الاولى الفلاسفة الطبيعيون والدهريون واصحاب التناسخ والمشركون الذين نقل مقالهم فى مواضع من القرآن ، فانهم يقولون : ان الحى اذا مات فات وليس وراء ذلك شيء الا اصحاب التناسخ فانهم مع انكارهم للمعاد يقولون : ان الحى اذا مات انتقل روحه الى بدن آخر وهكذا الى ابد الآباد.
الثانية الفلاسفة الاولون القائلون بالمعاد الروحانى بمعنى بقاء النفس الناطقة مبتهجة بعقلها وهيئاتها الفاضلة الحسنة او معذبة كامدة بجهلها وهيئاتها الرذيلة السيئة ، وانكروا الجسمانى لشبهات يأتى ذكرها فى كلام المصنف ، ثم اتبعهم بعض من نشأ بعد الاسلام ، وسكت آخرون عن النفى والاثبات ، وصدقه بعضهم لضرورة ثبوته فى الاسلام وبعض آخر كصاحب الاسفار لدلالة العقل على وقوعه أيضا غير اخبار صادع الاسلام صلوات الله عليه وآله.
الثالثة القائلون بالمعاد الجسمانى فقط المنكرون للروحانى وهو قول اكثر المتكلمين على ما قال الرازى فى الاربعين ، ولم يقولوا ذلك الا لقصور فهمهم عن التحقيق فى امر النفس.
الرابعة المحققون من العلماء والحكماء ، فانهم قالوا بالمعادين معا ، واثبتوا للانسان حتى فى هذه الدار من حيث اللذات والآلام نشأتين ، وهذا هو الحق المحقق عند اهله.
قول الشارح : على وجوب المعاد مطلقا ـ اى مع قطع النظر عن كونه جسمانيا او روحانيا او معا.
قول الشارح : الاول ان الله تعالى الخ ـ صورة هذا الدليل ان الله تعالى وعد المطيع بالثواب واوعد العاصى بالعذاب ، والوعد والوعيد يجب ايفاؤهما عليه تعالى ، وهذا الايفاء لا يقع فى الدنيا قبل الموت لانا نرى ان الناس يموتون ولا يوفى لهم ذلك ولانه تعالى وعد واوعد بالايصال فى الآخرة ، فيجب عليه تعالى ان يحييهم فى الدار الآخرة للوفاء بوعده ووعيده لان خلف ذلك قبيح لا يصدر منه عز وجل.
اقول : ذكر الوعيد فى الدليل ليس بحسن وان اتى به الشارح رحمهالله طبقا