الله عنه : أنه قال : سألتُ مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقلت : أُريد أن تعرّفني نفسي. قال : « يا كميل : وأيّ الأنفس تريد أن أُعرّفك؟ ». قلت : يا مولاي هل هي إلّا نفس واحدة؟ فقال : « يا كميل ، إنّما هي أربعة : النامية النباتيّة ، والحسّيّة الحيوانيّة ، والناطقة القدسيّة ، والكلّيّة الإلهيّة ، ولكلّ واحدة من هذه خمس قوى ، وخاصّتان.

فالنامية النباتيّة لها خمس قوى : ماسكة ، وجاذبة ، وهاضمة ، ودافعة ، ومربّية. ولها خاصّتان : الزيادة والنقصان ، وانبعاثها من الكبد.

والحسّيّة الحيوانيّة لها خمس قوى : سمع ، وبصر ، وشمّ ، وذوق ، ولمس. ولها خاصّتان : الرضا والغضب ، وانبعاثها من القلب.

والناطقة القدسيّة لها خمس قوى : فكر ، وذكر ، وعلم ، وحلم ، ونباهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكيّة ، ولها خاصّتان : النزاهة ، والحكمة.

والكلّيّة الإلهيّة لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعزّ في ذلّ ، وفقر في غناء ، وصبر في بلاء. ولها خاصّتان : الرضا ، والتسليم. وهذه هي التي مبدؤها من الله وإليه تعود قال الله تعالى : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (٢) ، وقال تعالى : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) (٣) ، والعقل وسط الكلّ (٤).

وفي ( البحار ) من ( تفسير القمّيّ ) (٥) بسنده عن أبي عبد الله عليه سلام الله ـ : أنه قال : « يا جابر : إنّ الله خلق الناس ثلاثة أصناف ، وهو قول الله تعالى : ( كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً ) (٦) الآية فالسابقون هو رسول الله وخاصّة الله من خلقه ، جعل فيهم خمسة أرواح ، أيّدهم بروح القدس ، فبه بعثوا أنبياء وأيّدهم بروح الإيمان ، فبه خافوا الله وأيّدهم بروح القوّة ، فبه

__________________

(١) التفسير الصافي ٣ : ٢١٤.

(٢) الحجر : ٢٩.

(٣) الفجر : ٢٧ ـ ٢٨.

(٤) التفسير الصافي ٣ : ١١١ ـ ١١٢.

(٥) بصائر الدرجات : ٤٤٦ / ١.

(٦) الواقعة : ٧.

١٧٤

قووا على طاعة الله وأيّدهم بروح الشهوة ، فبه اشتهوا طاعة الله وكرهوا معصيته ، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون ، وجعل في المؤمنين أصحاب الميمنة روح الإيمان ، فبه خافوا الله ، وجعل فيهم روح القوّة ، فبه قووا على طاعته من الله ، وجعل فيهم روح الشهوة ، فبه اشتهوا طاعة الله ، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب الناس به ويجيئون » (١).

وفي خبر منه عن أبي عبد الله عليه سلام الله ـ : بعد أن عدّ أرواح الأنبياء والأوصياء وأرواح المؤمنين قال : « وفي الكفّار ثلاثة أرواح : روح البدن ، وروح القوّة ، وروح الشهوة » (٢) الخبر.

ومنه بسنده عن جابر : قال : سألت أبا جعفر عليهما‌السلام : عن علم العالم ، فقال : « يا جابر : إنّ في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح : روح القدس : وروح الإيمان ، وروح الحياة ، وروح القوّة ، وروح الشهوة. فبروح القدس عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى. يا جابر : إنّ هذه الأرواح يصيبها الحدثان إلّا روح القدس ، فإنّها لا تلهو ولا تلعب » (٣).

ومن ( البصائر ) بسنده عن المفضل : قال : سألتُ أبا عبد الله عليه سلام الله ـ : عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخًى عليه ستره ، فقال : « يا مفضّل : إنّ الله تبارك وتعالى جعل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمسة أرواح : روح الحياة فبه دبّ ودرج ، وروح القوّة فبه نهض وجاهد ، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان فبه أمر وعدل ، وروح القدس فبه حمل النبوّة ، فإذا قبض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : انتقل روح القدس فصار في الإمام عليه‌السلام ، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو ، والأربعة الأرواح تنام وتلهو وتغفل وتسهو ، وروح القدس ثابت يَرى به ما في شرق الأرض وغربها وبرّها وبحرها » (٤) الخبر.

ومنه بسند آخر عنه عليه سلام الله مثله (٥).

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٥ : ٥٢ ـ ٥٣ / ١٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٤٧ / ٣ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٥٤ / ١٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٤٧ / ٤ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٥٥ / ١٥.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٥٤ / ١٣ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٥٧ ـ ٥٨ / ٢٥.

(٥) بصائر الدرجات : ٤٤٧ / ٣ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٥٤ / ١٤.

١٧٥

ومنه بسنده عن جابر : عن أبي جعفر عليه سلام الله ـ : أنه قال : « إنّ الله خلق الأنبياء والأئمّة على خمسة أرواح : روح الإيمان ، وروح الحياة ، وروح القوة ، وروح الشهوة ، وروح القدس : فروح القدس : من الله وسائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان ، فروح القدس : لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، وبروح القدس : علموا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى » (١).

قلت : قد تبيّن من هذه المضامين وهي مستفيضة أن روح القدس : تطلق على جبرئيل عليه‌السلام (٢) : ؛ لأنه من صقع القدس.

وعلى النفس المطمئنّة بالإيمان التي هي عقل بالفعل أو مستفاد ، وهي التي مددها من نور العقل الفعّال ، والقلم الأعلى يمدّها من نور ما كتب في اللوح المحفوظ بقسطها ممّا كتب فيه. وهذه هي وجود المؤمن الفائض عليه من الله سبحانه وتعالى ، وهي نور الله الذي ينظر به المؤمن المتفرّس (٣) ، وهي النفس التي من عرفها عرف ربّه (٤) ، وهي الكلّيّة الإلهيّة ، فهي لاهوتيّة مطمئنّة راجعة إلى ربّها ، ومدبّرها ، راضية مسلّمة لما أدركته من اليقين.

وعلى القدسيّة المقدّسة المنزّهة عن جميع النقائص البشرية ، وهي رتبة الحكمة الإلهيّة والعصمة الذاتيّة الفائضة من لدن حكيم عليم ، أيّد بها الأنبياء والخلفاء أجمعين.

وعلى الأمريّة الحقيقيّة التي هي روح جميع الأرواح وأصلها وعلّتها وسبيلها ووسيلتها إلى الله سبحانه وتعالى عمّا يصفون. فجميع الأرواح قبس منها ولمعة من لمعاتها وشعاع من نورها ، وهي المختصّة بمحمّد : وخلفائه صلّى الله عليه وعليهم أجمعين وسلم فـ « ليس كلّ ما طُلب وجد » (٥) ؛ لاختصاصه بهم ؛ فإنه كمال حروف

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٥٤ / ١٢ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٥٨ / ٢٦.

(٢) كنز الدقائق ١ : ٢٩٤.

(٣) انظر : الكافي ١ : ٢١٨ / ٣.

(٤) مصباح الشريعة : ١٣.

(٥) انظر : بصائر الدرجات : ٤٦٠ ـ ٤٦١ / ١ ، مختصر بصائر الدرجات : ٣ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٦٧ / ٤٧.

١٧٦

الاسم الأعظم الذي آثرهم الله به ، فلا يعلمه غيرهم ، وهو نور ( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (١) ، وهو الولاية العظمى فليس لمن سألهم عنه جواب إلّا إنه من أمر الله (٢). « وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يسهو ولا يلهو » ؛ لأنه نور الله المنزّه عن شوائب النقص ، وتلك الأشياء ظلمة ونقص. وبهذا يعلم فساد القول بجواز السهو على المعصوم (٣).

ويطلق الروح أيضاً على الروح النباتيّة والحيوانيّة والإنسانيّة ، والكلّ يمتدّ من الأمريّة وإن كان منها ملكوتيّة وجبروتيّة وقدسيّة ولاهوتيّة ، وهي الكلّيّة الإلهيّة ، كلّ بحسب قابليّته وكمال رتبته. والأمر كلّه لله الواحد القهار قد [ استأثر (٤) ] به ، فلا شريك له ولا يشبهه شي‌ء ، وهو السميع البصير ، وهو على كلّ شي‌ء قدير.

فاجتمعت الأخبار ، وإنّما يكلّمُ الأبرار كلّ سائل بلسان عقله ولغة فهمه ، والكلام على تفصيل ألفاظ الأخبار ممّا يطول ، والله العالم.

__________________

(١) القدر : ١.

(٢) إشارة إلى قوله تعالى : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ). الإسراء : ٨٥.

(٣) انظر الفقيه ١ : ٢٣٤ / ذيل الحديث : ١٠٣١.

(٤) في المخطوط : ( أستار ).

١٧٧
١٧٨

[٦١]

فائدة فاطميّة : مصحف فاطمة عليها‌السلام

( البحار ) من ( بصائر الدرجات ) (١) بسنده عن أبي [ عبيدة (٢) ] قال : سأل بعض أصحابنا أبا عبد الله عليه سلام الله ـ : عن الجفر ، فقال : « هو [ جلد (٣) ] نور مملوء علماً ». فقال له : ما الجامعة؟ فقال : « تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضيّة إلّا وفيها ، حتّى أرش الخدش ». قال له : فمصحف فاطمة ، سلام الله عليها؟ فسكت طويلاً ، ثمّ قال : « إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون ، إنّ فاطمة : مكثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمسة وسبعين يوماً ، وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان جبرئيل عليه‌السلام : يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانِه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيّتها ، وكان عليّ سلام الله عليه ـ : يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة » (٤).

ومنه بسنده عن محمّد بن مسلم : قال : قال أبو عبد الله عليه سلام الله ـ : لأقوام كانوا يسألونه عمّا خلّف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ودفعه إلى عليّ عليه‌السلام : وعمّا خلّف علي عليه‌السلام : ودفعه إلى الحسن عليه‌السلام : « ولقد خلّف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عندنا جلداً ما هو جلد حمار ، ولا جلد ثور ، ولا جلد بقرة ، إلّا إهاب شاة فيها كلّ ما يُحتاج إليه حتّى أرش الخدش والظفر ، وخلّفت فاطمة سلام الله عليها ـ : مصحفاً ما هو قرآن ، ولكنّه كلام من كلام الله أنزله عليها ، إملاء رسول

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٥٣ ـ ١٥٤ / ٦.

(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : ( عبدة ).

(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : ( جلل ).

(٤) بحار الأنوار ٢٦ : ٤١ / ٧٢.

١٧٩

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخطّ عليّ ، عليه سلام الله » (١).

قلت : قال المجلسي : ( المراد برسول الله : في هذا الحديث : جبرئيل عليه‌السلام ) (٢).

وهذا جمع بين الخبرين ، ولا بأس به. ويحتمل أن يكون أباها صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته أو بعد وفاته ، فإنّ الموت لا يحجب أحدَهم عن الآخر ، ولا عن الرعيّة. نعم ، موتهم يحجبنا عنهم ولا يحجبهم عنا (٣) ، فيمكن أن يكون هذا هو المذكور في خبر أبي عبيدة : وأن جبرئيل عليه‌السلام : [ أملاه (٤) ] ثانياً بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأن يكون غيره ، والله العالم.

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٦ : ٤١ ـ ٤٢ / ٧٣ ، بصائر الدرجات : ١٥٦ / ١٤.

(٢) بحار الأنوار ٢٦ : ٤٢.

(٣) يريد قدس‌سره أن موتهم لا يعني انقطاع عموم إفاضاتهم على شيعتهم ، بل هم وسائط بين الله وشيعتهم في قضاء حوائجهم ، وتسديدهم سيّما نوابهم منهم.

(٤) في المخطوط : ( ملأه ).

١٨٠