والثانى : كالخالق والرازق فان الخالق ذات يصنع شيئا هو معلوله والرازق ذات يفعل العطاء وهو معلوله ، وكالحسد الّذي هو صفة للنفس بها يضمر الانسان عداوة غيره فى نفسه فان اضمار العداوة معلول للحسد.
والثالث : كالحكمة التى يميز بها الانسان الحق من الباطل فان الحق والباطل ليسا علتين لها ولا معلولين لها ولكنهما مرتبطان بها ارتباطا ، ولا يذهب عليك ان المراد بالاجزاء فى هذا التقسيم هى الاجزاء الحدية لا الاجزاء الحقيقية فان الاضافة الى هذه الامور على ما فى كلام صاحب الشوارق او نفس هذه الامور على ما فى كلام الشارح العلامة ليست داخلة فى حقائق هذه المركبات بل فى حدودها ، ولا فرق بين ما عليه صاحب الشوارق وما عليه الشارح العلامة لان الاضافة الى شيء اذا اخذت فى حد شيء فالمضاف إليه أيضا مأخوذ فيه.
التقسيم الثالث : الاجزاء المتباينة اما كلها وجودية كجميع الامثلة التى ذكرت فى التقسيم الاول واما كلها عدمية كسلب ضرورة الوجود وسلب ضرورة العدم المركب منهما الامكان الخاص واما مختلفة مخلوطة من العدمى والوجودى كالسابق وغير المسبوق المركب منهما الاول الحقيقى وكالعدم والاضافة الى البصر المركب منهما العمى
التقسيم الرابع : الاجزاء المتباينة اما كلها اضافات كالاقرب والا بعد فان الاقرب هو القريب مع الاكثرية فى القرب وهما اضافتان وكذا الا بعد ، واما كلها غير اضافة ككثير من الامثلة المذكورة واما مخلوطة من الاضافة وغيرها كالسرير المركب من اخشاب وحديدات مع نسب واضافات بينها.
ثم ان الاجزاء المتداخلة سواء كان التداخل بالعموم المطلق او من وجه اما ان تكون اجزاء للماهية الواحدة أو لا كثر من الواحدة والمراد بالاكثر ان يفرض مجموع مركب من ماهيات ماهية واحدة لم يكن ذلك المجموع اجزا لماهية واحدة بل يفرض وحدتها كالحيوان والصاهل المركب منهما الفرس ، والحيوان والكاتب المركب منهما الحيوان الكاتب المفروض وحدتهما ، والحيوان والناطق