رسائل آل طوق القطيفي - ج ١

الشيخ أحمد آل طوق

رسائل آل طوق القطيفي - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد آل طوق


المحقق: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الموضوع : الفقه
الناشر: منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
المطبعة: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٢

١
٢

٣

٤

٥

٦

مقدمة التحقيق

٧
٨

مقدّمة التحقيق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين.

اللهم لك الحمد حمداً يصعد أوّله ولا ينفد آخره ، اللهم لك الحمد حمداً تضع لك السماء كنفيها ، وتسبح لك الأرض ومن عليها ، اللهم ولك الحمد حمداً سرمداً أبداً لا انقطاع له ولا نفاد ، ولك ينبغي وإليك ينتهي .. ولك الحمد ولك الشكر بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها حتى ينتهي الحمد إلى ما تحبّ ربنا وترضى (١).

اللهم وصلِّ على أمينك على وحيك ، ونجيبك من خلقك ، وصفيّك من عبادك ، إمام الرحمة ، وقائد الخير ، ومفتاح البركة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعلى آله الذين جعلتهم ورثة الأنبياء ، وختمت بهم الأوصياء ، وعلّمتهم علم ما كان وما بقي ، وجعلت أفئدة من الناس تهوي إليهم وافعل بنا ما أنت أهله (٢).

وبعد : فإن دارنا دار المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله لإحياء التراث لما أخذت على عاتقها مهمّة نشر

__________________

(١) مصباح المتهجّد : ٧٧ ( حجري ).

(٢) انظر الصحيفة السجاديّة الكاملة : ٣٩ ، ٤٦.

٩

علوم أهل بيت النبوّة ومختلف الملائكة ، ووضعت نفسها في إسار ربقة هذا الطريق ، ولمّا كانت مجموعة رسائل العلّامة الشيخ أحمد آل طوق إحدى حبّات هذا العقد الشريف من علومهم عليهم‌السلام ، فقد تقرر إحياؤها وإبرازها إلى النور بعد رقدة سبات طويلة. وهذه المجموعة هي كسابقتها الرسائل الأحمديّة إذ إنها عبارة عن كشكول تناول فيه المصنّف أغلب جوانب علوم أهل البيت عليهم‌السلام ، فهي تتوزع بين مسائل علم الكلام والأُصول والفقه والنحو والتاريخ ، أمّا الرسالة الموسومة بـ ( نزهة الألباب ) فهي أشبه ما تكون بمجموع داخل مجموع ، فقد تنوّع ما تناوله المصنّف فيها بين الأُصول الفروع المذكورة كافّة ، بل زاد عليها بعض المسائل التي تناول فيها جملة من الأُمور الغيبيّة التي لم يسبق إليها أحد سوى الشيخ سليمان صاحب ( أزهار الرياض ) كمسألة حلّيّة الزواج من الجن.

وهذا المجموع يشمل اثنتين وعشرين رسالة هي جزء من رسائله رحمه‌الله التي تبلغ أكثر من أربعين رسالة ، وقد رتبناه على أربعة أجزاء كالآتي :

المجلد الأوّل : وقد اشتمل على الرسائل التالية :

الرسالة الأُولى : ما يكفي المكلَّف من أدلّة الأُصول الخمسة بالدليل العقلي.

وهي رسالة موجزة في بيان أدلّة الأُصول الخمسة بالدليل العقلي ، كتبت ببيان سهل يمكّن القارئ من فهم معانيها بسهولة ويسر ، على الرغم من أنّها عالجت المواضيع المبحوثة باختصار ومن أغلب جوانبها. وهي مرتّبة على مقدّمة ، وخمسة فصول ، وخاتمة. تناول في المقدّمة فائدتين : الاولى في بيان معنى التوحيد ، والثانية في بيان معنى الإيمان. واشتمل كلّ فصل على أصل من الأُصول الخمسة : التوحيد ، العدل ، النبوّة ، الإمامة ، المعاد. أما الخاتمة : فهي في بيان معنى الشرك بالله والكفر به.

الرسالة الثانية : موجز في أدلّة الأُصول الخمسة.

وقد تناولت مواضيع الرسالة الاولى نفسها ، وكتبت بنفس الأُسلوب ، غير أنّها

١٠

أكثر اختصاراً ، حيث لم تشتمل على المقدّمة والخاتمة ، كما أنّها اختزلت المطالب ببيان سهل ومختصر يعطي إجمالاً لأدلّة الأُصول الخمسة.

الرسالة الثالثة : الرجعة.

تبحث هذه الرسالة في رجعة أهل البيت عليهم‌السلام في آخر الزمان من خلال استعراض الأدلّة على ذلك ، وتناولها المصنّف من طريقين :

الأوّل : دليل الأخبار.

الثاني : دليل الاعتبار.

وفي الأوّل استعراض لحشد كبير من الروايات التي يمكن الاستدلال بها على ذلك ومناقشة مضامينها ، وقد أخذ كلّ ذلك مشفوعاً بالآيات القرآنيّة التي يمكن الاستدلال بها أيضاً على المطلب.

أما الثاني ، فقد استعرض فيه الكثير من الوجوه الاعتبارية التي يمكن أن تكون أدلّة صالحة للاستدلال على رجعتهم عليهم‌السلام في دولة المهدي عجل الله فرجه الشريف وذلك من خلال محاكمته لكثير من الأُمور بالنقض تارة ، والإبرام اخرى ، واستنتاجات مهمّة تارة ثالثة.

الرسالة الرابعة : في شرح صحيح زرارة المرويّ في الكافي

إن الله تبارك وتعالى جعل لآدم في ذرّيّته : من همّ بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ، ومن همّ بحسنة وعملها كتبت له عشراً ، ومن همَّ بسيئة لم تكتب عليه ، ومن همَّ بها وعملها كتبت عليه سيّئة.

وهي جواب لسؤال ورد عليه من جناب الشيخ مبارك ابن الشيخ علي ، وقد تناول في بداية الجواب استعراضاً لكثير من المفاهيم توضيحاً ومناقشة بالآيات القرآنية والأخبار ، ثمّ استعرض في آخر الجواب شرح المازندراني ( ت ١٠٨١ ه‍ أو ١٠٨٦ ه‍ ) لهذه الرواية ، وناقشه في كثير من الموارد من خلال استعراضه لعبارة المازندراني ثمّ مناقشتها.

١١

الرسالة الخامسة : بحث في التيمّم.

وهي بحث استدلالي في بعض صور عدم وجدان الماء ، كما لو لم يسع الوقت للطهارة المائية بأقلّ الواجب مع وجود الماء ، فهل فرضه التيمّم حينئذٍ ويأتي بالعبادة أداءً ، أو يستعمل الماء ويقضي؟

الرسالة السادسة : مختصر الرسالة الصلاتية للشيخ محمّد بن عبد علي آل عبد الجبّار.

عمل هذه الرسالة بإشارة من أُستاذه مؤلّف الرسالة الصلاتيّة ، حيث طلب منه الاقتصار على الواجبات ، فامتثل خير امتثال ، غير متعرّض فيها لما يخالفه من الأقوال ، كما لم يذكر فيها ما يذهب هو إليه من آراء مخالفة ، مقتصراً فيها على عبارته ما أمكن ، ومعبّراً عن معناها بأخصر من لفظه في أحيان اخرى.

الرسالة السابعة : تحديد أوّل النهار.

وهي بحث استدلالي في بيان أوّل النهار بالمعنى الحقيقي لغةً وشرعاً ، فالأشهر الأظهر عند المصنّف أنّ أوّله طلوع قرص الشمس على الأُفق الحسّي كما عليه الأكثر ، مستدلّاً على ذلك بضروبٍ من الدلالة بلغت خمساً وأربعين ضرباً. وقد ذكر في الثالث والثلاثين منها بحثاً تفصيليّاً في القواعد والعلامات التي تُعرف بها ساعات الليل والنهار.

الرسالة الثامنة : الجهر والإخفات بالقراءة في الصلاة.

وهي بحث استدلالي في موارد الجهر بقراءة الحمد والسورة وتحديد مواردهما ، كما تطرق فيه إلى حكم الأذكار في الصلاة من حيث الجهر والإخفات أيضاً.

المجلد الثاني : وقد اشتمل على الرسائل التالية :

الرسالة التاسعة : روح النسيم في أحكام التسليم.

وهي بحث استدلالي في حكم التسليم الواقع في الصلاة. ويقع في ثلاثة مقامات

١٢

المقام الأوّل : في بيان وجوبه وندبيّته. واستعرض فيه الأقوال بالوجوب والندب مناقشاً لكلٍّ منها ، ومرجّحاً لما يراه راجحاً منها.

المقام الثاني : في بيان الاختلاف حول التسليم ، هل هو جزء أو خارج؟

المقام الثالث : في بيان الصيغة المُخرِجة من التسليم من الصلاة.

وفي ختام الرسالة تنبيهات عدّة اشتملت على فوائد مهمّة.

الرسالة العاشرة : في بيان حدِّ الركعة التي مَنْ أدركها أدرك الوقت.

وهي بحث استدلالي استعرض فيه أربعة أقوال في تعيين حدِّ الركعة المشار إليها ، مرجّحاً أنّ حدّها هو رفع الرأس وانفصال الجبهة من محلّ السجود بعد السجدة الثانية ، وبه يتحقّق كمال الركعة. مشفعا ذلك بالأدلّة ، ومناقشاً الآراء نقضاً وإبراماً.

الرسالة الحادية عشرة : في أحكام العمرة.

وهي بحث استدلالي في موضوع العمرة ، رتّبها على فصول ومسائل تناول فيها أحكام العمرة ومواقيتها وواجباتها بشي‌ء من التفصيل ، وناقش فيها الروايات متناً وسنداً ، وعارض آراء فقهاء الطائفة ورجّح بعضها على بعض ؛ مستنداً في ذلك إلى أدلة من القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، ودليل العقل.

الرسالة الثانية عشرة : مسألة في الرضاع.

وهي جواب لسؤال ورد عليه من جناب الشيخ محمّد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ إبراهيم الدرازي يسأله فيه : هل يحلّ للأب الرضاعي نكاح مطلّقة ابنه الرضاعي؟ واشتمل السؤال والجواب عنه على بيان وجه الحرمة ومناقشة بعض الآراء في ذلك.

الرسالة الثالثة عشرة : في عدّة المطلّقة الحرّة.

بحث استدلالي في مسألة ما لو كانت المطلّقة الحرّة الحائل لا تحيض إلّا في أكثر من ثلاثة أشهر مرّة وطُلّقت وقد بقي من طهرها شهر مثلاً ، فما عدّتها؟

١٣

الرسالة الرابعة عشرة : بحث في الحبوة.

وهي جواب لسؤال ورد عليه من بعض علماء البحرين ، مفاده القول بتمشية الحبوة إلى ولد الولد بالنسبة إلى جدّه وذلك بعد أن يكون على الشرائط المعتبرة في استحقاق الولد للصلب لها وجوباً أو استحباباً ومجّاناً أو محتسبة. وقد بيّن في السؤال الأدلّة المفروضة لقول القائل. فردّ عليه المصنّف بالجواب مناقشاً إياه في جميع ما فرضه في السؤال.

الرسالة الخامسة عشرة : صحّة العبادات مع قصد نيل الثواب أو الخلاص من العقاب.

وهي بحث استدلالي في اختلاف الأصحاب في صحّة العبادات بقصد نيل الثواب أو الخلاص من العقاب ، بمعنى أنّها يسقط بها القضاء وينال بها الثواب والجزاء ، ويقصد الامتثال بها فيسقط العقاب ، أم لا؟ ذهب المصنّف الى أنّ الأشهر في ظاهر الحال هو الصحّة.

الرسالة السادسة عشرة : بحث في الواجب الكفائي.

وهي بحث استدلالي في تعريف الواجب الكفائي وكثير من التفريعات المتعلّقة به. وفي آخر الرسالة تنبيهات اشتملت على فوائد مهمّة.

الرسالة السابعة عشرة : أجوبة مسائل.

اشتملت هذه الرسالة على أجوبة لعدّة مسائل وردت عليه من السيّد حسين ابن السيّد أحمد البحراني :

الأُولى : ما الوجه في جعل المسجد الأقصى غاية الإسراء؟

الثانية : ما النكتة والسرّ في اختصاص مولانا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بلفظ أمير المؤمنين دون من سواه من المعصومين عليهم‌السلام؟

الثالثة : ما معنى ما في دعاء السجّاد عليه‌السلام في يوم عرفة قَوْلُكَ حُكْمٌ ، وَقَضَاؤُكَ حَتْمٌ ، وَإرَادَتُكَ عَزْمٌ.

١٤

الرابعة : حكم البهيمة المذكّاة إذا وطئت.

الخامسة : في وجوب صلاة الآيات على مَنْ لم تقع الآية في بلده.

السادسة : حول رؤية المعصوم عليه‌السلام في المنام وكونهم لا يشبهون أحداً.

السابعة : في معنى ( ما ) التعجبيّة الواردة في أدعيتهم عليهم‌السلام.

المجلد الثالث : وقد اشتمل على الرسالة التالية :

الرسالة الثامنة عشرة : نزهة الألباب ونزل الأحباب.

وهي رسالة اشتملت على الكثير من فنون العلم والمعرفة ؛ ففيها تجد المسألة الأُصولية ، والفقهية والكلامية والنحوية والمنطقية وغيرها ، فهي بحق كشكول ممتع.

المجلد الرابع : وقد اشتمل على الرسائل التالية :

الرسالة التاسعة عشرة : مواليد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله عليهم‌السلام.

اشتملت الرسالة على مقدّمة وأربعة عشر فصلاً ، تكفّل كلّ فصل بتاريخ ولادة ووفاة أحد المعصومين عليهم‌السلام ، عدا القائم عج فاقتصر فيه على ذكر ولادته عليه‌السلام لأنّه حيّ يرزق ، عجل الله تعالى فرجه الشريف وسهّل مخرجه ، وجعلنا من أنصاره.

الرسالة العشرون : إعراب : صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اشتملت هذه الرسالة وهي أوّل ما نطق يراعه في ميدان الكلام على حدّ تعبيره على عرض آراء النحاة حول عطف الضمير على الظاهر ، وهل أن ذلك يسوغ بدون تكرار العاطف أم لا يجوز ، وقد قابل آراء أُولئك النحاة وناقشها وخلص إلى نتيجة دعّمها بالأحاديث الشريفة ، ومفادها جواز ذلك من غير تكرار العاطف.

الرسالة الحادية والعشرون : إعراب وآله من صيغة صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وهي كسابقتها ، غير أنها أخصر قليلاً.

الرسالة الثانية والعشرون : حرمة أُم وأُخت وبنت الملاط به على اللائط.

وهي رسالة موجزة في بيان ثبوت الحرمة في النكاح على اللائط من أُم وأُخت وابنة الملاط به ، وقد عثرنا عليها بعد إتمامنا إخراج هذا الكتاب.

١٥

المصنّف في سطور

بعد أن ألقينا نظرة خاطفة على رسائل هذا المجموع كان لا بدّ من تسليط الضوء على بعض جوانب حياة كاتبها وإن كانت المصادر قد أهملت التعرض لذلك ، غير أنه لا يترك الميسور بالمعسور.

هو العالم الفاضل الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح بن سالم آل طوق القطيفيّ.

لم تسعفنا مصادر ترجمته بسنة ولادته ولا سنة وفاته سوى أنه كان حيّاً عام ( ١٢٤٥ ه‍ / ١٨٢٩ م ) ، كما لم تتطرّق لشي‌ء من تفاصيل حياته وجزئياتها.

قال عنه الشيخ محمد علي العصفوري في تاريخه : ( الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح آل طوق القطيفي .. تلمذ لجدي العلّامة الشيخ حسين ).

تلمذ لجماعة من العلماء أبرزهم الشيخ أحمد بن محسن بن منصور آل عمران ، والشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، وله منه إجازة رواية.

له من المؤلّفات ما يقارب الأربعين مصنّفاً أو أكثر ، منها غير ما ذكرناه في هذا المجموع : ( نعمة المنّان في إثبات وجود صاحب الزمان ) ، ( جامعة الشتات في أحكام المواريث والأموات ) ، ( نزهة الأحباب ) ، وهي غير ( نزهة الألباب ونزل الأحباب ) المذكورة ضمن هذا المجموع ، ( شرح الحديث الشريف من عرف نفسه فقد عرف ربّه ) ، مناسك الحج.

وذكره الشيخ الآقا بزرگ الطهراني في طبقاته بقوله : ( هو الشيخ أحمد بن صالح ابن سالم بن طوق القطيفي ، عالم جليل من مصنّفي عصره ).

وقال : ( ورأيت بعض تملّكاته بخطه ذكر فيه نسبه كما مرّ ، بينما لم يذكر مترجموه جدّه سالماً بل ذكروا أنه ابن صالح بن طوق. وتاريخ هذا التملك قبل ( ١٢٤٥ ه‍ ) ؛ لأنه (١) كان في هذا التاريخ ملكاً للشيخ محمد علي العريضي .. وملك ( خلاصة الأذكار ) ، و ( تلخيص الشافي ) ، و ( بصائر الدرجات ) ، و ( الدروس ) .. ).

__________________

(١) كذا في المصدر ، دون إشارة إلى مرجع الضمير.

١٦

وذكر أن له ( المسائل العويصة ) ، وهي مسائل بعث بها إلى الشيخ أحمد الأحسائي مذكورة في موضعين من ( جوامع الكلم ) : جاء في الموضع الأول : ( أرسل إليّ الشيخ الأرشد الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طوق القطيفي مسائل .. ) ، وفي الموضع الثاني : ( قد وردت إلىّ مسائل جليلة بمباحث جميلة من الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح بن طوق تدلّ على كثرة خُبره ، ودقّة فكره .. ) (١).

والده ؛ : كان والده ؛ عالماً فاضلاً مؤمناً صالحاً. وكان من المعاصرين للعلّامة الشيخ أحمد ابن زين الدين الأحسائي ، وله إليه مسائل مذكورة في جوامع الكلم أيضاً ، حيث جاء فيه : ( قد بعث إليّ الأكرم المسدد الشيخ صالح بن طوق أصلح الله أحواله ، وبلّغه آماله .. ) (٢) أولاده : له من الأولاد الشيخ ضيف الله ، وهو من العلماء الأخيار. وهو صاحب شرح على رسالة والده في الأُصول الخمسة المطبوعة ضمن هذا المجموع ، وكان قد جمع فتاوى السيد كاظم الرشتي في الطهارة والصلاة بأمره. توفي في العراق.

منهج التحقيق

إن منهجنا في تحقيق هذا المجموع يتمركز حول محورين.

أجمع وتحصيل النسخ الخطّيّة وكانت المرحلة الأُولى هي البحث والتنقيب عن رسائل الشيخ آل طوق ، فهي مبعثرة بين القطيف ومكتبة السيد المرعشي ومناطق اخرى. وقد لاقينا بعض

__________________

(١) انظر ترجمته في : أنوار البدرين : ٢٨١ / ٢٤ ، طبقات أعلام الشيعة ( الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة ) : ٩٢ ـ ٩٣ ، أعيان الشيعة ٢ : ٦٠٧ ـ ٦٠٨ ، معجم المؤلفين ١ : ٢٥١ ، مجلة الموسم : العدد ( ٩ ـ ١٠ ) لسنة ( ١٩٩١ / ١٤١١ ه‍ ) ، وانظر جوامع الكلم : ١١٤٠ ، ١٥٥ ( حجري ).

(٢) انظر جوامع الكلم ٢ : ٢٣٧ ـ ٢٣٩.

١٧

الصعوبة في العثور على هذا الجزء منها واستحصاله ، سيّما الموجود منها خارج إيران. وقد بقيت رسائل أُخر دون أن نعثر عليها حالياً فاكتفينا بنشر هذا المقدار منها. أما المرحلة الثانية فكانت فرز هذه الرسائل ، وتعيين عناوينها ، وإثبات نسبتها لمصنفها. وأمّا المرحلة الثالثة ، فكانت تعيين السقوطات وأماكن عدم الوضوح فيها ومحاولة معالجة ذلك بتصويرها ثانية وإلّا فبالاستظهارات المناسبة للسياق. وقد اعتمدنا في تحقيقنا لمجموعة رسائل الشيخ أحمد آل طوق رحمه‌الله على عدّة رسائل ومجموع خطّي.

أما المجموع فهو من مكتبة آية الله المرعشي برقم (٢٣٥٨) ، ويحتوي على (٣٢٠) ورقة مختلفة السطور ، ٢١ ـ ٥. ١٥ سم. ويتميّز بتعدد نوع الخطّ وتفاوته بين الوضوح وعدمه.

وأمّا ما يحويه من رسائل ، فهي : روح النسيم « ا پ ٤٣ ر » ، شرح حديث من همّ بحسنة .. « ٤٥ پ ٥٧ پ » ، الواجب الكفائي « ٥٨ پ ٧٢ پ » ، قصد الثواب والعقاب في العبادة « ٧٣ پ ٩٠ پ » وهي إحدى نسختي المخطوط وقد رمزنا لهذه النسخة بـ « م » ، إدراك ركعة في الوقت ، وهي نسختان : الاولى « ٩٢ پ ٩٨ پ » ، من نسْخ يوسف بن مسعود الجشّي ، وقد رمزنا لها بـ « ش » ، والثانية « ١٦٦ پ ١٧٥ پ » من نسْخ زرع بن محمد علي بن حسين الخطّي ، وقد رمزنا لها بـ « ز » ، تحديد أوّل النهار « ٩٩ پ ١٤١ ر » وهي إحدى نسختي المخطوط ، وقد رمزنا لها بـ « » ، أجوبة مسائل الشيخ الدرازي « ١٤٥ پ ١٤٦ پ » ، تيمم من منعه الزحام عن الخروج « ١٤٦ پ ١٤٩ ر » ، إعراب صلى‌الله‌عليه‌وآله « ١٥٠ پ ١٥٧ پ » ، إعراب آله من صلى‌الله‌عليه‌وآله « ١٥٨ پ ١٦٣ پ » ، الرجعة « ١٧٦ پ ٢٠٨ پ » ، أجوبة مسائل السيد حسين « ٢١٠ پ ٢١٧ ر » ، جواب مسألة عن الحبوة « ٢١٨ پ ٢٢٥ ب » عدة المطلقة التي لا تحيض إلّا في أكثر من ثلاثة أشهر مرّة « ٢٢٦ پ ٢٣٥ ر » ، وجوب الإخفات في غير الأُوليين « ٢٣٦ پ ٢٤٨ ر » ، أحكام العمرة « ٢٥٢ پ ٣٢٠ پ ».

١٨

وأما الرسائل المتفرّقة فهي :

١ ـ رسالة ما يكفي المكلّف من أدلّة الأُصول الخمسة ، وتقع في (٤١) صفحة ، كل صفحة منها بـ (١٨) سطراً ، وهي من نسخ صالح بن طعّان بن ناصر المركوباني ، تاريخ نسخها سنة (١٢٥٩) هـ ، جيدة الخط.

٢ ـ رسالة موجز في أُصول الدين ، وتقع في (٧) صفحات ، كل صفحة منها بـ (٢٠) سطراً ، نسخت عام (١٢٤٣) هـ ، مجهولة الناسخ ، وجيدة الخط.

٣ ـ قصد الثواب والعقاب في العبادة ، وهي النسخة الأُخرى لهذه الرسالة ، مصوّرتها من القطيف ، من نسخ ناصر بن علي بن ناصر ، وقد رمزنا لها بـ « ن » وتقع بـ (٢١) ورقة كل صفحة منها بـ (١٩) سطراً لكل صفحة. تاريخ تأليفها (١٢٤٣) هـ ، وتاريخ نسخها السنة عينها. وهي نسخة جيّدة الخط.

٤ ـ رسالة تحديد أوّل النهار وهي نسختان كما أشرنا والنسخة الثانية مصوّرتها من القطيف ، وقد رمزنا لها بـ « ق » ، وتقع في (٤٦) ورقة ، كل صفحة منها بـ (١٩) سطراً. مزيدة ببعض التصحيحات والتعليقات في هوامشها.

٥ ـ مختصر الرسالة الصلاتيّة ، مصدرها القطيف ، وتقع في (١٠١) ورقة ، مختلفة السطور.

٦ ـ نزهة الألباب ونزل الأحباب ( الجزء الأوّل ) منها فقط ، مصدرها القطيف ، وتقع في (١٧٨) ورقة ، كل صفحة منها بـ (١٧) سطراً ، وهي نسخة جيّدة الخط.

٧ ـ رسالة مواليد المعصومين الأربعة عشر ، وتقع في (٧١) صفحة مختلفة السطور ، مزيدة بتصحيحات وتعليقات في هوامشها.

٨ ـ رسالة في حرمة أُم وأُخت وبنت الملاط به على اللائط ، وهي فصل منقول من رسالة ( نزهة الألباب نزل الأحباب ) ، والظاهر أنها من الجزء الثاني من هذه الرسالة ، وهو الجزء المفقود حالياً. وتقع في (٤) صفحات ، كل صفحات منها بـ (١٩) سطراً.

١٩

ب ـ عملنا في المخطوطات : لقد تحدّد عملنا أوّلاً في جمع هذه الرسائل كما أشرنا ، ثمّ تأليفها وتبويبها وفق ما ستخرج به إلى النور.

أمّا ثانياً ، فهي مرحلة مباشرة تحقيق هذه المخطوطات ، وقد مرّت بالمراحل التالية.

١ ـ الصف والإخراج الكامبيوتري.

٢ ـ مقابلة المطبوع على المخطوط ثم المطبوع على المطبوع.

٣ ـ تخريج الآيات والروايات والآراء العلمية.

٤ ـ تقويم النص ، وقد اتبعنا فيه المنهج التالي :

أوّلاً : بعض مخطوطات المجموع لها نسختان ؛ فكانت الخطوة الاولى تعيين النسخة المعتمدة ، وإثبات ما في المتن وفقها والإشارة إلى اختلافات النسخة الثانية في الهامش بعبارة : في « .. » : ( كذا ). وفي حال كون ما في النسخة المعتمدة سقطاً أو غير مقروء يثبت ما في النسخة الثانية في المتن مع الإشارة إليه في الهامش على أنه من هذه النسخة. هذا في موارد غير الاختلاف فيهما.

ثانياً : في موارد الاختلاف كان لا بدّ من تعيين الراجح من المرجوح لإثباته في المتن لأنه الأوفق ، وهي مهمة فيها نوع من الصعوبة ؛ إذ إن انتقاء ما يناسب ذوق المصنف رحمه‌الله باعتبار أن أحدهما قطعاً ليس مراده إلّا في النادر ليس أمراً سهلاً ، بل هو يعتمد على متابعة دقيقة لُاسلوبه واستخداماته اللغوية والعلميّة. وقد تكون المهمّة أصعب فيما إذ لم يكن في البين مرجّح لأحد الاختلافين على الآخر.

ثالثاً : هنالك بعض السقوطات اقتضى السياق استظهارها ووضعها داخل معقوفتين ، لكن لم نُشر إليها في الهامش ، بل اكتفينا بالإشارة إليها في المقدّمة.

رابعاً : الإضافات التي ازيدت على المتن من مصادر التحقيق وأغلبها لتصحيح ألفاظ الحديث الشريف بين خطّين مائلين ، ولم يشر لها في الهامش أيضاً. في حين أن التغييرات التي أُجريت على المتن وفق المصدر بقيت بين معقوفتين ، وقد

٢٠