لمن وضع ، ولا واضع لمن رفع (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) من إكرام الصالح وإهانة الطالح.
١٩ ـ (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) وعاد الجمع على المثنى حملا على المعنى كما يتضح من التفسير الآتي (فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) جاء في العديد من التفاسير ، منها تفسير الرازي والطبري وابن كثير : أن هذه الآية نزلت في فريقين : فريق من المؤمنين وهم حمزة بن عبد المطلب وعليّ بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وفريق من المشركين وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، وأن الخصومة بينهم كانت في القتال والمبارزة يوم بدر ، وأن الله نصر المؤمنين على المشركين.
(يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ) الضمير للمشركين (الْحَمِيمُ) يشبه الماء المغلي.
٢٠ ـ ٢١ ـ (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) أي يذيب اللحم والشحم والأمعاء (وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقامِعُ) جمع مقمعة أي مقرعة (مِنْ حَدِيدٍ).
٢٢ ـ (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) من النار (مِنْ غَمٍ) يأخذ بأنفاسهم (أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) أين المفر من حكم الله ومشيئته؟
٢٣ ـ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) لما ذكر سبحانه حال أهل النار عطف عليهم حال أهل الجنة وان لهم جنات وكل ما يشتهون من طعام وشراب ولباس وزينة.
٢٤ ـ (وَهُدُوا) أي هداهم الله (إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) مثل الحمد لله على ما تفضل وأنعم (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) وهو الإسلام الذي انتهى بهم إلى روح وريحان وهما الراحة مع الرزق الطيب.
٢٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يمنعون الناس من الدخول في الإسلام (وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) وأيضا يمنعونهم من الحج إلى بيت الله (الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ) المقيم في مكة (وَالْبادِ) العابر والقاصد (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) والإلحاد الانحراف عن الحق والعدل ، والمراد بالظلم هنا القصد والعمد والمعنى من يرتكب شيئا من الكبائر والمعاصي في المسجد الحرام عن قصد وعمد ـ فحسبه جهنم وبئس القرار.
___________________________________
الإعراب : (فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) ما نافية ، وله خبر مقدم ، ومن زائدة ، ومكرم مبتدأ مؤخر. الخصم مصدر يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والذكر والأنثى ، يقال : هو أو هي أو هما هما أو هم أو هن خصمي ، وجاءت التثنية في «هذان» بالنظر الى اللفظ ، وجاءت واو الجماعة في (اخْتَصَمُوا) بالنظر الى المعنى مثل (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا). و (كُلَّما) منصوبة على الظرفية لأنها مضافة الى ما المصدرية الظرفية ، والعامل فيها أعيدوا. ومن غم بدل اشتمال من ضمير منها باعادة حرف الجر. ومن ذهب بمحذوف صفة لأساور. ولؤلؤا عطف على محل أساور لأن كل مجرور لفظا هو منصوب محلا ، وقيل : مفعول لفعل محذوف أي ويعطون لؤلؤا. وان الذين كفروا ، خبر ان محذوف أي ان الذين كفروا نذيقهم العذاب. وسواء مفعول ثان لجعلناه ، وهو اسم فاعل بمعنى «مستويا» والعاكف فاعل له. وبإلحاد الباد زائدة اعرابا ، وإلحاد مفعول يرد.