وفي ( حسنة يقطين
) : عن الممرّ بالمدينة في البداية أفضل أو في الرجعة؟ قال : « لا بأس بذلك
أيّة كان » .
وحمل في الفقيه
والتهذيبين الأخبار الأوّلة على المختار ، وما بعدها على من حجّ على طريق يمرّ
بالمدينة أولا ، فالبدأة بها أفضل ، لئلاّ يخترم دون ذلك أو لا يرجع .
أقول : لا شكّ في
أفضلّية البدأة بالمدينة مع المرور بها ، لأنّ تركها حينئذ نوع جفاء بل استخفاف ،
مضافا إلى جواز الاخترام أو عدم الرجوع.
وإنّما الكلام في
المختار ، وحمل الأخبار الأخيرة على المارّ حمل بلا شاهد ، فتتعارض الأخبار ، ولا
بدّ لنا من الحكم بالتخيير كما هو مقتضى الأخيرة ، إلاّ أنّ الاعتبار يحكم
بأفضليّة البدأة بالمدينة مع الاختيار ، لتحصيل الاستعداد ، ولأنّها مقتضى ترتيب
الصعود ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) .
الخامسة
عشرة : قالوا : لو ترك
الناس زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أجبروا عليها.
وفي النافع : لو
ترك الحاجّ .. .
وعلى الأول : يكون المراد
ترك كافّة الناس.
__________________