١٩ ـ (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ) أبدا ، لا عذر لمن كذب محمدا والقرآن بعد العلم التام بهما ـ الا أنه مولع بالكذب وتكذيب أهل الحق والصدق.
٢٠ ـ (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) انهم في قبضة الله يقلبهم كيف يشاء ، ويهلكهم متى أراد.
٢١ ـ (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) عظيم بدعوته إلى العمل بالعلم والعقل ، ونهيه عن التقليد والتعصب ، وجعله الناس ، كل الناس ، على مستوى واحد في جميع الحقوق والواجبات ، ولا فضل وامتياز إلا لمن قدّم عملا صالحا يفيد الفرد والجماعة.
٢٢ ـ (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) من التحريف والتزييف ، مصون من التغيير والتبديل.
سورة الطّارق
مكيّة وهي سبع عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) أقسم سبحانه بالسماء على وجه العموم وبلا استثناء ، وهي العالم العلوي بكل ما فيه ، وأيضا أقسم بالطارق وهو كل ما يأتي ليلا نجما كان أو غير نجم ، ولكن هذا العموم غير مراد لأنه تعالى فسّر الطارق هنا بقوله : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) أي المنير ، أما قوله :
٢ ـ ٣ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) فهو للتفخيم والتعظيم ، وإنما عظم الله من شأن العالم العلوي والنجم لما فيهما من المنافع.
٤ ـ (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) جواب القسم ، وان نافية ولا بمعنى إلا ، والمراد ما من أحد من بني آدم إلا وعليه رقيب يسجل أعماله ، وتقدم في الآية ١١ من الإنفطار ، إضافة إلى علمه تعالى.
٥ ـ ٧ ـ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ ...) الماء الدافق : النطفة ، والصلب : كل عظم من الظهر فيه فقار ، والمراد به هنا صلب الرجل ، والترائب : موضع القلادة من الصدر ، والمراد بها هنا ترائب المرأة. والمعنى إذا فكر الإنسان : من أين خلق؟ وكيف صار إنسانا كاملا بصورته وأعضائه وشكله وقدرته وإرادته وعقله ـ انتهى لا محالة إلى الإيمان بأن الله تعالى.
٨ ـ (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) لأن القدرة على النشأة الأولى تشهد بالقدرة على الثانية ، ومن أنكر هذه واعترف بتلك فقد أثبت الشيء ونفاه في آن واحد ومن جهة واحدة ، وتجدر الإشارة أن العلم لم يهتد إلى خروج النطفة من بين الصلب والترائب إلا في هذا القرن. وهكذا تزداد آيات القرآن قوة ووضوحا كلما تقدم العلم بتقدم الزمن.
٩ ـ ١٠ ـ (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) كل شيء على المكشوف يوم القيامة ، فالسر علانية والغيب شهادة ، وأيضا لا حول ولا قوة لأحد من نفسه أو من غيره إلا بصالح الأعمال وصدق النوايا والأقوال.