وكالقوة الحادثة فى العضلة المتولدة منها حركة العضو وكالحركة الحادثة فى المفتاح بسبب حركة اليد وكتحريك الشجرة المتولد منها قطع الثمرة من الغصن وكضرب السيف على العنق الموجب لفصل الرأس عن البدن ، ثم ان المتولد قد يكون بواسطة واحدة وقد يكون باكثر ، وامثلة ذلك كثيرة.
قول الشارح : بالقدرة فى محلها ـ الفعل الحادث بالقدرة يختص بالمختار والفعل المباشر وكذا المتولد لا يختص به ، كما يظهر من مثال الشارح ، فالتخصيص للاشارة الى ان النزاع هنا فى المباشر والمتولد من الفاعل المختار.
قول الشارح : فالاول مختص بنا الخ ـ اى المباشر لانه تعالى لا يفعل فعلا يحدث فى ذاته ، والثالث اى ايجاد الاجسام يختص به تعالى ، والثانى اى المتولد مشترك كما يحدث الحركة من الجسم الّذي خلقه ، ولا يخفى ان ذلك كله على مبنى المتكلمين من ان ما خلقه الله تعالى ليس الا الاجسام وما فيه من الاعراض ، وفيه نظر بل منع.
قول الشارح : وقال معمر ـ قال الشهرستانى : الفرقة السادسة من المعتزلة المعمرية اصحاب معمر بن عباد السلمى ، وهو من اعظم القدرية فرية فى تدقيق القول بنفى الصفات ونفى القدر خيره وشره من الله تعالى والتكفير والتضليل على ذلك ، وانفرد عن اصحابه بمسائل : منها انه قال : ان الله تعالى لم يخلق شيئا غير الاجسام ، فاما الاعراض فانها من اختراعات الاجسام اما طبعا كالنار التى تحدث الاحراق ، واما اختيارا كالحيوان يحدث الحركة والسكون الخ ، توفى معمر سنة ٢٢٠ ، وفى ضبط الاسم قال ابن الاثير فى اللباب : انه بفتح الميمين بينهما عين ساكنة وفى آخره راء
قول الشارح : لا فعل للعبد الا الإرادة الخ ـ تفصيل مذهبه هذا انه قال على ما فى الملل والنحل : ليس للانسان فعل سوى الإرادة مباشرا ولا متولدا ، وافعاله التكليفية من القيام والقعود والحركة والسكون فى الخير والشر كلها مستندة الى ارادته لا على طريق المباشرة ولا على طريق التوليد ، وهذا عجيب ، غير انه بنى ذلك على مذهبه فى حقيقة الانسان ، وهو عنده ما هو عند الفلاسفة من انه جوهر قائم بنفسه ، لا متحيز ولا متمكن ، تعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف ، فميز بين افعال النفس التى