من حياتهم وهم على فراش الاحتضار ، ويمضي معهم إلى القبر والنشر والحشر ... إلى ما شاء الله ، والمراد بضرب الوجوه والأقفية أن العذاب محيط بهم من كل ناحية.
٥٢ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ...) أخذ سبحانه المشركين يوم بدر بالعذاب كما أخذ آل فرعون وغيرهم ، لأن الأشياء المتماثلة تؤدي إلى نتائج متماثلة ، وتقدم في الآية ١١ من آل عمران.
٥٣ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) ليس المراد بالنعمة هنا الرزق فإن محمدا كان أخمص الناس بطنا ، وقال كليم الله : (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ). ـ ٢٤ القصص» وإنما المراد بها الشأن والكرامة ـ مثلا ـ كان للعرب هيبة وسلطان حين اتحدوا وجاهدوا ولما تخاذلوا وتكاسلوا سقوا كأس المذلة والهوان بأيدي الأسافل والأراذل ... أبدا لكل حادثة سبب ، وما ربك بظلام للعبيد.
٥٤ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ...) أعاد سبحانه لمجرد الإشارة إلى أنه قد كان لهم سلطان غالب فمحقوا بعد أن غيروا وبدلوا.
٥٥ ـ ٥٦ ـ (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ ...) قال المفسرون : المراد بهم اليهود ، لأنهم عاهدوا النبي (ص) أكثر من مرة ، ونقضوا عهدهم في كل مرة.
٥٧ ـ (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ) تصادفنهم (فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ) خذهم بالشدة والقسوة والاحتقار والجفوة (مَنْ خَلْفَهُمْ) ليس المراد اضرب اليهود من الخلف ، اللغة : أصل الدابة لكل ما دب على وجه الأرض ، ثم غلب استعماله في ذوات الأربع ، والثقف الظفر ، والتشريد الإبعاد. والنبذ الطرح. ورباط الخيل حبسها واقتناؤها. وجنحوا مالوا. والسلم بفتح السين وكسرها ضد الحرب ، ويشمل الصلح والمهادنة ، ويذكر ويؤنث.
____________________________________
الإعراب : جملة (ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) مفعول لقوم محذوف أي ويقول الملائكة للكفار ذوقوا. وبظلام الباء زائدة ، وظلام خبر ليس ، والمصدر المنسبك من ان الله ليس بظلام للعبيد مجرور بالباء المحذوفة أي بأن الله ليس بظلام. (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) الكاف بمعنى مثل في موضع رفع خبرا لمبتدأ محذوف أي دأبهم مثل دأب آل فرعون. والمصدر المنسبك من (أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) مجرور بحرف جر محذوف متعلقا بمحذوف أي وذلك كائن بأن الله سميع عليم. (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ) بدل بعض من الذين كفروا. (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ) و (إِمَّا تَخافَنَ) اما مركبة من كلمتين ان الشرطية وما الزائدة ، ودخلت نون التوكيد على الفعل لوجود ما ، ومفعول انبذ محذوف أي عهدهم.