شطر من هذه الاخبار وما يتعلّق بها من القيل والقال في إستصحاب حال الشرع.
وثانيهما : انّه لا شكّ انّ عدم هذا الحكم كان ثابتاً متحقّقاً فصدور هذا الحكم من الشارع وتكليفه النّاس به يحتاج إلى الاعلام والّا لزم تكليف مالا يطاق والتكليف بما لا يعلم وهو باطل كما عرفت من الآيات والاخبار والادلّة العقليّة فالفقيه إذا تفحّص الأدلّة العقليّة وتتبّع الامارات ولم يجد مستند شرعيّاً لاثبات حكم من الاحكام الشرعيّة فيصحّ له الحكم بأنّ الأصل بقاء عدمه إلى الآن والّا لزم تكليف ما لا يطاق.
ثمّ انّ هذا الحكم ان كان ما يعمّ به البلوى فيصحّ له الحكم بعدمه في الواقع ونفس الامر لانّه لا شكّ انّ جمعاً كثيراً غاية الكثرة كانوا ملازمين لائمّتنا صلوات الله عليهم اجمعين في مدّة تزيد على ثلاثمائة سنة وكان اهتمامهم واهتمام الائمّة (عليهمالسلام) بيان المسائل الشرعيّة واظهار الاحكام الالهيّة. وقد نقل المحقّق (قدسسره) في المعتبر أنّ تلامذة الصّادق صلوات الله وسلامه عليه كانوا اربعة آلاف رجل (١) ومع ذلك إذا لم يجد الفقيه بعد تفحّصه وتجسّسه دليلاً على ثبوت حكم من الاحكام الّتي يعمّ بها البلوى يحصل له الظنّ المتاخم للعلم بأنّ هذا الحكم معدوم في الواقع والّا لاشتهر وذاع وذلك في مثل وجوب قصد سورة معيّنة عند البسملة
__________________
(١) المعتبر ص ٥ الطبع الحجري وهذه عبارته : وروي عنه من الرجال ما يقارب اربعة الاف رجل ...