إذا عرفت ذلك فاعلم انّ الاخبار الواردة في الإحتياط كثيرة ولكن وردت في موارد مختلفة فلنذكر جملة منها ونشير إلى مواردها ثمّ نأتي ببيان الحقّ فنقول :
منها : ما روى ابن جمهور اللّحساوي في كتاب عوالي الّلالي قال روى العلامّة مرفوعاً إلى زرارة بن اعين قال : سألت ابا عبدالله (عليهالسلام) فقلت : جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبايّهما آخذ فقال : خذ بما اشتهر بين اصحابك ودع الشّاذّ النّادر ـ إلى ان قال ـ إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الإحتياط ـ الحديث ـ (١).
وهذا يدلّ على وجوب الإحتياط في مطلق ما تعارض فيه النّصان بعد فقد الامور المذكورة.
ومنها : صحيحة عبدالرحمن بن الحجّاج قال : سألت اباالحسن (عليهالسلام) عن رجلين اصابا صيداً وهما محرمان الجزاء عليهما (٢) أم على كلّ واحد منهما [جزاء]؟ قال : لا بل عليهما جميعاً ويجزى عن كلّ واحد منهما الصّيد قلت : ان بعض اصحابنا سألني عن ذلك فلم ادر ما عليه فقال (عليهالسلام) : إذا اصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالإحتياط ... (٣)
__________________
(١) غوالى اللئالي ٤ / ١٣٣ ح ٢٢٩
(٢) بينهما خ
(٣) التهذيب ٥ / ٤٦٦