(وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) يوم الحساب والجزاء (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ومعنى هذا أن من يرتكب الحرام عن غفلة أو جهل مع العجز عن التعلم ، فهو معذور.
١٣٦ ـ (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ ...) قال الشيخ الطبرسي : ومن هذه الآيات يتبين أن المؤمنين بالله ثلاث فئات : المتقون ، والتائبون ، والمصرون ، وإن للمتقين والتائبين الجنة والمغفرة. وسكت الشيخ عن المصرين ، لأن ربهم بهم يومئذ لخبير ...
١٣٧ ـ (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ) الخطاب في قبلكم للصحابة ، وسنن جمع سنة وهي الطريقة ، والمعنى أطيعوا النبي أيها الصحابة ، ولا تخالفوا له أمرا وإلا نزل بكم العذاب في الدنيا قبل الآخرة تماما كما نزل بالذين عاكسوا أنبياءهم من الأمم الخالية ، وإن كنتم في ريب من ذلك (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) أي تتبعوا أخبار الماضين من أهل الأرض وتاريخهم (فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) لأنبيائهم وإلى أي نوع انتهوا من الهلاك ، والعاقل من اتعظ بغيره ...
١٣٨ ـ (هذا بَيانٌ) ناصع (لِلنَّاسِ) كافة (وَهُدىً) إلى دين الحق (وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) أي من أراد أن يكون من المتقين الصالحين.
١٣٩ ـ (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا) ثقوا أيها المسلمون بالله وبأنفسكم ، وامضوا على عزيمة الإيمان بالنصر (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) بدينكم ونبيكم (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) حقا وصدقا ١٤٠ ـ (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) إن نال منكم العدو يوم أحد ، فقد نلتم منه يوم بدر. (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) المراد بالأيام القوة وأنها تارة تكون لهؤلاء ، وتارة لأولئك (وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) إنه تعالى أعلم بالمؤمنين والكافرين من أنفسهم ، ولكن يبتليهم بالأمر والنهي لتظهر أفعالهم للعيان ، فيتميز الخبيث من الطيب ، ويجزي كلّا بما كسب (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ) وفي الشهادة كل السعادة والكرامة ، فهل إليها من سبيل؟ عسى ولعل.
١٤١ ـ (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) ويمحص : يطهر والمعنى أن الله سبحانه يطهر بعض عباده من ذنوبهم بالاستشهاد في سبيله ، ويمحق الكافرين يهلكهم.
١٤٢ ـ (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) هذا هو ثمن الجنة عند الله : جهاد ، وإخلاص ، وصبر ، وتبات ، وما عدا ذلك فليس بشيء الا أن يكون وسيلة لعمل يجلب للناس نفعا أو يدفع عنهم ضرا.