منهم ان تلك القوة هو الامكان الاستعدادى فيقال : ان المادة حاملة لامكان ما يحل فيها ولا يخفى ان كلمات القوم حول هذه المسألة مجملة وبظاهرها متضاربة ولكنك تقدر بعد النظر فيما كتبته على ان تطبق ما تفهم منها على الحق الواقع.
ثم ان القابلية والمقبولية معنيان منتزعان اضافيان كالعلية والمعلولية والقابل اما مادة تقبل صورة كالامثلة الماضية او موضوع يقبل عرضا كقبول الثمرة على الشجرة للالوان والطعوم والروائح وهذان المقبولان حالان فى المادة والموضوع او بدن يقبل نفسا كبدن الانسان وهذا المقبول ليس حالا فى البدن بل يتعلق به تعلق التدبير بحيث اذا فسد البدن لم ينتف بفساده وهذا كله مبرهن فى محاله.
قول الشارح : للممكنات ـ اى الممكنات المادية لان الممكنات المجردة ليس وجودها ولا امكانها مقيدين بل هما مرسلان وفى كثير من النسخ للمركبات وهذا اصح.
المسألة الثالثة والثلاثون
( فى القدم والحدوث واقسام السبق ومقابليه )
قول المصنف : والموجودان اخذ الخ ـ وفى سائر الشروح والوجودان اخذ وهذا انسب لان المتصف بالقدم والحدوث أولا هو الوجود وباعتباره يتصف الموجود بهما لان الماهية من حيث هى هى ليست الا هى.
اعلم ان العدم للممكن اما ذاتى واما واقعى والذاتى هو لا اقتضائية الذات للوجود وهذا العدم يقال له الذاتى لانه كالامكان بل هو هو لا ينفك عن ذات الممكن كائنا ما كان اذا الممكن فى اى حال من الاحوال كان لا اقتضاء له بالنسبة الى الوجود ابدا ويقال له أيضا العدم المجامع لانه يجامع الوجود الّذي يحصل من العلة وسمى الشيخ هذا العدم ليسا مطلقا فقال فى الفصل الثالث من المقالة السادسة من إلهيات الشفا : فان للمعلول فى نفسه ان يكون ليس ويكون له عن علته ان يكون ايس انتهى والعدم الواقعى هو ما يطرده الوجود وهو الواقع على الممكن من جبة عدم العلة ويقال له