بأن جميع الناس على مستوى واحد في الحقوق والواجبات ، وأنه لا استعلاء وسيطرة على الإطلاق ، بل ولا فضل وامتياز لأحد إلا بما يقدم من عمل صالح ومفيد لأخيه الإنسان.
٦٠ ـ (فَاصْبِرْ) يا محمد (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) ما هي إلا أيام حتى تنتشر رسالة الإسلام في شرق الأرض وغربها ويقترن اسمك باسم الله تعالى وبالصلوات والتحيات. جاء في تفسير ابن كثير : أن الإمام عليّ (ع) كان يصلي صلاة الفجر ، فناداه خارجي (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) فأجابه الإمام وهو في الصلاة (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) أي أعرض ولا تكترث بسفاهة البهائم والأراذل. والحمد لله الذي هدانا بنبيه الكريم ، وأتم نعمته علينا بالولاء له ولأهل بيته الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين.
سورة لقمان
مكيّة وهي اربع وثلاثون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الم) تقدم في أول البقرة.
٢ ـ (تِلْكَ) إشارة إلى هذه السورة التي جاءت فيها (آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) العليم المنزه عن الجهل والعبث.
٣ ـ ٤ ـ (هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) وهم الذين يكبحون أنفسهم عن الأهواء والأسواء ، ويؤمنون بالله واليوم الآخر ، ويؤدون فرائض الله بالكامل.
٥ ـ (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) لأنهم ما دخلوا في باطل ، ولا خرجوا من الحق في قول أو فعل.
٦ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً) قال أكثر المفسرين : المراد بلهو الحديث هنا الغناء! ويلاحظ بأن كلمة «(لِيُضِلَ) ... و (هُزُواً)» يدلان على أن المراد بلهو الحديث هنا الطعن بالحق والخير والاستهزاء بهما بهدف التزييف والتضليل وإغراء الناس بالشر والباطل ، ويؤيد ذلك قوله تعالى بلا فاصل :
___________________________________
الإعراب : تلك آيات الكتاب مبتدأ وخبر. وهدى ورحمة حال من الآيات والعالم معنى الاشارة في تلك. ومن الناس خبر مقدم ، ومن يشتري مبتدأ مؤخر.