١٩ ـ ٢٠ ـ (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ) غمرته وشدته (بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) أي تنكر ، الموت أول لحظة من الآخرة وآخر لحظة من الدنيا ، وفي هذه اللحظة بالذات ينكشف لمنكر البعث أنه حق ويقال له بلسان الحال أو المقال : هذا ما استبعدت وأنكرت.
٢١ ـ (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ) يسوقها إلى محشرها (وَشَهِيدٌ) يشهد عليها بعملها.
٢٢ ـ (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا ...) في الدنيا غفلة وحجاب ، أما في الآخرة فكل شيء على المكشوف ، يبرز أمام الجاهل الكثير مما قد أنكر ، وينكر الكثير مما كان به من الموقنين.
٢٣ ـ (وَقالَ قَرِينُهُ) وهو الملك الموكل بكتابة الأعمال والأقوال : (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ) أحضرت السجل الصادق العادل لمن وكلت به.
٢٤ ـ (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) الخطاب لملكين من ملائكة العذاب (كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) كثير الكفر بالحق والعناد له.
٢٥ ـ ٢٦ ـ (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) لا يفعله ويصد الناس عن فعله (مُعْتَدٍ مُرِيبٍ) يتجاوز الحدود في قوله وفعله ، ويشك فيما ليس فيه شك.
٢٧ ـ (قالَ قَرِينُهُ) هذا القرين غير الأول ، ذاك من الكرام الكاتبين ، وهذا شيطان غاو أثيم : (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) ولكن هو الذي ضلّ وطغى بسوء اختياره.
٢٨ ـ (قالَ) سبحانه : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ) لا كلام هنا ، لقد أعذرت بما أنذرت.
٢٩ ـ (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) سبقت كلمته تعالى بأن الجنة لمن أطاع ، والنار لمن عصى ، ولا مبدل لكلماته وما هو بظلام للعبيد.
٣٠ ـ (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) جاء في صحيح البخاري ج ٦ بعنوان «سورة ق» ما نصه بالحرف الواحد : «عن النبي (ص) قال : يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فتقول قط قط» ولا أدري كيف سجّل البخاري هذا الحديث في صحيحه وهو يعارض ويخالف قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ـ ١١ الشورى» وقد ثبت عن النبي (ص) انه قال ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله» وهل من عالم يشك في أن حديث الرجل والجسم المنسوب للذات القدسية ـ مخالف للعقل والوحي؟.
٣١ ـ (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) هي أقرب ما تكون إليهم ، وهم أقرب من يكون إليها.
___________________________________
الإعراب : (هذا ما لَدَيَ) معناه هذا شيء ثابت لدي ، وعليه فهذا مبتدأ ، و (ما) نكرة موصوفة خبر ، و (لَدَيَ) متعلق بمحذوف صفه وعتيد صفة ثانية. و (الَّذِي جَعَلَ) بدل من كفار.