٣١ ـ (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُ) لأنه يقوم على أساس من الواقع ، ولا يدعو إلا إلى خير ، ولا ينهى إلا عن شر (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) من كل كتاب ينطق بالصدق والعدل.
٣٢ ـ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) المراد بالكتاب القرآن ، وقد ورثه كدين كل مسلم يقول : الله الذي لا إله إلا هو ربي ومحمد رسول الله نبيي ، ـ القرآن المنزل عليه كتابي ، أما الاصطفاء فالمراد به اختياره تعالى لصفوة الخلق الذين تجب طاعتهم تماما كطاعة القرآن وهم أهل بيت محمد (ص) بنص حديث الثقلين الذي يقول : «إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وهو مروي بالعديد من الطرق ، منها ما جاء في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عليّ بن أبي طالب وصحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠٨ طبعة بولاق سنة ١٢٩٢ ه نقلا عن كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، ومنها ما قاله الشيخ محمد عبده في التعليق على الخطبة ٨٥ من خطب نهج البلاغة ، وهذا نصه بالحرف : «الثقل هنا بمعنى النفيس من كل شيء ، وفي الحديث عن النبي (ص) قال : تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» (فَمِنْهُمْ) من المسلمين الوارثين للقرآن أبا عن جد لا من الصفوة لأن الشيء الواحد لا ينقسم إلى نفسه وغيره (ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) وهو المتهاون في فعل بعض الواجبات وترك بعض المحرمات (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) أي معتدل ، وهو الذي زحزح عن النار لخروجه عن عهدة ما كلف به (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) وهو من جاهد وضحى في سبيل الحق والدين أو ترك أثرا ينتفع به الفرد والمجتمع.
٣٣ ـ ٣٥ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ ...) للسابقين إلى الخيرات ، والذين لم يقترفوا السيئات أو اقترفوا شيئا منها ، ولكن حسناتهم أرجح ، أما الذين استوت حسناتهم مع سيئاتهم فعسى الله أن يتوب عليهم كما في الآية ١٠٢ من التوبة (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) وإن سأل سائل : لما ذا أحل الله للرجال من أهل الجنة لبس الذهب والحرير ، وحرمه عليهم في الدنيا؟ قلنا في جوابه : لأنه تعالى حرمه عليهم في الدنيا.
٣٦ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) بل (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) ٥٦ النساء» (وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) لا كيفا ولا فترة استراحة.
٣٧ ـ (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها) يصيحون مستغيثين
___________________________________
الإعراب : (هُوَ) ضمير الفصل لا محل له من الإعراب و (الْحَقُ) خبر الذي ، ومصدقا حال. (جَنَّاتُ عَدْنٍ) خبر لمبتدأ محذوف أي ثوابهم جنات عدن. وجملة (يَدْخُلُونَها) حال ، ومثلها جملة (يُحَلَّوْنَ) ، ومن أساور متعلق بيحلون.