(أَوْ يَكْبِتَهُمْ) يخزيهم بالهزيمة (فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) خاسرين.
١٢٨ ـ (لَيْسَ لَكَ) يا محمد (مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) القصد من هذا وأمثاله أن لا يغالي المسلمون بمحمد (ص) كما غالى المسيحيون بالسيد المسيح (ع) (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) على المشركين إن اسلموا (أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) إن أصروا على الكفر.
١٢٩ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) الحكمة هو بها أعلم (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي أن جانب الرحمة والمغفرة فيه تعالى هو الغالب تفضلا منه وكرما.
١٣٠ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً) الربا حرام محرم قليلا كان أم كثيرا ، وقوله تعالى : (أَضْعافاً) ليس قيدا للنهي ، بل إشارة إلى ما كان عليه المرابون في الجاهلية حيث كان الربا في بعض الحالات يستغرق أموال المديون بالكامل ، ويبقى رأس المال في عنقه (وَاتَّقُوا اللهَ) في أكل الربا (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وتفوزون بالبركات الواسعة.
١٣١ ـ ١٣٢ ـ (وَاتَّقُوا) أيها المسلمون (النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) فيه إيماء إلى أن العذاب على بعض الكبائر تماما كالعذاب على الشرك والإلحاد.
١٣٣ ـ (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) أي سارعوا إلى خدمة الإنسان ، كل إنسان لوجه الله والإنسانية تستوجبوا من الله سبحانه الرحمة والمغفرة (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) كناية عن السعة في افهام الناس (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
١٣٤ ـ (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ) في اليسر والرخاء (وَالضَّرَّاءِ) العسر والبأساء (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) إن لم تكن حليما فتحلم كما قال الإمام (ع) (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) والعافين عطف على الكاظمين ، وهؤلاء عطف على الذين ينفقون ، وهؤلاء وصف للمتقين (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) الذين يتصفون بالتقوى والإنفاق وكظم الغيظ والعفو ...
١٣٥ ـ (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) سيئة كبرى بالاعتداء على الناس وأموالهم وأعراضهم (أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) أساؤوا إليها دون أن يسيئوا إلى الآخرين ، كما لو تركوا الصلاة والصيام (ذَكَرُوا اللهَ) لجأوا إليه تعالى بإخلاص (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) طلبوا منه جل وعز أن يغفرها نادمين على فعلها وعازمين أن لا يعودوا إلى مثلها ، فإنه يغفرها لا محالة