وسكت عن اشياء لم يسكت عنها نسياناً فلا تتكلّفوها رحمة من الله لكم
فاقبلوها ثمّ قوله (عليهالسلام) : حلال بيّن وحرام بيّن وشبهات بين ذلك ـ الحديث ـ .
والظاهر ان
السّكوت انّما هو باعتبار عدم النّص بالمرّة.
وقول الصادق (عليهالسلام) في حديث [حمزة بن] الطيّار : «لايسعكم فيما ينزل
بكم ممّا لا يعلمون الّا الكفّ والتثبّت والردّ إلى أئمّة الهدى (عليهمالسلام) حتّى يحملوكم فيه
على القصد» .
قلت :
الخبر الاوّل
الجزء الّذي منه ظاهر فيما لانصّ فيه اعني قوله (عليهالسلام) : «وسكت عن اشياء» مشتمل على قوله : «فلا تتكلّفوها»
الدالّ على الاباحة كما لا يخفى والجزء الثاني منه اعني قوله : «وحلال بيّن ـ إلى
أخره ـ» ليس فيه ما يدلّ على ما لانصّ فيه فيمكن ان يخصّص بما تعارض فيه النّصان
بل الواجب ان يحمل كذلك حتى يتلائم كلا جزئي الخبر.
وامّا الخبر
الثاني فليس فيه ما يدلّ على انّ المراد منه ما لا نصّ فيه.
على انّك قد
عرفت اجوبة كثيرة لترجيح اخبار الإباحة والبراءة.
ثمّ انّ
الاخباريين القائلين بالتوقّف ارتكبوا لترجيح مذهبهم اموراً غير مرضيّة عند أولي
الطبائع المستقيمة.
__________________