٤ ـ (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) أنت في الدنيا عظيم الشأن عند الله والناس ، وفي الآخرة لا يساويك في منزلتك ملك مقرب ولا نبي مرسل.
٥ ـ (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) أعطاه النبوة والقرآن ، وقرن اسمه باسمه في الصلاة والأذان ، وختم به الوحي والنبوة ، وما ذا بعد هذا؟ أما في الآخرة فقد أعطاه الشفاعة وما من أحد يملكها إلا إذا اتخذ عند الرّحمن عهدا ٦ ـ (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) عند من أودع الله محمدا اليتيم وآواه؟ ومن الذي نصره وحماه؟ وأكرم مقامه ومثواه؟
وأرضى الله في خدمته وأرضاه؟ ونفاه الأهل والعشيرة من أجله وضحى بالسيادة والقيادة في سبيله؟ ومحال أن ينسى الله ومحمد هذه التضحية والفضيلة لأبي طالب.
٧ ـ (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) كان النبي (ص) حائرا في أمر قومه ، كيف يحملهم على الهدى وينقذهم من الضلالة والعمى حتى نزل عليه القرآن هدى ورحمة للعالمين ، وعليه فالمراد بالضلال هنا الحيرة في إيقاظ قومه من سباتهم ، وقد شاع وذاع أنه لم يسجد لصنم إطلاقا ، ولم يقترف ذنبا مدى حياته حتى عرف بين المشركين بالصادق الأمين.
٨ ـ (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) العائل هو الفقير سواء أكان عنده عيال أم لم يكن ، وقال الرواة : ان رسول الله لم يرث من أبيه إلا ناقة وجارية ، فأغناه الله برعاية عمّه أبي طالب ومال خديجة بنت خويلد.
٩ ـ (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) محمد هو المثل الأعلى في رأفته ورحمته لكل العالمين بنص الآية ١٠٧ من الأنبياء وكفى بقلبه دليلا على لطفه ولينه. والغرض من هذا النهي الاهتمام بشأن الأيتام ، والعناية بتربيتهم ، وإصلاح حالهم ١٠ ـ (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) إجابة المضطر فرض كفاية على كل عالم وقادر فإن انحصرت القدرة على الإجابة بواحد تصبح الكفاية عينا عليه ، فإن أهمل ولم يكترث أذلّه الله وأخزاه لأن المضطر لا يسامح بحال وللكبد الحرى شأن عظيم عند الله ١١ ـ (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) حامدا شاكرا لا مكاثرا ومفاخرا.
سورة الانشراح
مكيّة وهي ثماني آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ضاق النبي ذرعا بفساد مجتمعه قبل البعثة كما سبقت الإشارة في سورة الضحى ، فأنار الله له السبيل إلى ما يبتغيه ، فطمأن قلبه ، وانشرح صدره فامتنّ سبحانه على نبيّه بهذه النعمة الكبيرة تماما كما امتنّ عليه في السورة السابقة بقوله : «(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) ... ولذا قال كثير من العلماء ، ومنهم علماء الشيعة الإمامية : ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة لعلاقة إحداهما بالأخرى ٢ ـ ٣ ـ (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) الوزر : الحمل الثقيل وأنقض : أثقل ، والمراد بالحمل هنا هم النبي وغمه مما كان عليه قومه ، فأزاح سبحانه هذا الغم والهم عن نبيه بالقرآن.
٤ ـ (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) وقدرك ، وأي شيء أرفع من اقتران اسم محمد باسم الله وطاعته بطاعته ، ومن جحد