(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ) بمحمد (وَعَزَّرُوهُ) أعانوه في إحياء الإسلام ونشره ، ووقروه لعظمته (وَنَصَرُوهُ) على قوى الشر وأعداء الخير (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) والمراد بهذا النور كتاب الله وسنة نبيه (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) دنيا وآخرة.
١٥٨ ـ (قُلْ) يا محمد : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ...) الإسلام دين أهل الأرض جميعا بلا استثناء ، لا لأنه نزل على محمد (ص) دون سواه ، بل لأنه دين العقل والعلم والحياة الإنسانية. هكذا ندعي نحن المسلمين ، وعلى طالب الحق والحقيقة أن ينظر ويدرس ، ثم يحكم بوحي من عقله وضميره ، شريطة أن يكون كفؤا علما وخلقا ، ويكفي في هذا الموجز أن نشير إلى هذا المبدأ القرآني النبوي ، وهو أن الإسلام باتفاق الجميع ينهى عن التقليد والجهل بشتى صوره ، ويأمر باتباع العلم والعقل ، والعمل بموجب العدل والمجاراة ، وبالتقوى والاستقامة والعمل الصالح النافع ، وما بعد العلم والعدل والصلاح إلا الجهل والجور والفساد.
١٥٩ ـ (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى) كان اليهود وما زالوا أشد الناس عداوة للحق وأهله وعلى هذا الأساس أعلنوا الحرب على رسول الله (ص) وما آمن به إلا قليل كعبد الله بن سلام وابن صوريا.
١٦٠ ـ (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) جمع سبط ، وهو في بني إسرائيل كالقبيلة في العرب (أُمَماً) أي نسل كل سبط صار جماعة كثيرة (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ) وهم في التيه (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) فضربه (فَانْبَجَسَتْ) انفجرت (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) تقدم في الآية ٦٠ من البقرة (وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) تقدم في الآية ٥٧ من البقرة.
١٦١ ـ ١٦٢ ـ (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) إلى قوله (يَظْلِمُونَ)
____________________________________
الإعراب : (جَمِيعاً) حال من الرسول. و (الَّذِي لَهُ) خبر لمبتدأ محذوف ، أي هو الذي له ملك الخ. قال أبو البقاء في كتاب الا ملاء : لا يجوز أن يكون الذي بدلا ولا صفة من رسول الله لوجود فاصلين هما إليكم وجميعا. (لا إِلهَ) خبر لا محذوف تقديره موجود إلا هو و (هُوَ) بدل من الضمير المستتر في موجود. (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) مفعول ثان لقطعنا لأنها بمعنى صيرنا ، والمميز محذوف أي اثنتي عشرة فرقة ، ولهذا أنث العشرة. و (أَسْباطاً) بدل من اثنتي عشرة ، لا تمييز لأنه جمع ، وتمييز العدد المركب مفرد ، و (أُمَماً) صفة لاسباط. و (أَنِ اضْرِبْ) بمعنى أي لأن ما بعد ان وهو اضرب تفسير لأوحينا. و (حِطَّةٌ) خبر لمبتدأ محذوف أي أمرنا حطة. و (نَغْفِرْ) على الجزم جوابا للأمر ، وهو قولوا وادخلوا.