قريب أيضا نفس المعلوم والفرع نفس العلم فكانّ مراده بما عليه المعلوم هو حاله المقتضى لكونه اصلا وهو ثباته وعدم تغيره بزوال العلم ومراده بما عليه العلم هو حاله المقتضى لمقابل ذلك ، واطلاق الاصل على نفس المعلوم وحاله هذا صحيح وكذا العلم.
قوله : فلزمكم الدور الخ ـ توضيحه ان العلم اذا كان تابعا لم يكن علمه تعالى فعليا بل يلزم انتفاء هذا القسم من العلم رأسا لان العلم الفعلى علة للمعلوم ولا شبهة فى اصالة العلة بالنسبة الى المعلول فلو كان المعلوم أيضا اصلا لدار.
قوله : وتقرير الجواب عن هذا ان نقول الخ ـ لا دخل لهذا فى الجواب بل يقرر الاشكال ، والجواب ما يأتى الاشارة إليه فى كلامه عن قريب.
قوله : ووجه الخلاص من الدور الخ ـ هذا هو الجواب وتوضيحه ان العلم الفعلى ليس علة على الاطلاق للمعلوم بحيث يكون له اقتضاء لوجوده بل هو محصل له فى الخارج بمعنى ان هذا العلم يصير سببا لارادة الفاعل ايجاد المعلول فى الخارج.
قوله : لا بالوضع ـ اى التقدم بالرتبة.
قوله : بالذات ـ اى التقدم بالطبع.
قوله : يمتنع الحكم الخ ـ لان التقدم بالطبع يستلزم التقدم بالزمان او المعية به ، والتقدم بالعلية يستلزم المعية بالزمان ، والتقدم بالزمان ظاهر فى المنافاة فتقدم المتبوع باحد هذه التقدمات ينافى الحكم بتأخره.
قوله : والجواب عنه ما تقدم أيضا ـ اى كون المعلوم متبوعا بالمعنى الّذي قررناه لا يوجب تقدمه على العلم باحد انواع التقدم.
المسألة الخامسة عشرة
( فى توقف العلم على الاستعداد )
قول المصنف : ولا بد فيه من الاستعداد الخ ـ اعلم ان علومنا الحاصلة فى النفس لا بدّ فى فيضانها من الفاعل من استعداد النفس لها اذ هى فى اوّل خلقتها