المسألة الرابعة عشرة
( فى عذاب القبر والميزان والصراط وغير ذلك )
قول المصنف : للامكان ـ لان النفس من حيث انها مدركة بنفسها او بآلاتها وهى لا تفنى بانسلاخ البدن عنها بالموت امكنها ان تلتذّ او تتألم بامور فى عالم البرزخ بنفسها او بآلة ، والتألم والتلذذ من مقولة الادراك او مسبب عنه فى المحل القابل.
قال المفيد فى اوائل المقالات : القول فى تنعيم اصحاب القبور الى ان قال : ان الله تعالى يجعل لهم اجساما كاجسامهم فى دار الدنيا ينعم مؤمنهم فيها ويعذب كفارهم فيها وفساقهم دون اجسامهم التى فى القبور يشاهدها الناظرون ، تتفرق وتندرس وتبلى على مرور الاوقات وينالهم ذلك فى غير أماكنهم من القبور ، وهذا يستمر على مذهبنا فى النفس ومعنى الانسان المكلف عندى هو الشيء المحدث القائم بنفسه الخارج عن صفات الجواهر والاعراض ، ومعى به روايات عن الصادقين من آل محمد صلوات الله عليهم ، ولست اعرف لمتكلم من الامامية قبلى فيه مذهبا فاحكيه ، ولا اعلم بينى وبين فقهاء الامامية واصحاب الحديث فيه اختلافا.
قول الشارح : نقل عن ضرار الخ ـ نقل القوشجى انكار عذاب القبر عن ضرار بن عمرو وبشر المريسى واكثر المتأخرين من المعتزلة ، وقال شارح المقاصد : اتفق الاسلاميون على حقيّة سؤال منكر ونكير فى القبر وعذاب الكفار وبعض العصاة فيه ، ونسب خلافه الى بعض المعتزلة ، قال بعض المتأخرين منهم : حكى انكار ذلك عن ضرار بن عمرو ، وانما نسب الى المعتزلة وهم برآء منه لمخالطة ضرار اياهم ، وتبعه قوم من السفهاء من المعاندين للحق ، انتهى ، وعلى كل فالآيات والاخبار دالة على سؤال القبر وعذاب البرزخ ونعيمه ، راجع سادس البحار المطبوع حديثا.
اقول كأنّ ضرارا كان يسكت عن تنعم القبر والبرزخ ولم ينكره الا ان ما نقل