وباق بحاله من التقوم والتعين والوجود ويتوارد عليه فى كل ان اين اخر وكذا معنى حركة الماء فى السخونة هو ان الماء باق بعينه ويتبدل عليه فى كل ان فرد من السخونة وظاهر ان مثل ذلك التبدل والتوارد لا يمكن فى الوجود بالقياس الى الماهية لان الماهية لا يتصور كونها متقومة وموجودة وباقية بنفسها ليتصور توارد الوجود عليها انتهى وما نقل الشارح رحمهالله فى هذا المقام مختل كما نبه عليه فى آخر كلامه.
المسألة السابعة
( فى ان الوجود خير والعدم شر )
قول الشارح : انا اذا تاملنا الخ ـ اقول : هاهنا امور لها دخل فى إيضاح هذه المسألة ولا بأس بذكرها.
الاول : ـ مفهوم الخير ليس ذاتيا لما تحته من الافراد لانه منتزع من امور مختلفة لا اشتراك لها فى ذاتى وكذلك الشر.
الثانى : ان الخير حقيقى واضافى وكذلك الشر اما الحقيقيان فالخير هو ما تطلبه الاشياء من حيث هى اشياء والشر ما تنفر عنه الاشياء من حيث هى اشياء واما الاضافيان فالخير هو ما يحبه شيء والشر هو ما يبغضه شيء والمبحوث عنه على ما يظهر من كلماتهم هو الحقيقيان فلذلك ادعى بداهة خيرية الوجود وشرية العدم فان المطلوب لكل شيء من حيث هو شيء مع قطع النظر عما يقع بين الكائنات الفاسدات من الارتباطات هو الوجود والمنفور عنه لكل شيء من حيث هو شيء مع قطع النظر عن ذلك هو العدم والنسبة بين الحقيقى والاضافى عموم من وجه فان بعض الوجودات مبغوض لبعض الاشياء وبعض الاعدام محبوب لبعض الاشياء وبعض الوجودات محبوب لبعض الاشياء والخير والشر الاضافيان هما اللذان اخذا فى تعريف اللذة والالم ويختلفان بالإضافة والاعتبار فان شيئا واحدا يكون خيرا باعتبار وشرا باعتبار اخر ويكون خيرا بالإضافة الى شخص وشرا بالإضافة الى شخص آخر فان