تخفيف العذاب على المعذب فى الآخرة ، بل العدل يقتضي تبينه له اذ كان مستحقا لذلك ، والآثار دالة على ان ارباب الفضائل من الكفار كالحاتم الطائى يرون فى النار فوائد فضائلهم فكيف بمستحقى الاعواض ، بل فى ظهور التخفيف عليهم مصلحة هى ظهور عدله تعالى وفضله فى عباده فيحصل لهم حسرة وندامة من عدم ايمانهم وطاعتهم.
قول الشارح : علم ان آلامه بعد اسقاط الخ ـ علم على بناء الفاعل يرجع ضميره الى المعذب المستحق للعوض وكلمة بعد متعلق بعلم توسطت مع مدخولها بين اسم ان وخبرها الّذي هو اشد ، وتوضيح كلامه ان اللازم عدم ادراكه الراحة بتخفيف عذابه ، فهو اما يحصل بان يخفف من اوّل الامر جميع القدر الساقط من عقابه بان استحق لو لا التخفيف للعوض مرتبة من العذاب فجعل فى مرتبة اخف من ذلك ، فبعد الاسقاط والتخفيف ووقوعه فى العذاب اذا علم ان آلامه وعذابه لو لا التخفيف كانت اشد مما فيه لا يظهر له انه فى راحة لان الراحة انما تظهر وتدرك اذا انتقل من الاشد الى الاخف ولكنه من اوّل الامر جعل فى الاخف ، وهذا الفرض غير مذكور فى كلام المصنف.
وله مناسبة لما ذكرنا ، ولكن ادراك الراحة غير السرور بالعلم بالتخفيف ، واما يحصل بان ينقص من عذابه ذلك القدر متفرقا على الاوقات بحيث لا يظهر له خفة العذاب من عذاب كان فيه قبل ان تحصل له الخفة ، وذلك اذا كانت الخفة فى كل دفعة قليلة جدا ، وكذلك عطاء العوض لمن فى الجنة متفرقا على الاوقات فانه اذا كان المعطى فى كل وقت قليلا غايتها لم يلتفت الى انقطاعه ، ولكن اللازم من مذهبهم عدم تبين الانقطاع فيحزن وعدم تبين الخفة فيفرح ، وذلك لا ينحصر فى التفرق على الاوقات كما مر فى كلام الشارح ويأتى.
قول الشارح : الاول انه لو كان العوض الخ ـ حاصل كلام ابى على انه لو كان منقطعا فأي مانع من ايصاله الى مستحقه فى الدنيا بعد وجود المقتضى وهو استحقاقه لذلك وامكان اعطاء المنقطع فى الدنيا ولو بتعميره زمانا طويلا مع انا نعلم يقينا ان اكثر الاعواض لا يصل الى مستحقه فيها بل يؤخر الى الدار الآخرة ، والجواب أولا