وجهاد اعداء الله وأعدائكم (وَتَتَّقُوا) موالاة الأعداء والركون إليهم (لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) وينصركم الله عليهم لا محالة (إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) خيرا كان أم شرا.
١٢١ ـ (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) نزلت هذه الآية في غزوة أحد ، والغدوة والغداة : ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ، وتبوئ : تهيئ وتدبر ، والمقاعد : جمع مقعد وهو مكان القعود.
١٢٢ ـ (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ) هما بنو سلمة من الخزرج ، وبنو حارثة من الأوس ، وكانا جناحي عسكر رسول الله في أحد (أَنْ تَفْشَلا) أن تؤثر فيهما فتنة المنافق عبد الله بن أبي ، فيجبنا ويضعفا (وَاللهُ وَلِيُّهُما) تولى أمر الطائفتين بعنايته ، وأبعد الفشل عنهما (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لا على المنافقين وأعداء الدين ، وإن ملكوا الأموال والسلاح.
١٢٣ ـ (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) هذا تذكير منه تعالى للمسلمين بيوم بدر ليثبت قلوبهم (وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) كنتم آنذاك في قلة من العدد وغير منعة من العدة.
١٢٤ ـ (إِذْ تَقُولُ) يا محمد ، وكان صاحب رايتك وراية المهاجرين علي بن أبي طالب وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة (لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) نازلين من السماء ، ينصرونكم على الأعداء.
١٢٥ ـ (بَلى) يكفيكم هذا الإمداد (إِنْ تَصْبِرُوا) على الجهاد (وَتَتَّقُوا) الخيانة والخذلان يمددكم الله بأكثر من هذا العدد (وَيَأْتُوكُمْ) أي المشركون (مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) من هذا الحين (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) أي لهم علامة تدل عليهم.
١٢٦ ـ (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ) هاء الغيب في «جعله» يعود على غير مذكور بلفظه ، بل بمعناه وهو الإمداد المفهوم من «يمدكم» (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) أي بالامداد.
١٢٧ ـ (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ليهلك طائفة