٥١ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) الهداية صغيرا ، والنبوة كبيرا (مِنْ قَبْلُ) الذين جاؤوا بعده كموسى وعيسى (وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ) إنه أهل للنبوة (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) ـ ١٢٤ الأنعام».
٥٢ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ ....) هذا هو الرشد الذي آتاه الله لإبراهيم : الثورة على الجهل والخرافة.
٥٣ ـ ٥٤ ـ (قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ) ولا تبديل وتغيير لما كانوا يفعلون.
٥٥ ـ (قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِ)؟ استبعدوا أن يكون جادا لأنهم لم يسمعوا مثل هذا من قبل.
٥٦ ـ (قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وليست هذه التماثيل إلا أسماء من غير مسميات.
٥٧ ـ (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) لأتركنها محطمة مهشمة من حيث لا تشعرون.
٥٨ ـ (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) حطم إبراهيم الأصنام ، وجعلها قطعا متلاشية ، وترك أكبرها عن قصد كي يسألوه عن الجاني ، ولا يجيب كما تأتي الإشارة.
٥٩ ـ (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ) وكان الأجدر أن يتساءلوا : لما ذا لم تدافع الآلهة عن نفسها ، وتفعل بالجاني قبل أن يفعل بها ، أو يسخروا منها ـ على الأقل ـ كما سخر الأعرابي من صنمه حيث قال :
«أربّ يبول الثعلبان بوجهه |
|
لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب |
٦٠ ـ (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) يذم الأصنام ومن يعبدها ، ويقول : لأكيدنّها وأحطّمنّها.
٦١ ـ (قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) أرادوا أن يستجوبوه ويحاكموه محاكمة علنية ، ويعاقبوه على جريمته ليتعظ به من يحاول النيل من مقام الآلهة.
٦٢ ـ (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا)؟ أتوا بإبراهيم على ملأ من الناس ، وكانت هذه أمنيته ليقيم عليهم الحجة بأنهم في ضلال مبين ، وحين وجّهوا إليه هذا السؤال.
___________________________________
الإعراب : (التَّماثِيلُ) عطف بيان او بدل من هذه ، والتي بدل من التماثيل. والذي فطرهن بدل من (رَبُّ السَّماواتِ). و (مُدْبِرِينَ) حال مؤكدة. و (كَبِيراً) مستثنى متصل. وله خبر مقدم وابراهيم مبتدأ مؤخر. (عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) متعلق بمحذوف حالا من ضمير به أي مرئيا على أعين الناس.