٦) الحاجة إلى مفردات هذا المعجم في وضع المصطلحات الحديثة في ميادين شتى فهو يمثل «ذاكرة تاريخية» عجيبة لما توفّر فيه من الاستعمالات والتراكيب والمفردات المختصة التي نسيناها حتى كدنا نعتبرها مفقودة في العربية ، وهي موجودة تؤدِّي ما نعجز في الإبان عن التعبير عنه لتأدية بعض المفاهيم الحديثة. فيكفي أن نقرأ هذا الكتاب لنتعجب من القدرات التعبيرية التي يوفرها للمستفيد المعاصر منه.
إنّ هذا التحقيق الذي قدمه لنا الأستاذ محمد المختار العبيدي يتميّز بكثافة معرفيّة تستحق التقدير لما وفّره لأهل الاختصاص من المعلومات الضافية والدّقيقة عن النص وتفاصيله وعن الأعلام والشعر والقرآن والحديث ، مما أثرى النص بمعارف ومعطيات جديدة ، ستمكن الدّارس من الإحاطة بكل الظروف والملابسات الاجتماعية والثقافية التي وُضِعَ فيها هذا المُؤَلَّفُ الهامّ.
ولا شك أنّ الدارسين سيجدون في مَتْنِهِ وفي حواشيه ما يدعو إلى التّدبير والتفكير في التعمّق في أهدافه ومراميه المعجمية والثقافية. ولا يسعنا في هذا المضمار إلّا أن نشكر محققه على إثراء المكتبة العربية بهذه المَعْلَمَةِ) eidepolcycnE (الحضارية الإنسانية التي نرجو لها أن تُسهم في التعريف بجهود العرب في تركيز فنون المعجم والتقدم بها.
|
تونس في ١٢ / ١٢ / ١٩٨٨ د. محمد رشاد الحمزاوي |