الخفيفة ، وكتبت ألفا لأنها كالتنوين (بِالنَّاصِيَةِ) الشعر في مقدم الرأس ، يجرّ به إلى النار.
١٦ ـ (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) أي صاحبها كاذب خاطئ ، والفرق بينه وبين المخطئ أن الخاطئ يفعل الجريمة عن عمد وعلم ، والمخطئ من غير قصد وعزم.
١٧ ـ (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) ليستنصر الطاغية يوم الجزاء بأعوانه وجلسائه في النادي ليدفعوا عنه سوء العذاب.
١٨ ـ (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) ملائكة العذاب الشداد الغلاظ تقوده إلى مقعده ومثواه في نار لا يخمد لهبها ، ولا ينتهي أمدها ١٩ ـ (كَلَّا لا تُطِعْهُ) لا تطع أيها المؤمن بل ولا تسمع لدعوة من ضلّ سبيل الرشاد (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) تقرب إلى الله بالسجود له لا إلى سواه. والسجود هنا من العزائم الأربع من سورة فصلت وسورة السجدة ألم تنزيل وسورة النجم وسورة العلق
سورة القدر
مكيّة وهي خمس آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) نزل القرآن على محمد (ص) بين وقت وآخر ، ولم يوح إليه جملة واحدة ، وابتدأ نزوله في ليلة القدر ، وهي ليلة عبادة وخشوع وإحدى ليالي شهر رمضان إجماعا وسنة وكتابا بنصّ الآية ١٨٥ من البقرة (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) معطوفة على (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) واختلفوا في تحديدها وتعيينها فمن قائل : هي ليلة ٢٧ وقائل : بل ١٩ ـ أو ٢١ ـ أو ٢٣.
٢ ـ (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) هذا تعظيم لشأنها.
٣ ـ (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي من عمل الخير في ليلة القدر كتب الله له أجر من عمل الخير في ألف شهر ، قال الرازي في تفسير هذه الآية : «وهذا كقول النبي (ص) لعليّ (ع) : لمبارزة عليّ مع عمرو بن ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة ، فلم يقل مثل عمله بل قال أفضل كأنه يقول : حسبك من هذا من الوزن والباقي جزاف».
٤ ـ (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) الروح : جبريل ، وضمير فيها يعود إلى ليلة القدر ، والمعنى الظاهر أن الله يأمر في ليلة القدر الملائكة بالنزول إلى كل مكان من أجل كل شيء. هذا هو الظاهر وما زاد يحتاج إلى دليل ، وفي شتى الأحوال فإن هذه الآية تعظيم لليلة القدر وانها رحمة للذين آمنوا وعملوا فيها صالحا.
٥ ـ (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) تمتد ليلة القدر من الغروب إلى الفجر ، وأي عمل فيها لوجه الله تعالى فهو أمان لفاعله من غضب الله وعذابه يوم تجزى كل نفس بما كسبت.