والوقوف في محله ، والتوجه أمام القراءة ، والتعوذ بعده في أول ركعة ، وقراءة سورة مع الحمد في النوافل ،
______________________________________________________
قوله : ( والوقوف في محلّه ).
فيراعى الوقف التّام ، ثم الحسن ، ثم الجائز على ما هو معروف عند القرّاء تحصيلا لفائدة الاستماع ، ولا يستحبّ التطويل كثيرا فيشق على من خلفه ، ولا يتعيّن الوقف في موضع ، بل متى شاء وقف ، ومتى شاء وصل ، لرواية عليّ بن جعفر ، عن أخيه عليهالسلام (١). ويكره قراءة التّوحيد بنفس واحد لما روي عن الصّادق عليهالسلام (٢).
قوله : ( والتّوجه أمام القراءة ، والتعوّذ بعده في أوّل ركعة ).
المراد بالتّوجه : الدعاء بعد تكبيرة الإحرام ، فيقول : « ( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) على ملة إبراهيم حنيفا مسلما » ، إلى آخر الدّعاء ، رواه زرارة في الصّحيح ، عن أبي جعفر عليهالسلام (٣). وصورة التعوذ أن يقول : أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم ، ولو قال : أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم ، قال الشّيخ : كان جائزا (٤).
وإنّما يستحبّ في أوّل ركعة قبل القراءة عند جميع علمائنا ، فلو نسيه لم يتداركه بعد فوات محلّه ، ويستحبّ الإسرار به ولو في الجهريّة ، قاله الأكثر. ولو جهر به لم يكن به بأس لرواية حنان بن سدير : أنّه صلّى خلف أبي عبد الله عليهالسلام فتعوذ بإجهار ثم جهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم (٥). والظّاهر أن دعاء التوجّه مشترك بين الإمام والمأموم والمنفرد ، وأمّا التعوذ فالمفهوم من قوله : ( أمام القراءة ) اختصاصه بمن يقرأ.
قوله : ( وقراءة سورة مع الحمد في النّوافل ).
يستحب ذلك إجماعا ، وليكن من طوال السّور في نوافل اللّيل كالأنعام
__________________
(١) قرب الاسناد : ٩٣ ، التهذيب ٢ : ٢٩٦ حديث ١١٩٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣١٤ حديث ١١.
(٣) التهذيب ٢ : ٦٧ حديث ٢٤٥.
(٤) المبسوط ١ : ١٠٤.
(٥) قرب الاسناد : ٥٨.