وإنشاد الشعر ، ورفع الصوت ، والدخول مع رائحة الثوم والبصل وشبهه ، والتنعل قائما بل قاعدا.
______________________________________________________
قوله : ( وإنشاد الشّعر ).
لقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سمعتموه ينشد الشّعر في المساجد فقولوا : فض الله فاك ، إنّما نصبت المساجد للقرآن » (١).
قال في الذّكرى بعد ذكر رواية علي بن جعفر السالفة : ليس ببعيد حمل إباحة إنشاد الشّعر على ما يقل منه وتكثر منفعته ، كبيت حكمة ، أو شاهد على لغة في كتاب الله ، أو سنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم وشبهه ، لأنّه من المعلوم أن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان ينشد بين يديه البيت والأبيات من الشّعر في المسجد ، ولم ينكر ذلك (٢).
قلت : لو قيل بجواز إنشاد ما كان من الشّعر موعظة أو مدحا للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأئمة عليهمالسلام ، ومراثي الحسين عليهالسلام ونحو ذلك لم يبعد ، لأن ذلك كلّه عبادة ، فلا ينافي الغرض المقصود من المساجد ، وما زال السّلف يفعلون مثل ذلك ولا ينكرونه ، إلا أنّي لا أعلم بذلك تصريحا ، والإقدام على مخالفة الأصحاب مشكل.
قوله : ( ورفع الصّوت ).
أي : يكره ، وهو في مرسلة علي بن أسباط (٣) ، لمنافاته الخشوع المطلوب في المسجد ، ولو في قراءة القرآن إذا تجاوز المعتاد.
قوله : ( والدّخول مع رائحة الثّوم والبصل وشبهه ).
والمراد : شبه كلّ منهما وهو كلّ ذي ريح كريهة ، لما روي عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : « من أكل شيئا من المؤذيات فلا يقربن المسجد » (٤) ، ولأنّه قد يتأذى المجاور له بالرّائحة ، وذلك مطلوب العدم.
قوله : ( والتنعل قائما بل قاعدا ).
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٦٩ حديث ٥ التهذيب ٣ : ٢٥٩ حديث ٧٢٥.
(٢) الذكرى : ١٥٦.
(٣) الفقيه ١ : ١٥٤ حديث ٧١٦ ، التهذيب ٣ : ٢٤٩ حديث ٦٨٢.
(٤) التهذيب ٣ : ٢٥٥ حديث ٧٠٨.