قوله : وان كان تابعا له الخ ـ يعنى ان اللون والطعم وغيرهما من الكيفيات التى تحصل فى المركب ولا تكون من الملموسات وان كانت تابعة للمزاج الحاصل فيه لكن التابع مغاير للمتبوع.
اقول : ان الشارح العلامة رحمهالله لم يأت فى الشرح بما اشار إليه المصنف ، بل اتى لاثبات مغايرتها للمزاج بدليل الاختلاف والتغاير فى المحمول أيضا.
المسألة الخامسة
( فى البحث عن الملموسات )
قول الشارح : اظهر عند الطبيعة ـ يعنى ان الكيفيات الملموسة اظهر من سائر الكيفيات المحسوسة عند طبيعة الاحساس فالمدرك اذا خلى وطبعه ولم يكن فى قصده ادراك محسوس خاصّ اذا لاصق جسما يظهر له أولا كيفيته الملموسة ثم سائر الكيفيات فلذلك سميت الملموسات اوائل المحسوسات كما سميت الكيفيات الاربع الملموسة : الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة اوائل الملموسات اذ هى تدرك أولا عند اللمس ثم تدرك سائر الكيفيات الملموسة بواسطتها.
قوله : لعمومها بالنسبة الخ ـ يعنى لا يخلو حيوان كائنا ما كان من حاسة اللمس بخلاف سائر الحواس كما لا يخلو جسم بسيطا كان او مركبا من الكيفية الملموسة بخلاف سائر الكيفيات ، والسر فى ذلك ان الحيوان لا يتم امر حياته ومعاشه بجلب الملائم ودفع المنافر الا بان يكون حاسة اللمس فى ظاهر جميع بدنه منتشرة.
قوله : دون العكس ـ هذا خلاف التحقيق لان المراد بالفعل ان كان اعطاء كل صورة من الصور العنصرية اثرها للمادة فكل من العناصر فاعل بصورته لكل مادة من مواد العناصر الباقية ومنفعل بمادته من كل صورة من صور العناصر الباقية اذ لو لا ذلك لما حصل التشابه فى المزاج ، وان كان المراد به كسر السورة فكل من الحرارة والبرودة تنكسر سورتها بالاخرى وكذا الرطوبة واليبوسة ، وقد مضى