سورة النصر
مدنيّة وهي ثلاث آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) هذه بشارة من الله سبحانه لنبيه الكريم بفتح مكة والنصر على أعداء الله وأعدائه وبهذا الفتح والنصر أظهر سبحانه دينه ، وأنجز وعده في قوله الكريم : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ـ ٣٣ التوبة» حتى قادة الشرك استسلموا واضطروا للإذعان ، قال الدكتور طه حسين في كتاب مرآة الإسلام : «شهد أبو سفيان بين يدي محمد (ص) : لا إله إلا الله وأظهر التردد في الشهادة بأن محمدا رسول الله ، ولكنه اضطر آخر الأمر إلى أن يعلنها».
٢ ـ (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ) وهو الدين الذي آمنت به يا محمد ودعوت إليه وقاسيت الكثير في سبيله ، ورفضت من أجله المال والملك وقلت فيما قلت : لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري عن أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته. فما ذا ترى الآن؟ لقد عوضك الله بخير منه ملايين المرات.
٣ ـ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) اشكره على هذه النعمة الجلى ... وهكذا كل من أطاع الله وعفّ عن حرامه أحرز عنده عوضا عنه ما هو خير وأبقى (وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) كان العديد من الصحابة يستعجلون النصر ، ويأخذهم القلق والضجر من التأخير ، والنبيّ (ص) يقول لهم : وعدني به ربي وهو آت لا محالة ، وقوله تعالى : «واستغفره» فيه تعريض بهؤلاء المستعجلين القلقين ، وانه كان عليهم أن يصبروا ويثقوا بوعد الله ، ويتغلبوا على خواطر النفس ووساوسها.
سورة اللهب
مكيّة وهي خمس آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) التب : الهلاك والخسران ، وتبت دعاء بالهلاك ، وتب إخبار بأن الهلاك واقع لا محالة ، وأبو لهب أحد أعمام النبي (ص) واسمه عبد العزى ، وكان كثير البغض والأذى لرسول الله (ص) وقال الرواة : نادى محمد الناس في ذات يوم ، فلما اجتمعوا ومنهم أبو لهب قال : لو أخبرتكم بعدو يغزوكم أتصدقوني؟ قالوا : أجل. قال : أنا نذير لكم بين يدي عذاب. فقال أبو لهب. ألهذا جمعتنا تبا لك. فنزلت هذه السورة ، ولفظها يشعر بذلك.
٢ ـ (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) المال مادة الشهوات في الدنيا ، أما نعيم الآخرة فهو وقف على من اتبع الهدى ، ونهى النفس عن الهوى.
___________________________________
الإعراب : جملة (يَدْخُلُونَ) حال من الناس أي داخلين ورأيت بصرية تعمل في مفعول واحد ، وهو هنا الناس. و (أَفْواجاً) حال ثانية. من ص ٤٨٠ الى الأخير.