سورة الأنعام
مكية وهي مائة وخمس وستون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أي قولوا : الحمد لله (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) بنظام وإحكام (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) أي أوجد السبب الموجب لوجودهما (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) بالرغم مما أراهم من شواهد البينات على لطيف صنعته وعظيم قدرته.
٢ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) أي خلق أصلكم من طين أو تراب (ثُمَّ قَضى أَجَلاً) وهو أجل الموت وأجل مسمى عنده وهو أجل النشر والبعث (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) تشكون في الله مع قيام الشواهد والدلائل.
٣ ـ (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) أي أنه تعالى في كل مكان بقدرته وتدبيره وعلمه (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) من خير أو شر.
٤ ـ (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) المراد بالآية هنا الحجة القاطعة على وجود الله ونبوة محمد (ص) والمعنى الظاهر أن الأدلة قائمة ومتوافرة على صدق الإسلام ، وهي في غاية الوضوح والبساطة ، ولا عذر إطلاقا لجاحد ، لأن هذه الأدلة لا تتطلب من العاقل الا أن ينظر إليها بعقله دون هواه. وهكذا أكثر الناس يصرون على الرفض والإنكار بلا بحث وروية.
٥ ـ (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) بل وسخروا غير مكترثين دون أن ينظر إلى حججه وبيناته (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) لا بد وأن ينكشف لهم القناع عن جزاء عنادهم وتمردهم.
٦ ـ (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) كان
____________________________________
الإعراب : (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) على حذف مضاف ، أي خلق أصلكم ، (وَأَجَلٌ) مبتدأ ، ومسمى صفة له. و (عِنْدَهُ) متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (وَهُوَ) مبتدأ أول ، و (اللهُ) مبتدأ ثان ، وجملة يعلم خبر المبتدأ الثاني ، والجملة منه ومن خبره خبر المبتدأ الأول و (فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) متعلق بيعلم. (مِنْ آيَةٍ) من زائدة ، وآية فاعل. و (مِنْ آياتِ) متعلق بمحذوف صفة لآية. و (كَمْ) استفهام في موضع نصب ب (أَهْلَكْنا). (مِنْ قَبْلِهِمْ) بيان لها. وجملة (مَكَّنَّاهُمْ) في محل جر صفة لقرن الذي معناه الجماعة. و (مِدْراراً) حال من السماء.