٥٠ ـ (فَاجْتَباهُ رَبُّهُ) رده إلى قومه نبيا كما كان من قبل وتقدمت قصة يونس في ٩٨ وما بعدها من يونس والآية ١٣٨ وما يتبعها من الصافات.
٥١ ـ (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ) من الزلق في الموضع الذي تزل به الرجل ، والمراد به هنا النظر بغيظ وحنق (بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) يخبر سبحانه نبيه الكريم عن أعداء الله وأعدائه أن حين يقرأ القرآن ينظرون إليه بنظرات حادة حمراء ، وبعيون العداوة والبغضاء حتى تكاد تلك النظرات الخبيثة الحاقدة تزل قدم الرسول من مكانها فيقع على الأرض. أما ألسنتهم فإنها لا تنطق إلا بالكفر والهجر كقولهم : هو مجنون وما أشبه.
٥٢ ـ (وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) ان القرآن عظة وهداية لمن سعى لها سعيها بجد وإخلاص.
سورة الحاقة
مكيّة وهي اثنتان وخمسون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الْحَاقَّةُ) من أسماء القيامة ، لأن الله سبحانه حقق بها وعده بالبعث والحساب والجزاء.
٢ ـ (مَا الْحَاقَّةُ) ما ذا تعرف أيها الإنسان عن أهوالها وشدائدها؟
٣ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) انها فوق ما تسمع وتقرأ وتتصور.
٤ ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ) قوم صالح (وَعادٌ) قوم هود (بِالْقارِعَةِ) من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب وتزلزلها.
٥ ـ (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) بصيحة تجاوزت الحد في شدتها ، وقيل : الطاغية هنا مصدر وان المراد أهلكت ثمود بسبب طغيانها ، وهذا هو الأرجح لقوله تعالى : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) ـ ١١ الشمس».
٦ ـ (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) شديدة البرد والصوت (عاتِيَةٍ) تجاوزت في قسوتها وشدتها كل حد.
٧ ـ (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) متتابعة دون انقطاع وفتور على مدى هذه الليالي والأيام (فَتَرَى
___________________________________
الإعراب : (الْحَاقَّةُ) مبتدأ أول و «ما» استفهام مبتدأ ثان ، الحاقة خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر الأول والرابط اعادة المبتدأ بلفظه. و (ما أَدْراكَ) «ما» مبتدأ وأرادك فعل ماض وفاعله مستتر يعود الى «ما» والجملة من الفعل والفاعل خبر. ما الحاقة أيضا مبتدأ وخبر.