وقوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى)(١) وورد في هذه الاية : وهم يعرفون (٢) وورد فيها ايضاً : بيّنا لهم (٣).
وقوله تعالى (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها)(٤) وقال (عليهالسلام) في تفسيره : «بيّن لها ما تأتي وما تترك» (٥).
وقوله تعالى : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ)(٦).
قلت : غاية ما يلزم من هذه الآيات انّ الهداية والبيان وإراءة طريقي الحقّ والباطل منه تعالى وبعد هدايته صار واحد من النّاس على الهدى واخر على خلافها و [أمّا] انّ قبل الهداية والبيان فكيف كان امرهم فلايدلّ هذه الآيات عليه وليس فيها ما يدلّ على انّ قبل الهداية كان ذممهم بريئة عن جميع التكاليف.
نعم يمكن ان يقال : دلّت الآيات المذكورة على انّ قبل الهداية
__________________
(١) فصلت : ١٧
(٢) الصافي ذيل الآية نقلاً عن توحيد الصدوق
(٣) تفسير البرهان ٤ / ٧٨٢ نقلاً عن الكافى ١ / ١٦٣
(٤) الشمس : ٨
(٥) البرهان ٤ / ٧٨٢ نقلاً عن الكافى ١ / ١٦٣
(٦) البلد : ١٠. في توحيد الصدوق صفحه ٤١١ : قال ابوعبدالله (عليهالسلام) : نجد الخير والشرّ.