والعقاب يتوقّف على الشرع ، وهو الّذي ذكره اسعد بن علي الزنجاني من اصحابنا وأبوالخطّاب من الحنابلة وذكره الحنفيّة وحكوه عن أبي حنيفة نصّاً وهو المنصور لقوته من حيث الفطرة وآيات القرآن المجيد وسلامته عن الوهن والتناقض.
فهاهنا امران :
الاوّل ادراك العقل حسن الاشياء وقبحها.
والثاني ان ذلك كاف في الثواب والعقاب وان لم يرد شرع ، ولا ملازمة بين الامرين ، بدليل ذلك ان لم يكن (رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ) ـ اي بقبح فعلهم ـ (وَأَهْلُها غافِلُونَ)(١) اي لم يأتهم الرّسل والشرائع. ومثله (لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً)(٢) ـ انتهى [كلام الفاضل الزركشي] ـ (٣).
واستدلال القائلين بعدم الملازمة هو اطلاقات الآيات والاخبار المذكورة فإنّها بإطلاقها تدلّ على انّ مالم يرد به الشّرع سواء ادرك العقل حسنه وقبحه ام لا لا يكون عليه عقاب.
__________________
الزركشى المتوفى ٧٤٩.
(١) الانعام : ١٣١
(٢) طه : ١٣٤
(٣) هذه العبارة منقولة عن الفوائد المدنيّة ص ١٦٢ نقلاً عن شرح جمع الجوامع لبدر الدين الزركشي.