الجسم ليس الا الفضاء والبعد الّذي شغله وملأه ذلك الجسم ، وان ارادوا تعيين ما هو عند العرف فانهم يطلقون المكان على اعم من ذلك كله اذ يقولون : الماء فى الكوز ، زيد فى الدار ، زيد على السطح ، السمك فى البحر ، السبع فى رأس الجبل ، الشمس فى المشرق ، او تحت الارض ، القمر فى المغرب او فوق الرأس ، الاصبع فى الخاتم ، اليد فى الكم ، القدر على الاثافى وغير ذلك ويريدون المكان بمدخول الجار فى جميع هذه الامثلة من دون التفات الى تلك الامارات وتلك الخصومات والمشاجرات ، وان ارادوا الاصطلاح فلكل قوم ان يصطلحوا بينهم على ما يرونه صالحا لمقصدهم ولا مشاحة فى الاصطلاح ، ولكن المتكلمين على مزلق فى هذا الامر لان مذهبهم عدم المكان فى الخارج ووجوده فيه مبرهن بل بديهى ، واثبات وجود جوهر مجرد يحل فيه الجسم من الاشراقيين دونه خرط القتاد مع انه يستلزم ازدياد جوهر سادس على الجواهر الخمسة ، اللهم الا ان يبدلوا قولهم ويقولوا ان المكان هو الهيولى الاولى الحال فيها الصورة الجسمية كما عليه قوم من الاقدمين ، وفى قبالهم قوم آخرون منهم على ان المكان هو الصورة الجسمية.
المسألة العاشرة
( فى امتناع الخلاء )
قول الشارح : اختلف الناس الخ ـ قال الشارح القوشجى : القائلون بان المكان هو السطح مع بعض القائلين بالبعد المجرد الموجود لم يجوزوا ان يخلو المكان عما يشغله وعليه المصنف ، والباقون منهم مع القائلين بالبعد الموهوم على جوازه وهم اصحاب الخلاء.
قوله : واستدل عليه بان الخلاء الخ ـ توضيحه انا نفرض جسما متحركا بقوة معينة فى فرسخ من الخلاء فى ساعة ثم نفرض ان ذلك الجسم بعينه مع تلك القوة بعينها يتحرك فى فرسخ من الملا من هواء او ماء او غيرهما ولا محالة يقطع ذلك الفرسخ فى زمان اكثر من ساعة واحدة لان الملا معاوق مانع عن سرعته التى كانت