بَعِيداً) وكل مفرط نادم لا محالة ، ومرة ثانية (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) عسى أن ينفع هذا التحذير.
٣١ ـ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) كل من يدعي الإيمان بالله والإخلاص له ، يلزمه حتما الإيمان بأنبيائه والإخلاص لهم وإلا فهو كاذب في دعواه بحكم البديهة (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) بشرط أن تؤمنوا بالله ورسوله معا.
٣٢ ـ (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) ومعصيته معصية لله بالذات (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) وفيه دلالة واضحة على أن الإيمان بالله دون الرسول كفر تماما كالجحود بالله.
٣٣ ـ (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) وآدم أبو البشر الأول ونوح أبو البشر الثاني ، لأن جميع أهل الأرض من نسله (وَآلَ إِبْراهِيمَ) أي إبراهيم وأولاده إسماعيل واسحق وأولادهما ومنهم محمد وآل محمد (ص) (وَآلَ عِمْرانَ) موسى وهرون (عَلَى الْعالَمِينَ) ومن اصطفاه الله واختاره على العالمين من خلقه يجب أن يكون معصوما ، ومعنى هذا أن المراد بالآل هنا من كان نبيا أو إماما ، وليس مطلق الآل.
٣٤ ـ (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) المعصوم اللاحق ينتهي في نسبه إلى المعصوم السابق.
٣٥ ـ (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) بن ماثان ، وهو جد المسيح (ع) ، وبين عمران أب موسى وعمران أب مريم ١٨٠٠ سنة (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) معتقا لخدمة بيت المقدس (فَتَقَبَّلْ مِنِّي) نذري.
٣٦ ـ (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) تحسرا وتلهفا على ما فاتها من النذر (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) وله فيه سر عظيم (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) في خدمة المعابد (وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ) قال الطبرسي في جوامع الجامع : ومريم في لغتهم هي العابدة. وفي قاموس الكتاب المقدس : مريم أسم عبري معناه : عصيان (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ) أجيرها بحفظك (وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) فإنه يطمع كثيرا بأولاد الأتقياء والعلماء.
____________________________________
الإعراب : نوح اسم أعجمي ، وفيه علتان توجبان منعه من الصرف ، وهما العلمية والعجمة ، ولكن لما كان ثلاثيا ساكن الوسط كان خفيفا في التلفظ ، ولذا صرف مثل هند ، و (عِمْرانَ) ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، ولو كان غريبا لمنع أيضا لزيادة الألف والنون ، وذرية منصوب على انه بدل من آل ابراهيم وآل عمران ، ويجوز أن يكون حالا منهما.