بخلاف المقرب له حظ فى تمكين المكلف من فعل الطاعة وترك المعصية بل التكليف نفسه من هذا اللطف كما مر بيان ذلك آنفا.
قول الشارح : ولولاه لم يطع الخ ـ هذا تتمة الكلام فى اللطف المقرب ، وقوله : قد يكون اللطف الى قوله : الاختيار جملة معترضة بينهما ، فلا تغفل ، ومعنى الكلام : ولو لا اللطف المقرب لم يطع المكلف لاشتغاله بالامور الملهية وغفلته عن خطر امر التكليف وغرضه تعالى منه مع انه متمكن من جهة الاختيار وحصول الآلات من ان يطيع أو لا يطيع فى حال وجود هذا اللطف وحال عدمه اذ قلنا ان هذا اللطف ليس له حظ فى تمكين المكلف من الفعل والترك.
قول الشارح : وهذا بخلاف التكليف الخ ـ حاصل كلامه فى الفرق بين اللطف والتكليف ان التكليف اذا تحقق فالعبد يتمكن من ان يطيع أو لا يطيع وبدونه لا يتمكن لان مناط الامتثال وعدمه هو وجود التكليف سواء كان مع اللطف أو لا معه ، واما اللطف فلا يناط به الطاعة وعدمها ، فمن الممكن ان يتمكن العبد منها بدونه لكنه معه يقرب من الامتثال كالمثال المذكور فى كلام الشارح ، وهذا فى اللطف المقرب ، واما اللطف المحصل فقد عرفت ان التكليف نفسه منه.
قول الشارح : انه يحصل غرض المكلف ـ على صيغة المعلوم من باب التفعيل ، والمكلف على صيغة الفاعل.
قول الشارح : ان وجوه القبح معلومة الخ ـ ان كان اللطف من فعله تعالى فانتفاء القبح عنه قطعى لانه تعالى لا يفعل القبيح ، وان كان من فعل الملطوف له او غيره من المكلفين فكذلك لان الله تعالى كلفه به وهو لا يكلف بالقبيح.
قول الشارح : وليس ذلك استدلالا الخ ـ جواب سؤال ، هو ان كونكم مكلفين بترك القبيح لا يفيد الا عدم علمكم بالقبح فيما هو لطف ، ولا يثبت بذلك العلم بعدم القبح فيه ولا ينتفى احتمال وجود القبح ، فاجاب بانا لم نستدل بعدم العلم بالقبح على العلم بعدم القبح ، بل استدللنا بان تكليفه تعالى بشيء يوجب العلم بانه لا قبح فيه.