٤٣ ـ (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) إذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) هؤلاء الذين تستجيرون بهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، وتقدم في الآية ٧٦ من المائدة وغيرها (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) يجارون فكيف يجيرون.
٤٤ ـ (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) أمهلهم سبحانه ، وأمدّ في حياتهم ، ونعموا في العديد من متاع الحياة ، فظنوا أنهم على شيء (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) بموت من بنى وشيّد ، وغرس وجاهد ، وتقدم في الآية ٤١ من الرعد (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) بل مغلوبون وخاسئون.
٤٥ ـ (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) قل يا محمد لهؤلاء الجاحدين الساخرين : أتهزأون بي وبالقرآن؟ وما أتيتكم بشيء من عندي. إنه لقول الفصل وما هو بالهزل من العليّ القدير ، أنذركم به وكفى ، وهو أعلم بي وبكم (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ) وكيف تسمعون التحذير والإنذار ، وفي آذانكم وقر وصمم.
٤٦ ـ (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ) لذعة خفيفة من نار جهنم (لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا ...) تقدم في الآية ١٤ من هذه السورة.
٤٧ ـ (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) وليس المراد بالموازين هنا ما لكل واحد منها كفتان وعمود ولسان ، بل المراد أحكام الله وشريعته (فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) بل إن تك حسنة يضاعفها ، وإن تك سيئة فواحدة بواحدة ويعفو عن كثير (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) حتى عدد أنفاس الخلائق بلا عقل الكتروني ، وفي نهج البلاغة : أن عليكم حفاظ صدق يحفظون أعمالكم ، وعدد أنفاسكم ، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ، ولا يكنكم منهم باب ذو رتاج.
٤٨ ـ ٤٩ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) التوراة السماوية التي تفرّق بين الحق والباطل لا الأرضية التي تصف الله سبحانه بصفات يهتز لها العرش.
٥٠ ـ (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ) القرآن الكريم الذي أنقذ الإنسانية من دياجير الجهل والضياع ، وهداها الطريق السوي السليم (أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)؟ فأتوا بسورة من مثله إن كنتم صادقين.
___________________________________
الإعراب : (أَمْ لَهُمْ) ام منقطعة بمعنى بل ، وجملة تمنعهم صفة للآلهة ، وجملة لا (يَسْتَطِيعُونَ) مستأنفة لا محل لها من الإعراب. والمصدر من أنّا نأتي مفعول يرون أي أفلا يرون إتياننا الأرض. (إِذا ما) ما زائدة إعرابا. و (الْقِسْطَ) صفة للموازين على حذف مضاف أي ذوات القسط. و (شَيْئاً) مفعول مطلق لتظلم لأنه بمعنى ظلما. والباء في بنا زائدة وضمير نا فاعل ، وحاسبين تمييز لأنه بمعنى من حاسبين ، ويجوز أن يكون حالا. و (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ) بدل من المتقين.