كانت توجب خساستها سواء كانت بالغريزة او بالاكتساب.
قوله : والخلق ليس كذلك ـ لان القدرة لها نسبة السببية الى فعل وترك ذلك الفعل بعينه ، واما الخلق فله نسبة المسببية الى الفعل فقط
قوله : لانه قد يكون تكليفا ـ بخلاف الخلق وكذا سائر الملكات والحالات النفسانية فانها بنفسها خارجة عن قدرة العبد واختياره فلا يتعلق بها التكليف ، نعم قد يؤمر بها وينهى عنها اما باعتبار افعال توجب حصولها او زوالها واما باعتبار آثارها وتبعاتها.
المسألة الرابعة والعشرون
( فى الالم واللذة )
قول المصنف : ومنها الالم واللذة الخ ـ عرف الشيخ فى اوائل النمط الثامن من الاشارات اللذة بانها ادراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك كمال وخير من حيث هو كذلك ، وعرف الالم بانه ادراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك آفة وشر من حيث هو كذلك ، وتعريف الشارح العلامة هنا اجمال لهذا التفصيل لان ملائم كل شيء هو وصول ما هو عنده كمال وخير ومنافره هو وصول ما هو عنده آفة وشر ، ولكن المصنف رحمهالله اتى فى شرح الاشارات بتفسير لكلام الشيخ حاو لفوائد لا ينبغى الاعراض عنها ، قال : واما الادراك فقد مر شرح اسمه واما النيل فهو الاصابة والوجدان وانما لم يقتصر على الادراك لان ادراك الشيء قد يكون بحصول صورة تساويه ونيله لا يكون الا بحصول ذاته واللذة لا تتم بحصول ما يساوى اللذيذ بل انما تتم بحصول ذاته وانما لم يقتصر على النيل لانه لا يدل على الادراك الا بالمجاز ( بعلاقة العموم والخصوص فان الادراك اعم من النيل فمرجع الكلام الى ان اللذة هى الادراك النيلى لا مطلق الادراك ) وانما اوردهما معا لفقدان لفظ يدل على المعنى المقصود بالمطابقة وقدم الاعم الدال بالحقيقة واردفه بالمخصص الدال بالمجاز وانما قال لوصول ما هو عند المدرك ولم يقل لما هو عند المدرك لان اللذة ليست هى ادراك