قوم يلبسون الصوف فى صيفهم وشتائهم يرون ان لهم الفضل بذلك على غيرهم ، اولئك يلعنهم ملائكة السماوات والارض ، وفى حديقة الشيعة عن البزنطى انه قال : قال رجل من اصحابنا للصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام : قد ظهر فى هذا الزمان قوم يقال لهم : الصوفية ، فما تقول فيهم ، قال عليهالسلام : انهم اعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم وسيكون اقوام يدّعون حبّنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم ويلقبون انفسهم بلقبهم ويؤولون اقوالهم ، الا فمن مال إليهم فليس منا وانا منه براء ، ومن انكرهم وردّ عليهم كان كمن جاهد الكفار بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوآله .
قول المصنف : استبعادات ـ اى هذه الامور الخمسة اللازمة للمعاد الجسمانى التى ادعى الخصم امتناعها فيمتنع الملزوم على زعمه لا دليل تام على امتناعها ، بل ذلك صرف استبعادات ، ولا يخفى ان الصحيح ان يقال : وانخراق الافلاك وعدم تناهى القوى الجسمانية لان الخصم لا يستبعد الانخراق وعدم التناهى ، الا ان يجعل الامر الاول والثانى واحدا بان يقال : وحصول الجنة فوق الافلاك والحال ان عدم انخراق الافلاك امر مستدل عليه بزعم الخصم استبعاد لا دليل على امتناعه ، ويقدر فى الامر الخامس هكذا : ودوام الحركات فى الجنة مع تناهى القوى الجسمانية مستبعدة عنده لا دليل له على امتناعه.
قول الشارح : احدها ان السمع الخ ـ نجعل هذا الامر والّذي بعده واحدا لانهما اشارة الى شبهة طلب المكان لان المعاد البدنى الّذي هو حشر الانسان وتنعمه او تعذبه بالبدن لا يتيسر بدون المكان فاين مكان الحشر ومكان الجنة ومكان العذاب ، فالجواب ان مكان الحشر سطح الارض ، ومكان العذاب اجواف الارض ، ولا يتصور امتناع فى ذلك ، وان قيل : انها لا تسع جميع الابدان قلنا : ان كان الامر كذلك فمدّها واتساعها ممكن بالتخلخل ، واما مكان الجنة ففى جهة الفوق الى ما شاء الله تعالى ، والقول بامتناع انخراق السماوات وفنائها وتحولها عما عليه شبهة لا يسمع إليها بعد صراحة الآيات الكثيرة والاحاديث المتواترة فى ذلك على ان هذه الشبهة وامثالها مما يرجع الى