سورة الصّف
مدنيّة وهي اربع عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ ...) كل مخلوق يسبّح بالدلالة على وجود خالقه ، وتقدم في الكثير من الآيات ، منها في أول الحشر والحديد.
٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) كيف تدعون الإيمان وتكذبون في الوعد وغيره.
٣ ـ (كَبُرَ مَقْتاً) وهو أشد البغض (عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) قال الإمام أمير المؤمنين (ع) في وصف أحد أصحابه : «كان يقول ما يفعل ، ولا يقول ما لا يفعل». وكل من كثر كلامه قلّ خيره ، ومن الحكم الخالدة ، خساسة المرء بكثرة كلامه فيما لا ينفع.
٤ ـ (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) كناية عن الأمة أو الجماعة تلفها كلمة واحدة وتعمل بكامل أفرادها لمصلحة الجميع ، ولا يشذ منها فرد واحد لنزعة عاطفية ومصلحة شخصية.
٥ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي) وهذا السؤال يحمل الإجابة عنه في صلبه وأصل تكوينه تماما كما تقول : لما ذا تلسع العقرب وتلدغ الحية؟ وقد لسع ولدغ أبناء إسرائيل أباهم يعقوب وأخاهم يوسف ، وتوارث هذا اللسع واللدغ الأحفاد عن الأجداد جيلا بعد جيل (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) انحرفوا إلى طريق الضلال ، فأخذهم الله إلى نهايته (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) ـ ٤٥ المدثر».
٦ ـ (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي
___________________________________
الإعراب : (مَقْتاً) تمييز. والمصدر من (أَنْ تَقُولُوا) فاعل كبر أي كبر هذا القول مقتا. و (صَفًّا) مصدر في موضع الحال من فاعل يقاتلون أي مصطفين. و (مُصَدِّقاً) حال من رسول الله. وجملة اسمه احمد محلها الجر صفة لرسول المجرور بالباء.