ولم يعبث بأموال المنكوبين والأيتام باسم الدين وثوب الصلاح والصالحين.
١٠ ـ (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) من الدسيسة أي أخفى نفسه الخبيثة بالخداع والرياء ، قال الشيخ محمد عبده : «هل تكون خيبة أعظم وخسران أكبر من خيبة هذا الذي مسخ نفسه بسوء عمله؟ فما أجمل هذا التعبير! وما أحواه للمعاني الرفيعة»! ١١ ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) مفعول كذبت محذوف أي كذبت ثمود نبيها صالحا بسبب غيها وطغيانها.
١٢ ـ (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) أسرع أشقى قبيلة ثمود إلى عقر ناقة الله.
١٣ ـ (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ) صالح : اتقوا (ناقَةَ اللهِ) التي هي معجزة تدل على نبوة صالح (وَسُقْياها) إشارة إلى ما جاء في الآية ١٥٥ من الشعراء : (لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ).
١٤ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها) قال سبحانه : عقروها : مع أن العاقر واحد ، لأنهم رضوا بفعله ، ودمدم عليهم : أطبق عليهم العذاب ، فسواها : دمّر مساكنها على ساكنيها بالكامل ، ولم يفلت منهم أحد.
١٥ ـ (وَلا يَخافُ عُقْباها) لأن سبب الخوف لا يخلو من أحد فرضين : الخوف أو الظلم ، وتعالى الله عن هذا وذاك.
سورة اللّيل
مكيّة وهي احدى وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ ٢ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) يغشى : يغطي الأشياء ، وتجلى : ظهر ، ومثله تماما في الآية ٣ و ٤ من سورة الشمس : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) ٣ ـ (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) «ما» هنا مصدرية أي وخلق الذكر والأنثى يستحيل أن يكون بمحض الصدفة والاتفاق ، لأن العناصر واحدة والطبيعة واحدة ، وإذن لا بدّ أن يكون وراء التخالف في الأنوثة والذكورة مدبر عليم يخطط لبقاء النوع بالتناسل والتوالد ٤ ـ (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) جمع شتيت ، وهو جواب القسم والمعنى أن في الناس المحسن والمسيء ، وإذن لا بد من الجزاء ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر حيث لا يستقيم في عدله تعالى أن يستوي المحسن والمسيء ، وإلى هذا أشار سبحانه بقوله :
٥ ـ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) جاهد أعداء الحق ، وكفّ عن البغي والأذى.
٦ ـ (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) آمن بالجنة والنار والحلال والحرام ، وعمل بموجب إيمانه.
٧ ـ (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) يسهل الله عليه ما يبتغيه ويرضيه ، قال الإمام عليّ (ع) : «لو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا» ٨ ـ (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) أمسك عن كل خير واكتفى بطعامه وشرابه عن كل شيء تماما كالبهيمة.