قول الشارح : فى استخلاف من عزله النبي الخ ـ حق الكلام ليوافق المتن ان يقول : فى تولية من عزله النبي الخ ، لكنه عبر به لان أبا بكر ولى عمر امور المسلمين باستخلافه اياه ، ففى استخلافه المستلزم لتوليته مخالفتان لرسول الله صلى الله وآله : إحداهما الاستخلاف وهو صلىاللهعليهوآله لم يستخلف احدا بزعمهم ، والثانية توليته عمر وهو صلىاللهعليهوآله عزله عن التولية كما ذكر الشارح ، فالحاصل ان من استخلفه هو من ولاّه وان كان الاستخلاف عنوانا والتولية عنوان آخر لازم له وكان فى ذلك مخالفتان لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، والشروح متوافقة فى هذا ، ولكن فى المتن ظهور فى انه غيره ، وانى لم اجد فيما تفحصت اثرا لذلك.
قول المصنف : مع علمهم لقصد البعد ـ اى مع علم الثلاثة لقصد النبي صلىاللهعليهوآله بعدهم عن المدينة لئلا يثيروا تلك الفتنة الهائلة ، فاللام للتقوية عاملها علمهم واضافة القصد اضافة المصدر الى مفعوله ، وفى شرح القوشجى : مع علمهم بقصد التنفيذ اى مع علمهم بمقصوده من التنفيذ وهو بعدهم عنها لئلا يتوثبوا الخ ، فالمصدر بمعنى المفعول والاضافة بمعى اللام من نوع اضافة المسبب الى السبب ، وفى الشرح القديم وشرح البهشتى الأسفراييني : مع علمهم بقصد العدو ، والظاهر انه تصحيف ، والعدو هم الذين جهز جيش اسامة الى قتالهم.
قول الشارح : جيش اسامة ـ هو ابو محمد اسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى ، قيل : كنيته ابو زيد ، أمه بركة أمّ ايمن مولاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وحاضنته ، توفى اسامة بالمدينة ايام إمامة الحسن بن على عليهماالسلام ، وكفنه الحسن عليهالسلام ببرد حبرة.
قال الشهرستانى فى الملل والنحل : الخلاف الثانى فى مرضه انه قال : جهزوا جيش اسامة لعن الله من تخلف عنه ، فقال قوم : يجب علينا امتثال امره واسامة قد برز من المدينة ، وقال قوم : قد اشتد مرض النبي عليه الصلاة والسلام فلا تسع قلوبنا مفارقته والحالة هذه فنصبر حتى نبصر اى شيء يكون من امره.
اقول : لم تكن قلوبهم تسع مفارقة التوثب على الخلافة وإلا فهم فارقوه فرارا